بيروت - عمر حبنجر
الموقف اللبناني الرسمي من القمة العربية ومصير جلسة الانتخاب الرئاسي بقيا محور الاهتمام في لبنان امس، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تسلم امس الدعوة للقمة من الامين العام للخارجية بالوكالة السفير بسام نعماني بدلا من وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ الذي كان تسلمها رسميا من مساعد وزير الخارجية السورية السفير احمد عرنوس ورئيس المجلس نبيه بري وعد بالتحرك بعد القمة العربية دون ان يوضح بأي اتجاه، والموقف بات واضحا من حضور لبنان في القمة، الموالاة ترفض والمعارضة تؤيد.
رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وردا على سؤال صحافي عن موقفه من الدعوات الى عدم حضور لبنان قمة دمشق، تساءل: أليس في لبنان مجلس وزراء؟
واضاف: عندما تسمعون ان مجلس الوزراء انعقد سيتخذ القرار بالنسبة للدعوة والمشاركة، وعن موعد الجلسة قال: قريبا ان شاء الله.
وعما اذا كان تبلور لديه اتجاه شخصي حول المشاركة بالقمة، قال: انتظروا مجلس الوزراء.
ويرى السنيورة ان هناك متسعا من الوقت قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن المشاركة في القمة، مشيرا الى انه قد يكون محتما انتظار موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في 25 الجاري.
لكن رئيس مجلس النواب نبيه بري لاحظ ان فرصة انتخاب رئيس للجمهورية بدأت تضيق شيئا فشيئا، وقد لا تكون سانحة بدءا من الصيف المقبل بعد دخول البلد سنة الانتخابات النيابية المفترض ان تجرى في ربيع العام 2009، ما يعني انخراط الجميع في التحضير لها والدخول في عملية انجاز قانون الانتخاب مما يستدعي التركيز على الحكومة التي ستشرف على هذا القانون وتلك الانتخابات.
وفي تصريح لـ «السفير» لم يخف بري تخوفه من عدم حصول انتخابات نيابية العام المقبل اذا بقيت الاوضاع على ما هي عليه وعدم انجاز قانون عادل ومنصف للجميع، ورفض بري التعليق على وثيقة 14 مارس التي اذيعت الاسبوع الماضي واعتبرها «مشروعا للنقاش» كما اعلن اصحابها، وعندما يقرها اصحابها نعلق عليها، واشار الى ان ما تضمنه المشروع لا يتعدى كلمات متتالية للشريك على حد تعبيره.
التحرك بعد القمة
بري استبعد حصول تحرك مجد قبل القمة يؤول الى التفاهم حول الحل، مؤكدا انه سيتحرك بعد القمة على اكثر من صعيد لتفادي السقوط في الهاوية باعتبار ان القمة ستكون مؤشرا اساسيا للمرحلة المقبلة ليس على صعيد القرارات التي ستصدر عنها بل على مستوى طبيعة العلاقات العربية - العربية التي ستفضي اليها، خصوصا على المحور السوري وتأثيراته الطبيعية على الوضع في لبنان.
واستبعد بري حربا اسرائيلية او اميركية على لبنان والمنطقة، لكنه لم يخف حذره من تطور الامور في لبنان بعد القمة اذا ظلت الاجواء مغلقة كما هي الآن.
جنبلاط: المبادرة العربية ناقصة
رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط الذي تلقى اتصالين هاتفيين من بري والسنيورة بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين لاغتيال والده كمال جنبلاط اشاد بموقف بري الذي قال انه من الحيثيات اللبنانية الاساسية مثله مثل فعاليات اخرى في الطائفة الشيعية الكريمة، انه ابن موسى الصدر والشيخ محمد مهدي شمس الدين.
جنبلاط شدد مجددا على مقاطعة قمة دمشق، وقال ان موقف وزراء اللقاء (3 وزراء) سيكون واضحا بعدم الذهاب الى دمشق، واعتبر ان المبادرة العربية ناقصة وكان يجب ان تأخذ في الاعتبار بنود الاجماع في مؤتمر الحوار ومسألة سلاح حزب الله الشائكة، داعيا الى ادراج العلاقات الديبلوماسية مع سورية وترسيم الحدود والمحكمة ضمن المبادرة العربية في حوار يرعاه عمرو موسى في القاهرة.
وفي لقاء مصالحة بين عائلتي ملاعب في بيصور وعبدالباقي في عينبال، عقد في المختارة امس، جدد جنبلاط رفضه المشاركة في القمة العربية وتحدث عن غيوم في سماء لبنان.
وقال: لو حضر القادة العرب القمة يجب الا يحضر لبنان، مشددا على مبادرة عربية جديدة تتناول مبادرة الحوار وسلاح حزب الله.
وقال: النظام السوري لا يمكن ان يستمر، لأن بوجوده لن تكون هناك نسمة حرية في سورية او لبنان، هذا النظام يكرهنا، وبذلك نفهم اغتيال كمال جنبلاط وسليم اللوزي ورياض طه وجبران تويني وسمير قصير وغيرهم، انه اغتيال الفكر.
وتساءل: كيف نذهب الى دمشق وهي التي منعتنا من انتخاب رئيس للجمهورية؟
وقال: حتى هذه اللحظة نحن متفقون مع البطريرك الماروني نصرالله صفير ومع العماد ميشال سليمان مرشحنا، اما عن الانتخاب بالنصف + 1 فهذا غير وارد في الوقت الحاضر الا اذا وافق البطريرك والعماد سليمان الذي هو مرشح تسوية وليس مرشح صدام.
وشدد على رفض استخدام لبنان لا ايرانيا ولا سوريا ولا اميركيا، بل نريد عدم الانحياز في دولة مستقلة متمسكة باتفاق الطائف وباتفاق الهدنة مع اسرائيل، دولة قوية بعلاقات واضحة مع سورية تأخذ بعين الاعتبار المدى الاستراتيجي لسورية بحسب اتفاق الطائف.
وعن حديث العماد ميشال عون عن اتفاق طائف جديد، قال جنبلاط: ميشال عون يلتقي مع معلمه حسن نصرالله في مسألة الثلث المعطل.
وقال ردا على سؤال حول امكانية لقائه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله: لست ادري اذا كان بعد من مجال للقاء، لست ادري اذا كان يستطيع ان ينفض عن اكتافه هذه العلاقة مع النظام السوري التي اشاد بها بعد اغتيال جبران تويني.
الصفحة في ملف ( pdf )