اعتبر مرشد الثورة الإيرانـــية علي خـــامنئي أمس أن المشاركة الكبيرة للإيرانيين في الانتخابات تثبت وحدة هذا الشعب ويقظته في وجه «المخـــططات الشيطانية»، في حين اعتبر الرئيس محمود أحمدي نجاد أن الانتخابات «أذلت» من وصفهم بـ«الأعداء».
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) عن خامنئي اشادته بمشاركة «الشعب الإيراني الأبي بكثافة في انتخابات الدورة الثامنة لمجلس الشورى الإسلامي».
وقال إن «الشعب الإيراني العظيم ولاسيما الشباب خلق بمشاركته القوية والملحمية في انتخابات 14 مارس صورة رائعة من الوحدة الوطنية».
واعتبر خامنئي أن «الشعب الإيراني النبيل والذي يشعر بالمسؤولية جاء باسم الله إلى الساحة مرة أخرى وأجهض بهممه ويقظته جميع المخططات الشيطانية والحجم الهائل للحرب النفسية».
وقال إن الشعب الإيراني «أثبت أن الثورة الإسلامية ثورة حية وأنها تصبح أكثر عنفوانا ونشاطا مع مرور الوقت».
من جهته، اعتبر نجاد في برقية تهنئة بعثها إلى خامنئي لمناسبة المشاركة الواسعة للشعب الإيراني في الانتخابات التشريعية، أن «هذه الانتخابات أذلت الأعداء».
وأردف أن «الشعب الإيراني الصانع للتاريخ نزل إلى الساحة متسلحا بالإرادة والعزم الراسخين ودافع عن هويته وأهدافه وحقوقه، وخصوصا حقه في الاستفادة من الطاقة النووية السلمية». وتقدم نجاد بتهانيه إلى خامنئي والشعب الإيراني بهذا «الانتصار الكبير»، آملا في أن «يغتنم النواب الذين انتخبوا الفرصة لخدمة الشعب الإيراني الثوري». وفي هذا الإطار، أوردت «ارنا» أنه بعد فرز الأصوات في 149 دائرة انتخابية تمثل 150 مقعدا في البرلمان من أصل 290، فإن المحافظين فازوا بـ97 مقعدا مقابل 28 للإصلاحيين، و25 للمستقلين.
وأشارت إلى أنه ستجري انتخابات الإعادة في هذه الدوائر على 26 مقعدا فشل الفائزون فيها من نيل أكثر من ربع أصوات المقترعين.
وسيتنافس 52 مرشحا على هذه المقاعد الـ26، بينهم 21 محافظ و16 اصلاحيا و15 مستقلا.
الأغلبية للمحافظين
وكان وزير الداخلية الإيراني مصطفى بورمحمدي أعلن أمس أن المحافظين فازوا الى حينه بنحو 70% من مقاعد البرلمان البالغة 290، في حين أعلن «ائتلاف الإصلاحيين» المؤيد للرئيس السابق محمد خاتمي الحصول على 44 مقعدا.
ونقلت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية شبه الرسمية عن بورمحمدي قوله إنه «استنادا إلى عمليات فرز الأصوات التي تمت حتى الآن، فإن 71% من الفائزين بالمقاعد البرلمانية لديهم توجهات مبدئية (محافظة) ويدعمون المواقف الحالية في البلاد».
وأشار إلى أن هذه النسبة قد تتغير عند الانتهاء من فرز الأصوات بنسبة 1% أو 2% لا أكثر.
مشاركة كثيفة
ولفت بورمحمدي إلى أن 60% من المواطنين المسجلين على اللوائح الانتخابية شاركوا في الانتخابات أمس.
وأوضح أن «نحو 25 مليون ناخب ممن تتوافر فيهم الشروط (يحق لهم التصويت) شاركوا في انتخابات الدورة الثامنة لمجلس الشورى الإسلامي»، معتبرا أن هذه النسبة «قيمة للغاية وتحمل دلالة معنوية».
وأردف بورمحمدي في المؤتمر الصحافي، الذي عقده أمس أن نسبة مشاركة النساء في الانتخابات بلغت 68.48%، مقابل 51.33% للرجال، مشيرا إلى أن ذلك «يدل على المشاركة الواعية والشاملة للنساء والرجال معا في هذه الانتخابات، وهي رسالة واضحة لنموذج السيادة الشعبية الدينية إلى العالم».
ولفت إلى نسبة المشاركة العالية للشباب، معتبرا أن ذلك «يدل على أن الثورة ونظام الجمهورية الإسلامية يحظى باهتمام جاد من قبل جيل الشباب، وبعض المواقف والرؤى التي تريد أن تفرض نفسها على هذه الشريحة ومحاولاتها لتغيير توجهات الشباب لن تفلح».
يشار إلى أن سن الاقتراع في إيران تم رفعها إلى 18 سنة بعدما كانت 15 عاما خلال الانتخابات الماضية التي جرت منذ أربع سنوات.
توزيع المقاعد
وفي هذا الإطار، نقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية عن شهاب الدين صدر السكرتير التنفيذي لـ«الجبهة الموحدة للمحافظين»، وهي تعتبر اللائحة المركزية للمحافظين وتدعم سياسات الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد، أن «لائحتنا لقيت ترحيبا جيدا من الجماهير ما يشير إلى الثقة التي يضعها الشعب في حماة المبادئ في البلاد».
وفي المقابل، قال عبدالله ناصري المتحدث باسم لائحة «ائتلاف الإصلاحيين»، التي تضم أنصار خاتمي، «فزنا بـ44 مقعدا» من أصل 102 مرشح تقدمت بهم اللائحة في عموم أنحاء إيران، بالإضافة إلى 30 في طهران.
يشار إلى أن الائتلاف الإصلاحي يشغل حاليا 40 مقعدا من أصل 290 في مجلس الشورى الحالي المنتهية ولايته.
وفي هذا المجال، أوردت «فارس» أن النتائج الأولية لعمليات فرز الأصوات في طهران حتى مساء أمس أظهرت أن 18 محافظا يتصدرون لائحة الفائزين من أصل 20 مقعدا مخصصة للعاصمة، على رأسهم رئيس مجلس الشورى الحالي غلام علي حداد عادل.
من جهته، أعلن حاكم مدينة قم علي نيكان قمي اليوم فوز مستشار مرشد الثورة في المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني ورابطة مدرسي الحوزة العلمية مدينة قم، بالانتخابات متقدما على سائر المرشحين بعدما حصد نحو 76% من الأصوات.
يشار إلى أنه من المتوقع أن يرشح المحافظون لاريجاني، الأمين السابق للمجلس الأعلى لمجلس الأمن القومي والمفاوض النووي السابق، لتولي رئاسة البرلمان خلفا لحداد عادل، وهي خطوة من شأنها إذا حصلت أن تكسر العرف المتبع وهو أن ينتخب رئيس اللائحة الفائزة في طهران على رأس المجلس النيابي.
يشار إلى أن مجلس صيانة الدستور كان رفض طلبات ترشيح 70% من أنصار خاتمي.
الصفحة في ملف ( pdf )