بيروت - عمر حبنجر في البدء كانت المعضلة: هل تدعو سورية لبنان الى القمة؟ والآن صارت: هل يقبل لبنان الدعوة؟ وهكذا بات حضور لبنان بندا اضافيا على لائحة البنود اللبنانية المعقدة.
هذا الموضوع كان على طاولة مجلس الوزراء الذي انعقد امس برسم التداول وتقليب وجهات النظر دون حسم للموقف في انتظار مصير جلسة الانتخاب الرئاسي يوم 25 الجاري، اذ لا قرار حكوميا بالمشاركة او عدمها قبل استنفاد كل الامكانيات المتاحة لانتخاب رئيس للجمهورية، خصوصا ان الدورة العادية لمجلس النواب بدأت امس، ما يسقط الدورة الاستثنائية للمجلس التي قررتها الحكومة ورفضها رئيس مجلس النواب ويجعل الآلية النيابية التشريعية او الانتخابية جاهزة تحت الطلب.
مصادر لبنانية مطلعة سلمت باستحالة تحضير الاجواء لانتخاب رئيس للجمهورية يوم 25 الجاري، لكنها كشفت لـ «الأنباء» عن مفاجأة منتظرة في 27 او 28 منه اي قبل موعد افتتاح القمة بيوم واحد تتمثل في انعقاد المجلس وانتخاب العماد ميشال سليمان ليكون هو من يمثل لبنان في هذه القمة.
المصادر المطلعة تحدثت عن ضغوط دولية وعربية مكثفة على سورية من اجل تسهيل هذا الاستحقاق، وان هذه الضغوط اظهرت لدمشق ان حضور رئيس لبناني للقمة اقل كلفة سياسية بالنسبة اليها من غيابه، وبالتالي من ابقاء لبنان جسدا دون رأس.
وكانت فرنسا دعت سورية مجددا الى لعب دور ايجابي وتسهيل انتخاب رئيس للبنان، ومثلها فعل خافيير سولانا مفوض الشؤون الخارجية الاوروبية، كما صبت تصريحات نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني في هذه الخانة وكذلك تصريحات بان كي مون الامين العام للامم المتحدة في جولته الاقليمية الاخيرة.
حزب الله يرد على سولانا
وحول تصريحات سولانا، قال مصدر اعلامي في حزب الله ان كلام سولانا يتضمن اساءة لاكثر من نصف الشعب اللبناني الذين تمثلهم المعارضة وفيه تشويه للقضية السياسية التي يعبر عنها هؤلاء، وهو كلام غير مقبول ويفتقد الموضوعية والمعرفة، ويشكل تبنيا لمقولات الادارة الاميركية حول لبنان، واذا كانت هذه الادارة تتعاطى مع فريقها في لبنان على اساس انهم وكلاء فهذا الامر لا ينطبق على المعارضة، بحسب المصدر في حزب الله.
وتابع المصدر عينه ان قيام الشخصيات الاوروبية وغيرها بالتماهي مع السياسة الاميركية في لبنان والمنطقة يسيء الى اصحابها قبل ان يسيء الى اللبنانيين والعرب، وان سياسة اوروبية متمايزة ومستقلة عن الادارة الاميركية لهي اكثر فائدة.
انتقاد لارسن وجعجع
حزب الله انتقد وبشدة ايضا دعوة تيري رود لارسن مفوض الامم المتحدة لشؤون القرار 1559 الى مؤتمر دولي حول لبنان بالتنسيق مع بعض اطراف الداخل، وهو ما اكده بحسب الحزب «سائح» الولايات المتحدة الجديد رئيس القوات سمير جعجع بعد لقائه بان كي مون الذي لم يصمد نفيه للامر لساعات.
وتحدثت اذاعة «النور» عن انقسام الموالاة حول المشاركة في قمة دمشق بين مؤيد ورافض، حيث بدا ان القرار ليس بيد حكومة الرئيس السنيورة، وهذا ما يفسر استمرار السنيورة على اتصال دائم مع بعض العواصم.
وركزت على تصريحات لجعجع في نيويورك حيث قال ان لبنان لا يستطيع حضور القمة في عاصمة ما من علاقات ديبلوماسية للبنان معها «كما انها متهمة بارتكاب كل الاغتيالات، وبعد ان تفشل القمة في حل الازمة سنبحث في كل الاحتمالات وسنحاول توسيع الحكومة لتصبح انتقالية قادرة على ادارة الامور حتى الانتخابات النيابية».
عون: مبادرة للمعارضة بعد القمة
في المقابل، قال رئيس تكتل التغيير العماد ميشال عون لـ «السفير» ان ترميم حكومة السنيورة او توسيعها يشكل استفزازا لشريحة واسعة من اللبنانيين تمثل المعارضة، معتبرا ان المطلوب ليس الترميم او التوسيع انما ازالة هذه الحكومة من اساسها وتأليف اخرى وفق قواعد مختلفة تماما بعد اجراء الانتخابات النيابية بأسرع وقت ممكن.
واوضح عون لـ «السفير» انه سيتشاور مع باقي حلفائه في المعارضة حول الرد الانسب على اي اجراء قد تقدم عليه حكومة السنيورة، متحدثا عن امكان ان تلجأ المعارضة الى مبادرة ما مع انتهاء الاستحقاق الاقليمي المتمثل في القمة العربية، ناصحا بعدم قراءة نياته على هذا الصعيد.
وحمل عون فريق السلطة ومن وراءه بعدم الرغبة في انتخاب رئيس للجمهورية، وقال انهم مسرورون بوجود السنيورة الذي يسلم بكل شيء ولا يزعجهم بتاتا، فلماذا يأتون برئيس قد يسبب ولو القليل من الازعاج؟ وكان عون اكد بعد اجتماع تكتل التغيير والاصلاح ان المعارضة لن تتراجع ولن تسلم تحت الضغط والتهديد وحرق الاخضر واليابس، مشددا على انه مادامت هذه «الطغمة الحاكمة» موجودة على رأس السلطة فإن ربيع لبنان لن يأتي.
وعن نفي سمير جعجع في نيويورك رغبة اميركا في توطين الفلسطينيين، قال عون: اريد ان اسمع هذا الكلام من مسؤول اميركي وليس من «زائر ظرفي».
الصفحة في ملف ( pdf )