بيروت - عمر حبنجر
كشفت مصادر لبنانية رسمية لـ «الأنباء» ان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى نصح رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بأن يحضر شخصيا قمة دمشق ممثلا للبنان وان يلقي بنفسه كلمة لبنان بالمناسبة، واصفا مناسبة القمة بالفرصة التي لا تعوض.
وقالت المصادر ان عمرو موسى ابلغ ان مشاركة لبنان في القمة باتت محسومة، لكن شخصية ممثل لبنان مازالت قيد الدرس.
ومال السنيورة، خلال اجتماع مجلس الوزراء امس الاول والذي استمر حتى منتصف الليل (ست ساعات)، الى المشاركة الرسمية في القمة وسط معارضة وزراء آخرين من الاكثرية، الا انه لم يتطرق الى موضوع مشاركته الشخصية، كما يطالب عمرو موسى، وربما ايضا وزير خارجية مصر احمد ابوالغيط الذي تحاول حكومته اصلاح ذات البين بين دمشق وعواصم عربية اخرى.
وارجأ مجلس الوزراء قراره الاخير بشأن القمة الى بعد ظهر الثلاثاء المقبل الموعد المعين لانتخاب رئيس الجمهورية لاستكمال البحث بالموقف من القمة على الصعيد التمــثيلي فور اعلان تأجيل جلسة الانتخــاب المحكـــومة بالتأجيل كما يبدو.
وقال وزير الاعلام غازي العريضي ان مجلس الوزراء سينعقد بالتزامن مع الجلسة النيابية المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية، لكن مساء ذلك اليوم وبعد اتضاح مصير الجلسة النيابية.
واضاف ان مجلس الوزراء اتخذ سلسلة قرارات منها التمديد لمجلس ادارة الضمان الاجتماعي الى حين تعيين مجلس ادارة جديد وتمديد فترة دعم القمع حتى نهاية العام الحالي.
وكشفت مصادر وزارية ان اتجاهين استحوذا على المناقشات حول القمة العربية بين غالبية تطالب بالمقاطعة وفريق يميل اليه السنيورة بألا يغيب لبنان عن القمة، وان تكون للبنان كلمة فيها، لاسيما عندما تبحث في القضية اللبنانية.
وتحدثت المصادر عن خيارات وسط يعمل عليها السنيورة قد تتبلور في اجتماع الثلاثاء وبعد معرفة مصير الجلسة الانتخابية، ومنها ما يرضي اصحاب الدعوة الى المقاطعة والآخرين الذين يدعون الى المشاركة، ويقضي بارسال سفير الى القمة على ان يلقي كلمة لبنان ويغادر بعدها، الا انه لم يتحدد اسم السفير الذي سيكون من بين ثلاثة هم: الامين العام للخارجية بالوكالة بسام نعماني ومندوب لبنان في الجامعة خالد زيادة والسفير وليم حبيب الذي قد يستقر عليه الرأي كونه مارونيا.
وكشفت المصادر ان خيار تكليف وزير ماروني وضع جانبا، وكان المطروح: وزير العــدل شارل رزق ووزير المال جهاد ازعور.
وزير الدولة جان اوغاسبيان، قال لإذاعة «صوت لبنان» صباح امس ان هناك توجها لمقاطعة القمة، لأن الدعوة لم تسلم وفق الاصول، وتحدث عن اقتراحات بينها ترميم الحكومة لملء بعض الشواغر فيها، أو توسيعها لتضم 30 وزيرا، واشار اوغاسبيان (المستقبل) الى ان هذه المقترحات خاضعة للمشاورات على مستوى الاكثرية.
غير ان الوزير اوغاسبيان اشار الى ان البحث جار عمن يلقي كلمة لبنان في القمة، استنادا الى رأي برز في مجلس الوزراء، يقول ان القمة فرصة لعرض قضية لبنان يجب عدم تفويتها، حيث يتعين تسليط الضوء على العلاقات اللبنانية - السورية غير السليمة، وللتأكيد لدول العالم عبر القمة العربية أن الفراغ في لبنان له مخاطر كثيرة.
الأولوية للرئاسة
أوغاسبيان اوضح ان الاولوية كانت في مجلس الوزراء لمتابعة المساعي من اجل انتخاب رئيس للجمهورية قبل القمة، وردا على سؤال حول دعوة رئيس الحكومة ليتولى شخصيا تمثيل لبنان، قال اوغاسبيان: هناك نوع من الحسم في عدم حضور السنيورة، خصوصا ان هناك العديد من القوى السياسية التي تعارض الحضور ولديها اسبابها، ولديها حسناتها، قاصدا رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع ومعظم الاتجاهات داخل 14 مارس.
بري مصرّ على مشاركة السنيورة
لكن الرئيس نبيه بري أبلغ زواره امس بأنه مازال على رأيه بأن يتمثل لبنان في القمة بالرئيس السنيورة على ان يرافقه الوزير الماروني جهاد ازعور. وقال بري انه ابلغ وفد البرلمان العربي بضرورة السعي في اتجاه تجسير العلاقات السورية - السعودية، وقال ان لبنان في خطر كبير ولاتزال المبادرة العربية تشكل مفتاحا للحل، وان المطلوب من العرب انقاذ مبادرتهم وان مجرد التصافح فيما بينهم يهون المشكلة في لبنان.
مشيرا الى الدور المهم الذي يمكن ان تلعبه مصر من خلال دورها الريادي بما يؤدي الى فتح صفحة جديدة من العلاقات الطيبة بين دمشق والرياض.
وردا على سؤال صحافي عن مصير جلسة 25 الجاري الانتخابية الرئاسية قال: دعونا لا نفقد الأمل، فهناك كلمة بتحنن وكلمة بتجنن، وحتى ذلك الحين، يمكن ان يجتمع العرب على كلمة سواء، وكل ساعة فرج، وفي موضوع قانون الانتخابات قال بري انه بيت القصيد، ونحن لن نقبل بمقايضة القانون الانتخابي بموضوع الحكومة، واي طرح دون قانون 1960 مرفوض جملة وتفصيلا.
مصادر رسمية في بيروت استصعبت قبول السنيورة الذهاب الى دمشق، وهو الذي وافق على قبول الدعوة اليها، في ظل عدم وضوح المواقف العربية الحليفة تماما، وفي حالة الممانعة التي تظهرها قوى 14 مارس الداعمة لحكومته، حيال المشاركة في القمة، وخصوصا جنبلاط وجعجع، وعدد من نواب «المستقبل» وفي وقت يلقى تشجيع المعارضة، فإنه ليس بين الموالين غير الرئيس السابق امين الجميل الذي يحثه على القبول، انطلاقا من القناعة بأن يحضر ولادة عنزته، تضع له توأمين.
السنيورة: كلنا في زورق واحد
الرئيس السنيورة، في تصريح له امس، تجنب التطرق الى موضوع القمة مشاركة او امتناعا او ممثلا في حال القبول، مركزا على القول انه لا مجال الا للتفاهم مع بعضنا البعض وننفتح على بعضنا البعض وترك لغة التخوين والسلاح من اجل تحقيق انتصارات وهمية.
الصفحة في ملف ( pdf )