بيروت - عمر حبنجر
الازمات اللبنانية المتدحرجة، تخطت مشكلة حضور لبنان قمة دمشق العربية من حيث المبدأ أو المستوى امس، لتستقر مرحليا عند ازمة العلاقات بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وقوى 14 مارس، التي شنت عليه هجوما عنيفا بسبب استمرار اغلاق مجلس النواب.
ورد نواب في كتلة بري على هجوم الاكثرية، وصدر بيان عن مكتبه الاعلامي في هذا السياق، فالمعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل كرر ربط اغلاق قاعة المجلس امام الجلسات العامة، بكون الحكومة الحاضرة غير شرعية وغير ميثاقية، رغم ان رئيس المجلس اعتبرها قائمة بحكم الواقع، وأفتى بشرعية تمثيل رئيسها فؤاد السنيورة للبنان في القمة الدمشقية.
النائب خليل تحدث عن ورشة اتصالات الرئيس بري بحثا عن افكار تفعّل المبادرة العربية.
وكانت قوى 14 مارس اعتبرت في بيان صدر عنها ان استمرار اغلاق المجلس النيابي هو مخالفة دستورية واضحة وامعان في منطق اسقاط النظام الديموقراطي، وتعطيل المؤسسات تحت عناوين وذرائع واهية، بهدف منع قيام الدولة والمساهمة في مشروع الخراب السياسي والدستوري بهدف تحصيل اثمان لمصلحة النظام السوري والايراني، وعلى حساب المصلحة اللبنانية والمسيرة الاستقلالية.
ودعت هذه القوى الى استعادة صلاحيات هيئة مكتب المجلس، مشيرة الى انها لن تتسامح مع منطق تعطيل المؤسسات، واختزال المجلس بشخص رئيسه.
المكتب الإعلامي للرئيس بري
المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري رد على بيان قوى 14 مارس والتصريحات التي تلته بالقول: في نفس السياق المتكرر الذي مارسته قوى 14 مارس طوال الفترة الماضية من تقديم اقتراحات ومشاريع ثم التراجع عنها أو تحويرها بما يخدم خطابها التحريضي والمبني على قلب الحقائق والهروب من مسؤوليتها عن تعطيل الحياة الدستورية من خلال استمرار الحكومة اللاميثاقية وتوسعها في مصادرة امكانيات الدولة ومرافقها، وبالتالي عدم وجود سلطة شرعية مسؤولة للمثول امام المجلس النيابي لتتسنى الدعوة الى انعقاد جلسات تشريعية.
واكد المكتب ان ابواب المجلس النيابي كانت وستبقى مفتوحة لعمل النواب بما لا يؤدي الى نسف آخر المؤسسات الدستورية الشرعية وابقائها القادرة والضامنة لإعادة انتاج الاطر الاخرى، وبعيدا عن غوغائية البعض الذين صرحوا اليوم بالدعوة الى محاولة استكمال الانقلاب من خلال التذكير بخيار النصف + 1 أو اذكاء حلم التدويل.
وجدد القول ان المخرج من الازمة هو التزام تطبيق المبادرة العربية، وتكريس التفاهم على الشراكة وقانون الانتخابات، وليس التفتيش عن نصب الكمائن السياسية وممارسة الضغط الاعلامي والذي لن يمر ولن يبدل في موقف الرئيس بري وقناعاته الدستورية والوطنية.
ويبدو ان ثمة ما سيقوله بري في اطلالة تلفزيونية مع «قناة الجديد» مساء غد الاحد، على هذا الصعيد كما على صعيد جلسة الانتخاب الرئاسي المقررة الثلاثاء المقبل، فضلا عن القمة العربية.
بدوره، الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سيكون له موقف في خطاب له بعد غد الاثنين في ذكرى اربعين القيادي عماد مغنية.
منسق الامانة العامة لقوى 14 مارس برر البيان الهجومي ضد رئيس المجلس، بالقول: اننا نريد من رئيس المجلس فتح ابوابه للنواب كي يمارسوا حقهم الدستوري في انتخاب رئيس البلاد، واكد ان النواب سينزلون الى المجلس لانتخاب رئيس وفقا للمبادرة العربية، وتجنبا لانتقال النقاش السياسي الى الخارج، وهذا ما ينذر بانفجار كبير، خصوصا ان الدورة العادية لمجلس النواب بدأت الثلاثاء 18 الجاري.
وايد منسق 14 مارس سعيد كلام رئيس حزب القوات د.سمير جعجع في اميركا، عن الانتخاب بالنصف + 1، وقال ان الاكثرية لم تسقط هذا الخيار.
سعيد اكد ان الاكثرية لا تريد التدويل، وكل ما تريده هو تنفيذ نص دستوري، وهو انتخاب رئيس للجمهورية.
من جهة أخرى، اقترح مفتي البقاع الشيخ خليل الميس امس على البطريرك الماروني نصرالله صفير النزول على رأس النواب الموارنة الى المجلس يوم الثلاثاء لانتخاب رئيس للجمهورية.
القمة العربية
على صعيد القمة العربية وموقف لبنان منها ذكرت مصادر الاكثرية ان الامين العام للجامعة عمرو موسى ووزير الخارجية المصرية احمد ابوالغيط ابلغا السنيورة الذي اتصل بهما اول من امس بأن الاتصالات السورية - المصرية والمصرية - السعودية لم تحقق جديدا.
واضافت مصادر «اكثروية» ان الاتصالات المصرية - السورية تناولت ايضا الوضع في فلسطين والعراق وليست محصورة في الازمة اللبنانية، مبدية خشيتها من ان يكون الترويج لأخبار الاتصالات المصرية - السورية والسعودية - الايرانية هو لتمرير وقت القمة بحضور عال من دون التوصل الى انتخاب رئيس للبنان.
وتابعت الاطراف اللبنانية امس زيارة نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الرياض، حيث تشمل محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الاوضاع في ايران وسورية ولبنان.
وتوقفت الاوساط السياسية في بيروت حول تصريحات نائب مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان السفير السابق في بيروت، والذي اعلن ان بلاده تبنت وللمرة الاولى في تاريخها سياسة مستقلة تجاه لبنان.
وقال ان ذلك ربما كان ابرز انجازات ادارة بوش، متوقعا الا تتغير هذه السياسة مع إدارة اميركية جديدة، كونها مبنية على دعم الحزبين الجمهوري والديموقراطي للبنان، كحجر زاوية في السياسة الخارجية الاميركية.
وعن الدور السوري في لبنان قال فيلتمان لا توجد خطوة واحدة يمكن ان تكف يد سورية عن لبنان، وان الامر يتطلب عملية متواصلة.
الديبلوماسي الاميركي استغرب مواقف العماد عون الذي قد لا يدرك انه ينفذ اجندة سورية في لبنان، او ان طموحه الى السلطة يعميه، وحث مناصريه على الالتحاق بقوى 14 مارس.
من جهة اخرى، قال العلامة السيد محمد حسين فضل الله في خطبة الجمعة امس، ان قمة دمشق هي كغيرها من القمم لن تستطيع تحقيق اي هدف عربي، وان الحضور اللبناني قد يؤدي الى بعض التعقيدات على الواقع العربي.
لكن المفتي الجعفري الشيخ احمد قبلان دعا الى المشاركة في القمة الآن من خلال رئيس للجمهورية او من دون رئيس.
الصفحة في ملف ( pdf )