بيروت - عمر حبنجر
التصعيد المتبادل بين قوى الموالاة والمعارضة عشية جلسة الانتخابات الرئاسية المقررة غدا وعلى أبواب القمة العربية المنتظرة السبت، بلغ درجات حرارية متقدمة، رأت أوساط الأكثرية ان في ضررها نفعا، من حيث جذبها للانتباه العربي بعدما اخذت غزة وأحداث المخيمات في لبنان كل انتباه واهتمام.
على ان هذا التصعيد السياسي والاعلامي يعكس استمرار الوتيرة السلبية في العلاقات الاقليمية والذي تترجمه شروط رئيس المجلس نبيه بري، بعدم فتح البرلمان في حضور حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي لايزال يعتبرها بري غير شرعية وغير ميثاقية، في حين قابلته الأكثرية بتهمة اختزال البرلمان بشخصه، وتعطيله من سنة ونصف السنة، في سابقة لا مثيل لها في تاريخ الحياة البرلمانية اللبنانية، ولا حتى في العالم.
الوجه الآخر للتجاذب مرتبط بموقف الحكومة من المشاركة في القمة العربية، الرئيس السنيورة مصر على الانتظار حتى ما بعد جلسة الانتخاب الرئاسية ظهر يوم غد الثلاثاء ليصار على ضوئها الى عقد اجتماع لمجلس الوزراء ليقرر ما يجب على صعيد الحضور ومستوى التمثيل، بدوره الرئيس السابق أمين الجميل مصر على أهمية الحضور وتمثيل لبنان في القمة، ومثله الوزير احمد فتفت الذي أيد فكرة المشاركة في القمة مستذكرا المثل الفرنسي القائل «ان الغائب هو الملام».
بالمقابل مازال وزراء اللقاء النيابي الديموقراطي الذي يرأسه وليد جنبلاط وحزب القوات اللبنانية الذي يرأسه سمير جعجع، ضد المشاركة والحضور، ويرون «في النظام السوري، عبر هذه القمة، الخصم والحكم».
من جهته، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان اتصل بالبطريرك الماروني نصرالله صفير مهنئا بعيد الفصح، وبمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني مهنئا بالمولد النبوي الشريف، وحث في الاتصالين على ضرورة مشاركة لبنان في القمة العربية.
«لأن في ذلك مصلحة لبنان، ولأنه ليس من مصلحة البلد معاداة سورية، مكررا اقتراحه ارسال وفد من السنيورة ووزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ وقائد الجيش العماد ميشال سليمان».
الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، أكد لصحيفة عكاظ السعودية ضرورة مشاركة لبنان في القمة مادامت الدعوة وجهت اليه رسميا.
على ان النائب السابق المعارض طلال ارسلان اقترح ان يكون الوفد اللبناني الى القمة برئاسة بري.
حزب الله مع قانون الستين
وردا على المخاوف من ان تكون التحشدات الاسرائيلية على الحدود نذير حرب طمأن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد امس انه لا حرب جديدة مقبلة على لبنان، ولا يراهن احد على حرب يشنها العدو الاسرائيلي على لبنان، لأن ذلك اذا حصل فنحن من سيفرض نص قرار مجلس الامن الدولي هذه المرة من خلال التغييرات الميدانية المفاجئة.
وعن قانون الانتخابات اكد رعد في احتفال بالنبطية امس ان الحزب مع قانون 1960 وهو لن يقبل اي قانون يضر بشركائه، فالذي اختبرنا وفاءه بالشدة ليس هو الذي يبيعنا الكلام المعسول في لحظات الرخاء.
رعد اعتبر ان حضور الاكثرية قمة دمشق او عدم حضورها لا يؤثر شيئا على مطالبنا بالشراكة والتي بدونها لن نعتبرها شرعية او ميثاقية.
وينتظر المراقبون في بيروت ان تكون هناك كلمة في السياسة للأمين العام لحزب لله السيد حسن نصرالله عصر اليوم في مهرجان شعبي سيقام في الضاحية الجنوبية بذكرى اربعين عماد مغنية.
على اي حال مازالت غالبية قوى 14 مارس باردة الحماسة تجاه القمة العربية، لكن مراجع في الأكثرية ترى ان الأفق المسدود على المستوى الداخلي لا يلغي الحاجة الى انتظار ما سيطرأ في الساعات القليلة المقبلة.
السنيورة يجري مشاورات عربية ودولية على صلة بالموقف المفترض ان يتخذه مجلس الوزراء مساء غد اي بعد وضوح مصير جلسة الانتخاب الرئاسية بشأن المشاركة في القمة العربية.
وينتظر ان يسلط اجتماع وزراء الخارجية العرب الخميس المقبل في دمشق الضوء على طبيعة مستوى الحضور في القمة العربية، والوضع اللبناني الذي اعتبره ملك الاردن عبدالله الثاني اولوية على جدول اعمال القمة، فضلا عن العلاقة السعودية - السورية.
«المستقبل»
وتقول مصادر الاكثرية ان كل المحاولات التي جرت لإقناع دمشق بتمرير الاستحقاق الرئاسي لم تنجح في زحزحة العاصمة السورية عن اصرارها على عدم تجزئة الحلول وعلى الحكومة المؤلفة من ثلاث عشرات، وعلى هذا تقول صحيفة «المستقبل» ان الرئيس المصري حسني مبارك قرر عدم المشاركة شخصيا في القمة، وهو سيغادر اليوم الاثنين الى موسكو لاجراء مشاورات على صلة بملفات المنطقة عشية قمة دمشق.
حكاية ترميم الحكومة
الى ذلك لم تغب مسألة ترميم الحكومة او توسيعها عن دائرة السجالات المتبادلة فالوزير جان أوغاسبيان استبعد البت بتوسيع الحكومة قبل القمة العربية، مؤكدا استمرار النقاش حول مسألة تعيين وزير بديل عن الوزير الشهيد بيار الجميل، فيما موضوع تعيين بدلاء عن الوزراء المستقيلين لم يطرح بعد.
وقال النائب محمد الامين عيتاني (مستقبل) ان ترميم الحكومة او توسيعها بات حقيقة واقعة.
وقد رد النائب علي حسن خليل المعاون السياسي للرئيس بري بالقول: ان هناك في فريق 14 مارس من لا يريد حلا وهو مرتاح لبقاء حكومة السنيورة، معتبرا ان المواقف الأخيرة لبري تندرج في اطار حملة تستهدف اي تحرك نحو انجاز تسوية تحفظ لبنان.
الصفحة في ملف ( pdf )