بيروت - عمر حبنجر
الافق اللبناني ما زال مقفلا، الا من بصيص امل حمله كلام الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن اتصالات سعودية - مصرية - سورية سجل خلالها احراز بعض التقدم.
وقد اتصل الرئيس فؤاد السنيورة امس بوزير الخارجية المصرية احمد ابوالغيط، مستوضحا وعارضا المستجدات، واتصل ايضا بعمرو موسى لهذه الغاية وفي اطار نصيحة موسى بأن يرأس السنيورة شخصيا وفد لبنان الى القمة.
كما اتصل بمفتي الجمهورية الشيخ د.محمد رشيد قباني العائد من القاهرة حيث شارك بمؤتمر وقفي والتقى عمرو موسى وابوالغيط، وعرض مع كل منهما الاوضاع اللبنانية من مختلف جوانبها.
وكان الاهتمام في بيروت بمحادثات وزير الخارجية الروسية سيرغي لاڤروڤ مع الرئيس السوري بشار الاسد لافتا الا انه لم يكن من السهل معرفة ما دار في ذلك الاجتماع بانتظار زيارة تنتظرها المراجع الحكومية من السفير الروسي في بيروت لوضعها في الاجواء.
على ان خيار مقاطعة القمة ما زال راجحا بالاستناد الى مواقف غالبية قوى 14 مارس وتياراتها وسط التجاذب بين رأيين يتنازعان الحكومة، الاول يدعو اصحابه الى المقاطعة التامة، والثاني الى المشاركة المحدودة بانتداب ممثل عن لبنان تقتصر مهمته على القاء كلمة لبنان ومغادرة القاعة. وذكرت مصادر عربية ان التمثيل السعودي سيكون دون مستوى وزير الخارجية، وان التمثيل المصري سيكون دون مستوى رئاسة الجمهورية، وان دولا اخرى ستترجم مقاطعتها عمليا، وفي ضوء ذلك يتعين على الحكومة أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار لحسن ادارة المقاطعة.
وسط هذا المناخ تبدو القمة العربية محطة ضرورية لتجديد التفويض المعطى للمبادرة العربية، وقد عزز هذا حديث الامين العام للجامعة عمرو موسى عن اتصالات جارية بين مصر والسعودية وسورية لتسهيل حل الازمة اللبنانية، مشيرا الى احراز بعض التقدم، كما ابلغ ذلك الى مفتي الجمهورية الشيخ د.محمد رشيد قباني.
اتصالات ربع الساعة الأخير
وبالاضافة الى انتظار ما اذا كانت اتصالات ربع الساعة الاخير قبل انعقاد القمة قد تتوصل الى انتخاب العماد سليمان، فإن الحكومة اللبنانية تلقت اشارات من الدول الداعمة لها بوجوب الاصرار على تمثيل لبنان برئيس منتخب.
لكن جماعة اخرى، ومنها الامين العام للجامعة، تفضل ان يشارك لبنان ممثلا برئيس حكومة، لأنه ليس افضل منه كممثل للبنان يستطيع الدفاع عن وجهة نظر بلده عندما يصبح موضوعا مطروحا على طاولة القمة. الى ذلك، تقول جريدة «اللواء» ان اتصالات تجري بين قطر وايران لتدوير زاوية العلاقة بين السعودية وسورية، توصلا الى صيغة تنقذ قمة دمشق وتحقق حدا ادنى من التفاهم، خصوصا ان المملكة العربية السعودية أعطت اكثر من فرصة للجانب السوري لتحقيق تفاهم حول الملفات المختلف عليها، وضمن هذه الفرص الزيارة السرية التي قام بها وزير الخارجية سعود الفيصل الى دمشق، والتي انتهت بوعود سورية على وضع اجوبة عن الاسئلة التي حملها الفيصل حول أزمات المنطقة، لكن يبدو ان هذه الاجوبة لم تصل بعد.
والى جانب انتخاب الرئيس في الجلسة السابعة عشرة المهددة بالتأجيل هي الاخرى، دخل على خط التأزم موضوع ترميم الحكومة، عبر اقتراح بتعيين وزراء جدد محل الوزراء المستقيلين أو المستشهدين.
وهنا اتجاهان الاول يقول بالترميم كرد على تفشيل المعارضة لانتخاب رئيس للجمهورية، أقله تعيين وزير في المقعد الذي خلا باستشهاد وزير الصناعة بيار الجميل، أو توسيع الحكومة لتضم 30 وزيرا، بينهم الوزراء المستقيلون الشيعة بعد اضافة وزيرين شيعيين جديدين من الحصة المزادة. وقد جرى استمزاج لرأي البطريرك الماروني في هذا الامر، فأبدى معارضة له خشية من ان يكون الترميم او التوسيع تجاوزا للفراع الرئاسي وتكريسا له واصر على ابقاء الاولوية المطلقة لانتخاب رئيس للجمهورية.
الجميل ينفي
وتردد ان طرح تعيين خلف للوزير الشهيد بيار الجميل اقترن بترشيح والده امين الجميل لهذا المنصب، وزادت صحيفة «السفير» بان تعيين الجميل سيكون مقدمة لايفاده الى دمشق لتمثيل لبنان في القمة.
لكن الجميل سارع امس الى نفي ان يكون احد قد طرح معه هذا الموضوع، وقال لاذاعة «صوت لبنان»: يبدو ان لدى «السفير» معلومات عن تحركاتي اكثر مني، والحقيقة لم يطرح احد هذا الموضوع معي حتى الآن، يمكن ان تكون هناك اجواء بهذا المعنى، انما انا شخصيا لا علم لي بموضوع توسيع الحكومة او بموضوع تمثيلها في القمة.
ولام الجميل النواب الموارنة على هذا الفراغ، وقال: يبدو انهم لم يستوعبوا بعد وخامة الفراغ في سدة الرئاسة، ولا اعرف كيف ان هناك نوابا لديهم حس بالمسؤولية يمكن ان يتغاضوا عن الواجب الوطني، وهو يشير هنا الى كتلة العماد عون. وعن التقدم السعودي - السوري الذي تحدث عنه الامين العام للجامعة عمرو موسى، قال الجميل: الامين العام متفائل بطبعه ويعطي املا للناس، والسعودية لديها مساع خيرة دائمة تجاه لبنان، انما في الوقت الحاضر لم المس اي تحرك جديد للسعودية في هذا الاطار ما عدا اتصالات الوزير سعود الفيصل.
وعن المشاركة في القمة، سئل الجميل عن رأيه وهو القائل «ان القمة ليست ملكا لسورية» في ضوء قول آخر رافض، قال الجميل: موضوع لبنان على طاولة القمة مع موضوع غزة لذلك افضل ان يكون لبنان حاضرا.
هل أصبحت المبادرة العربية عبئا؟
وزير الاعلام غازي العريضي تحدث في احتفال بذكرى اغتيال مؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي كمال جنبلاط امس واشار الى ان هناك من يطرح معادلات لا تمت بصلة الى المبادرة العربية من خلال الدعوة للذهاب الى القمة العربية، وان هناك من يطرح شعار المشاركة، واضاف: من يشارك من؟
نحن ضحايا الاستئثار، نحن لسنا ممارسي الاستئثار، نحن ضحايا الاستكبار، ولسنا ممارسي الاستكبار، نحن ضحايا التفرد ولسنا من قادة التفرد. واضاف: اذا كانت المبادرة العربية باتت عبئا على احد فليقل ذلك ولنعد الى مجلس وزراء العرب لاتخاذ القرار اما بالتخلي عنها واما بتغييرها او تطويرها، ودعا الى التدقيق لمعرفة من اسقط المبادرة العربية.
الصفحة في ملف ( pdf )