هدد اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الاتحاد الاوروبي بعقاب وخيم بعد إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) والتي اثارت غضب المسلمين في انحاء العالم.
وقال بن لادن في تسجيل صوتي بث على الانترنت تزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف ان الرسوم التي نشرتها صحيفة دنماركية وصحف اخرى في اوروبا جزء من «حملة صليبية» جديدة متورط فيها بابا الڤاتيكان.
واضاف قائلا «نشركم لهذه الرسوم والتي جاءت في حملة صليبية جديدة وكان لبابا الڤاتيكان باع طويل فيها، تأكيد منكم على استمرار الحرب».
وفي رسالته الموجهة إلى «العقلاء في الاتحاد الاوروبي» قال بن لادن «ان نشر تلك الرسوم هدفه اختبار المسلمين في دينهم والجواب هو ما ترون لا ما تسمعون فلتثكلنا امهاتنا إن لم ننصر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )».
ودعا بن لادن الأوروبيين إلى التوقف عن التذرع بقدسية حرية التعبير عندهم وقداسة قوانينهم. وتساءل، إذا كانت قوانينهم بهذه القداسة، فما السبب الذي يجعلهم يمنحون الجنود الأميركيين اعفاء من الخضوع لقوانينهم فوق أرضهم، ولماذا يقمعون من يشكك في أرقام حادثة تاريخية في اشارة الى التشكيك بأعداد قتلى مايسمى بالهولوكوست اليهودي على ايدي الألمان ابان الحرب العالمية الثانية حيث تعتبر الدول الأوروبية انكار هذه الحادثة جنحة.
والرسالة هي الاولى لبن لادن منذ التاسع والعشرين من نوفمبر الماضي عندما حث الدول الاوروبية على إنهاء المشاركة العسكرية مع القوات الاميركية في الحرب في افغانستان.
وتحمل الرسالة التي انتجتها مؤسسة السحاب الذراع الاعلامية للقاعدة في الشهر الهجري الذي انتهى في الثامن من مارس رسما متحركا لرمح ينفذ من خريطة حمراء لاوروبا وتتناثر الدماء حين يخترق سنه السطح.
وتحمل ايضا ما يبدو انه صورة قديمة لابن لادن يطلق بندقية هجومية. وتتزامن الرسالة ايضا مع الذكرى السنوية الخامسة لحرب العراق الذي قادته الولايات المتحدة.
وقال بن لادن نشر الرسوم جريمة أخطر من «قصف قرانا المتواضعة التي انهارت على نسائنا واطفالنا» في اشارة الى الحرب التي شنتها الولايات المتحدة بمشاركة اوروبية على العراق وافغانستان.
واضاف «هذه هي المصيبة الاعظم والاخطر والحساب عليها أعسر».
ومضى قائلا «إن العداء بين البشر قديم جدا ولكن عقلاء الامم حرصوا في جميع العصور على الالتزام بآداب الخلاف وأخلاق القتال، إلا أنكم في صراعكم معنا تخليتم عن كثير من أخلاق القتال عمليا وإن كنتم ترفعون شعاراتها نظريا».
واتهم بن لادن ان اوروبا باستـــهداف النســـاء والاطــفال المسلمين عن عمد «مجاراة لحليفكم الظالم الذي أوشك على الرحيل من البيت الابيض» في اشارة إلى الرئيس الاميركي جورج بوش.
واضاف ان «هذه الاعمال الوحشية« لم تهزم المسلمين وإنما تزيدهم اصرارا على الثأر لاهلنا وإخراج الغزاة من بلادنا».
وفي تسجيل صوتي اخر بثته قناة الجزيرة مساء امس دعا بن لادن جميع الفلسطينيين الى استخدام «الحديد والنار» لإنهاء الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة وتحرير ارضهم كما حث ايضا المسلمين على مواصلة النضال ضد قوات الاحتلال الاميركي في العراق باعتباره سبيلا «لتحرير فلسطين».
وقال بن لادن «حديثي هذا إليكم عن حصار غزة وكيف السبيل الى تخليصها وسائر فلسطين من العدو الصهيوني. ان فلسطين وأهلها يعانون الامرين منذ قرنين تقريبا على ايدي النصارى واليهود وكلا الخصمين لم يأخذاها منا بالمفاوضات والحوار وإنما بالحديد والنار وهو السبيل الى استراجعها ومن الذين يحول بيننا وبين الجهاد في سبيل الله».
ودعا المسلمين «لأن يسارعوا بأخذ مواقعهم في صفوف المجاهدين» في العراق «اقرب ميادين الجهاد لنصرة اهلنا في فلسطين» متهما القادة العرب بتأييد الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس.
وقال بن لادن «ان اقرب ميادين الجهاد اليوم لنصرة اهلنا في فلسطين هو ميدان العراق فينبغي الاهتمام به والتركيز عليه ونصرته».
واضاف «وينبغي على اهل الشام كل الشام. ان يقوموا بنصرة اخوانهم المجاهدين في العراق».
واكد بن لادن ان العراق هو «ميدان الجهاد المؤدي الى تحرير فلسطين».
واضاف بن لادن في خطابه الموجه الى الامة الاسلامية «امتي المسلمة، ان فلسطين واهلها يعانون الامرين منذ قرن من الزمن على ايدي النصارى واليهود»، متهما القادة العرب «وكلاء هذا التحالف من حكام بلادنا واعوانهم» بدعم «التحالف الصليبي - الصهيوني».
وتعليقا على الرسالة، قال مسؤول اميركي في مجال مكافحة الارهاب ان خبراء يعكفون حاليا على التحقق من صحة التسجيل لكنه اضاف أنه يتماشى مع «المسعى الدعائي المستمر للقاعدة».
وقال مايكل شوير الضابط السابق بالمخابرات المركزية الاميركية الذي شارك في تعقب بن لادن «انها ليست مصادفة ان تنشر في اليوم الذي يحتفل فيه العالم الاسلامي بمولد النبي ( صلى الله عليه وسلم )».
واضاف «انه نذير شؤم حين يقول: والجواب هو ما ترون لا ما تسمعون، يعني ذلك انهم يعتزمون بوضوح شن هجوم في اوروبا».
وقال مركز انتل سنتر ومقره الولايات المتحدة وهو مؤسسة تراقب الانشــطة الارهابية ان الرســــالة «تهـــديد واضح ضد الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ومؤشر على احتمال شن هجوم كبير، لكن ليس من الواضح الاطار الزمني الذي قد يحدث فيه».
الصفحة في ملف ( pdf )