بيروت - عمر حبنجر
الحالة الانتظارية مازالت تخيم فوق لبنان انتظارا للجلسة الانتخابية لرئيس الجمهورية المقررة الثلاثاء المقبل والمرجحة التأجيل، والتي في ضوئها ستحدد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة موقفها من حضور قمة دمشق العربية، وانتظارا لهذه القمة التي بدأت تبتعد اكثر فأكثر عن الازمة اللبنانية لتصب جام اهتمامها على الازمة الفلسطينية بوجهيها الصراعين مع اسرائيل ومع الذات والتي يغلب على بعضها طابع الاصطناع الموظف في خدمة الاهداف السياسية.
الوزير الاكثري احمد فتفت حمل المعارضة مجددا مسؤولية عدم انتخاب رئيس للجمهورية في 25 الجاري، اي الثلاثاء المقبل، كما حملها مسؤولية ما قد تقوم عليه الحكومة من عملية ترميم ذاتها، بعد القمة، وفي حال اخفاقها في معالجة الازمة اللبنانية.
لكن يبدو من اجواء بكركي ان مسألة ترميم الحكومة غير مرحب بها، لا بل ان وزير العدل شارل رزق كشف لاذاعة «صوت لبنان» امس انه التقى البطريرك الماروني نصرالله صفير وتطرق معه الى موضوع ترميم الحكومة، حيث ميز في موقفه بين تفهمه لتعيين وزير بدلا من الوزير الشهيد بيار الجميل، لكنه تساءل عن كيفية قبول استقالة الوزير الارثوذوكسي يعقوب الصراف وتعيين خلف له ولا تقبل استقالة الوزراء الشيعة المتقدمين باستقالاتهم مثله.
من هنا، كان تحفظ صفير على توسيع او ترميم الحكومة بالشكل المطروح، علما ان رئيس حزب الكتائب ووالد الوزير الشهيد بيار الجميل الرئيس السابق امين الجميل تحفظ على فكرة ترميم الحكومة وبالتحديد على طرح تعيينه وزيرا للصناعة مكان ابنه الراحل لاعتبارات تعنيه، علما ان الانطباع لدى الاكثرية هو ان الرئيس الجميل يفضل الاحتفاظ بجسوره ممدودة باتجاه الموالاة والمعارضة في آن معا بوصفه من الشخصيات المهيأة للانخراط في السباق الى الرئاسة حال تعذر وصول العماد ميشال سليمان.
الغياب عن القمة وارد
وفي موضوع القمة العربية، اشار الوزير رزق الى ان تغييب لبنان عن القمة في دمشق وارد جدا، لكنه دعا الى انتظار ما سيصدر عن مجلس الوزراء في اجتماعه المقرر الثلاثاء المقبل، معتبرا ان غياب لبنان عنها سيشكل مرحلة مفصلية بالنسبة للجامعة العربية، وشدد على ضرورة عودة اللبنانيين الى النظام البرلماني منتقدا ان يكون التشكيك بعدم شرعية الحكومة حجة لعدم دعوة البرلمان، بينما هو حجة لدعوة البرلمان من اجل تحديد مصير الحكومة، وقال ان توسيعها وارد ويجب ان يدرس، نافيا ان يكون البطريرك يعارض هذا الخيار.
المحكمة الدولية انطلقت
وفي موضوع المحكمة الدولية كشف الوزير رزق عن تسلمه تقريرا جديدا حول إنشاء المحكمة سيرفعه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قريبا الى مجلس الامن ويتضمن اشياء جديدة جدا، حيث يؤكد انطلاق المحكمة الدولية وتحديد المحقق الدولي دانيال بلمار كمدع عام اضافة الى سلسلة خطوات لتسريع المحكمة.
وقال ان بلمار سيطلب من الحكومة اللبنانية تحويل لجنة التحقيق الدولية الى مكتب للمدعي العام، اما فيما يخص الضباط الـ 4 الموقوفين، اكد رزق ان التوصية الخطية التي اصدرها الرئيس السابق للجنة التحقيق ديتليف ميليس، حافظ عليها خلفه سيرج براميرتز، وهي تبقى قائمة الى حين اصدار بلمار عكسها، وعندها يعود للقضاء اللبناني اتخاذ القرار المناسب.
الرئيس السابق امين الجميل قلل من خطورة التباين بين «فريق السلطة» حول المشاركة في قمة دمشق العربية، بسبب اعتمادها هذه القوى آلية تشاور بين مكوناتها وتنسيقها مع السنيورة والحلفاء العرب.
الجميل سخر من مرور المؤمنين الذين قصدوا كنيسة مارجرجس في وسط بيروت لحضور قداس الفصح على حواجز حزب الله، مستغربا مثل هذا الامر وسط سكوت مسيحيي المعارضة.
الصيغة المصرية
وفيما بقي يومان على موعد 25 الجاري، حيث يفترض ان يفتح مجلس النواب ابوابه لانتخاب رئيس للجمهورية، والتي ستشهد تحديد موقف الحكومة من حضور القمة، تابع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الموجود في عمان، اتصالاته هناك ومن هناك مع الجهات العربية مستطلعا آخر التطورات.
اذاعة «الشرق» الناطقة بلسان تيار المستقبل نقلت عن مصادر وزارية متابعة ان جهات مصرية أبلغت المعنيين في لبنان مشروعا مركبا لتشكيل حكومة من 30 وزيرا، يكون فيها 13 وزيرا للاكثرية و10 للمعارضة و7 لرئيس الجمهورية، على ان تسمي الاكثرية وزيرا من الـ 7 الرئاسيين وتسمي المعارضة وزيرا بالمقابل، والا يشارك وزراء الرئيس بالتصويت داخل مجلس الوزراء.
وقالت المصادر ان الموالاة، رأت في هذا الطرح تخليا كاملا عن المبادرة العربية، مستغربة التفرد بطروحات من شأنها التأثير سلبا على التضامن العربي الذي اجمع على اولوية انتخاب رئيس الجمهورية كمدخل لحل الازمة.
ورأت المصادر ذاتها ان الظاهر لها، ان بعض الدول العربية بدأ يعيد حساباته تحت ضغوط اوضحها التأثير السوري على قوى لبنانية وسورية، او جهادية، من شأنها اثارة اوضاع داخلية في هذا البلد العربي او ذاك.
وقالت ان سورية تضغط بشدة لتأمين حضور عربي على مستوى القادة، وكذلك من اجل تأمين حضور ممثلين عن حركة حماس الى جانب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ولهذا توسط الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بين الطرفين الفلسطينيين، وهذا ربما قد يحصل في عملية تمثيل لبنان، حيث سبق لبعض اوساط المعارضة ان تحدثت عن ضرورة وجود ممثل لها في الوفد اللبناني.
ومع انه لم يصدر اي تعليق لبناني رسمي على ما سرّب من افكار مصرية، قالت اذاعة «الشرق» ان الحكومة اللبنانية رفضت الصيغة المقترحة، وان الجانب المصري سحب الصيغة بعد اتصال السنيورة مع وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط.
الصفحة في ملف ( pdf )