تراجع مجلس الرئاسة العراقي امس الاول عن اعتراضه السابق على قانون انتخابات المحافظات المثير للجدل الذي كان قد رده مطلع الشهر الجاري، وقرر تحويله الى وزارة العدل لنشره في الجريدة الرسمية، وذلك بعد «مداولات» قال المجلس انه أجراها مع البرلمان والمحافظين.
وبالتزامن، رجحت مصادر عسكرية أميركية أن يتقدم كبار ضباط الجيش الأميركي في العراق بطلب لتجميد عمليات الانسحاب المقررة من العراق، وذلك بعد يوليو المقبل، فيما سارت في شوارع واشنطن مظاهرات حاشدة للاعتراض على الحرب التي دخلت عامها الخامس.
وبالعودة الى قرار مجلس الرئاسة العراقي، الذي يضم الرئيس جلال طالباني، الكردي الأصل، ونائبيه عادل عبدالمهدي، وهو شيعي عربي، وطارق الهاشمي، وهو سني عربي، فقد جاء في بيان رسمي صادر عن المجلس: «قرر مجلس الرئاسة سحب اعتراضه الذي تقدم به على مشروع قانون المحافظات غير المنتظمة في اقليم».
وأكد البيان أن مشروع القانون «سيتم ارساله الى وزارة العدل لتقوم بنشره في الجريدة الرسمية»، وأوضح أن القرار اتخذ: «بعد المداولات التي أجراها مجلس الرئاسة مع رئاسة مجلس النواب والكتل النيابية والمحافظين ومجالس المحافظات قرر بالاجماع سحب اعتراضه الذي تقدم به على مشروع القانون».
ويعتبر مشروع انتخابات المحافظات واحدا من بين عدة مبادرات يدعمها البيت الأبيض، وتهدف الى تعزيز المصالحة الوطنية في العراق، وقد جاء قرار تمرير المشروع في أعقاب زيارة نائب الرئيس الأميركي، ديك تشيني، الى بغداد الثلاثاء.
وكان مجلس الرئاسة قد رد المشروع بسبب ممارسة أحد أعضائه لحق النقض «الڤيتو»، دون أن يصار الى تحديد الجهة التي استخدمت هذا الحق، وان كان النائب العراقي، ناصر الربيعي قد أشار الى أن عبد المهدي هو من أسقط المشروع.
تجميد الانسحاب
وبالانتقال الى الواقع الأمني في العراق، فقد رجحت مصادر مطلعة أن يتقدم كبار قادة الجيش الأميركي في العراق بخطة لتجميد الانسحاب بعد رحيل آخر الوحدات المقرر سحبها بحلول يوليو المقبل.
وقالت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها ان قائد الجيش الأميركي في العراق، الجنرال ديڤيد بترايوس، وقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي، الأدميرال ويليام فالون، سيطلبان تجميد الانسحاب لأربعة أو ستة أسابيع.
وأكدت المصادر أن بوش لن يكون ملزما بتطبيق التوصيات، وأن القرار النهائي في هذا الصدد يعود اليه، مشيرة الى أن بترايوس يرغب في تجميد الانسحاب لفترة لا تقل عن ستة أسابيع لمراقبة مستويات العنف ومتابعة الوضع الأمني قبل سحب المزيد من العناصر.
مرحلة صعبة
وفي سياق اخر قال ديڤيد بترايوس، ان جميع المناطق العراقية تقريبا شهدت تقدما من الناحية الامنية خلال الاشهر الاخيرة باستثناء بعض المناطق التي صارت معاقل جديدة لانصار القاعدة.
وفي الذكرى الخامسة لحرب العراق قال الجنرال الاميركي في حوار مع صحيفة «فرانكفورتر روندشاو» الالمانية نشرته امس ان أعداد «المجاهدين» الاجانب الذين يحاولون التسلل الى العراق عبر سورية تتراجع بفضل جهود الدول الاسلامية التي تكافح المتطرفين بشكل كبير.
وأرجع بترايوس هذا التراجع في أعداد المتطرفين الذين يحاولون التسلل للعراق الى «السياسة النشطة لسورية التي تنظر للقاعدة باعتبارها خطورة على النظام فيها كما أنه نتيجة لعملياتنا الهجومية ضد التنظيم هنا في العراق».
وأضاف قائلا: «لم يتوقف تدفق المجاهدين الاجانب ولكن عددهم انخفض للنصف منذ يوليو 2007».
وغالبا ما توصف مهمة بترايوس في العراق على أنها «الفرصة الاخيرة لانقاذ العراق من السقوط في الفوضى وحماية أميركا من هزيمة عنيفة».
وتعقيبا على هذه المقولة قال بترايوس: «أحيانا أدرك أن العراق مرحلة صعبة في حياتي المهنية العسكرية ولكن دعوني أقل ان الامر هنا لا يتعلق بقائد بل بنحو 160 ألفا من الفتيات والشباب الاميركي ونحو 10 آلاف من قوات التحالف بالاضافة الى مئات الالاف من الجنود ورجال الشرطة العراقيين الذين يشاركون في تحمل المسؤولية».
وأكد: «لدي شعور بأننا تعلمنا الكثير خلال الاعوام الخمسة الماضية وحول تقييمه لاوضاع القوات العراقية قال الجنرال الاميركي: «نجح العراقيون في تجنيد 160 ألف شخص العام الماضي في الشرطة والجيش وقوات الحدود وخدمات أمنية أخرى وهو انجاز ضخم اذ أن بلادي (أميركا) تعمل جاهدة على تجنيد 5 الى عشرة آلاف جندي للخدمة في الجيش الاميركي».
احتجاج ضد الحرب
الى ذلك احتشد المئات من معارضي الحرب الأميركية في العراق بشوارع العاصمة الأميركية واشنطن، للتعبير عن معارضتهم للحرب التي دخلت امس عامها الخامس.
وقد طالب المحتجون، ومعظمهم من الجنود المتقاعدين، باعتقال بوش وتشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وألقوا بالونات تحتوي على طلاء ملون على واجهات مراكز التجنيد.
أما في سان فرانسيسكو فقد أوقفت الشرطة 115 شخصا، أفرجت عنهم في وقت لاحق، بتهمة عرقلة حركة السير ومقاومة الاعتقال، وذلك على هامش مظاهرة أخرى ضد الحرب.
الصفحة في ملف ( pdf )