دخل المتنافسان على الحصول على ترشيح الحزب الديموقراطي لخوض سباق الرئاسة في نوفمبر، معركة مزدوجة حول العراق والاقتصاد، وهما القضيتان الرئيسيتان اللتان تطغيان على حملة الانتخابات التمهيدية.
وأصبحت الانتخابات التمهيدية الديموقراطية اكثر ضبابية بعد ان استبعدت ولاية فلوريدا اعادة الاقتراع فيها والذي جرى في يناير وفازت به هيلاري كلينتون، ولكنه تم الغاؤه لان الولاية انتهكت قوانين الحزب بتقديمها موعد التصويت.
وفي هذا الاطار أكدت كلينتون ان خطتها لسحب القوات المقاتلة من العراق ستمثل نصرا للديبلوماسية الاميركية، وليس كما يقول مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين، هزيمة على ايدي القاعدة.
كما هاجمت كلينتون السياسة الاقتصادية للرئيس الاميركي جورج بوش في الوقت الذي تعاني الاسواق المالية من انخفاض شديد بعد الدعم الحكومي لبنك «بير سيترنز» الذي عانى من ازمة مالية كبيرة.
خطة كلينتون
وأعدت كلينتون خطة مكونة من ثلاثة عناصر لسحب القوات الأميركية من العراق، تشمل سحب ما يتراوح بين خمسة آلاف وعشرة آلاف جندي شهريا واستخدام قوات صغيرة لاستهداف عناصر تنظيم القاعدة ومبادرة ديبلوماسية رئيسية.
وكشفت كلينتون عن تفاصيل هذه الخطة مع قرب حلول الذكرى الخامسة لحرب العراق هذا الاسبوع خلال كلمة ألقتها في جامعة «جورج واشنطن» بالعاصمة أمس الاول.
واتهمت كلينتون الرئيس جورج بوش والسيناتور جون ماكين (71 عاما) المرشح الجمهوري المفترض باعطاء الحكومة العراقية حرية التصرف مع التزام غير محدد بوقت منهما ألمح ماكين أنه ربما يصل الى مائة عام.
وقالت كلينتون «انهما يريدان منا التركيز على حرب أهلية أخرى في البلاد وهي حرب لا يمكن الفوز فيها.
يمكن أن يكون لدينا مئات الالاف من القوات على الارض لمدة 100عام لكن هذا لن يغير حقيقة أنه ليس هناك أي حل عسكري للوضع في العراق».
اتهام بالوقاحة
الا ان منافسها باراك اوباما اتهمها بـ«الوقاحة» لمهاجمة خطة الانسحاب من العراق بعد ان صوتت في عام 2002 على دعم الحرب على العراق، فيما يقول مساعدو ماكين ان كلينتون، السيناتور عن ولاية نيويورك «تشن هجمات غير نزيهة فكريا».
وقبل ايام من الذكرى الخامسة للحرب على العراق، قالت كلينتون ان تكاليف الحرب يمكن ان تزيد عن تريليون دولار- اي ما يزيد عن المبلغ المطلوب لاحداث تغيير شامل في قطاع الرعاية الصحية والتعليم في الولايات المتحدة.
وقالت كلينتون في كلمة في واشنطن «لنكن واضحين: الانسحاب ليس هزيمة».
واضافت «ان الهزيمة هي الاحتفاظ بالقوات في العراق لمدة 100 عام، والهزيمة هي ارهاب حلفائنا وخسارة مركزنا في العالم، والهزيمة هي استنفاد مواردنا وتحويل الانتباه عن مصالحنا الرئيسية».
اما جون ماكين فقد هاجم كلينتون اثناء زيارته بغداد قبل ان يتوجه الى الاردن واسرائيل واوروبا.
وصرح لشبكة «سي ان ان» قبل كلمة كلينتون «ان زيادة عديد القوات الاميركية في العراق يثبت نجاحه»، مضيفا ان الانسحاب سيعني «ان القاعدة فازت».
واتهم لي فاينشتاين مدير الامن القومي في حملة كلينتون، اوباما باطلاق الرسائل المختلطة بشأن العراق وقال ان «حالات طارئة» غير محددة هي التي ستملي على كلينتون سير خطتها.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت كلينتون ستقوم بسحب القوات خلال 60 يوما من توليها منصبها بغض النظر عن اي تصاعد في العنف او نصائح من القادة العسكريين، قال هوارد ولفسون المتحدث باسمها ان «الجواب هو نعم».
نفاق سياسي
وتعقيبا على ذلك قالت سوزان رايس مستشارة السياسة الخارجية لاوباما انه «من الضروري ان توضح السيناتور كلينتون ما اذا كانت تتفق مع فانشتاين او ولفسون»، مشيرة الى ان كلينتون تعتمد «النفاق السياسي».
اما اوباما فقال في مقابلة مع تلفزيون بي بي اس، ان معارضته للحرب لم تتغير طوال الوقت، وسخر من مزاعم كلينتون بانها صوتت لصالح ممارسة المزيد من الديبلوماسية وليس الحرب.
وقال «اعني ان هذه انسانة صوتت لصالح الحرب وتواصل عدم رغبتها في الاعتراف بانها صوتت بارسالنا الى الحرب».
واضاف «ولذلك اعتقد ان السيناتور كلينتون لديها الكثير من الوقاحة، كما يقولون، بان تزعم انني انا صاحب المواقف غير الواضحة بشأن العراق، رغم انني عارضت هذه الحرب منذ البداية».
وقالت كلينتون انه «لا يمكن الفوز في الحرب في العراق»، مؤكدة ان ماكين مصمم على مواصلة «سياسة بوش الفاشلة» اذا ما فاز بالرئاسة.
واكدت ان اوباما الذي يتفوق عليها في السباق للحصول على ترشيح الديموقراطيين في مؤتمر الحزب في اغسطس، لا يمكن الوثوق بقدرته على الانسحاب من العراق.
الصفحة في ملف ( pdf )