Note: English translation is not 100% accurate
الوضع الداخلي: مأزق في السياسة واحتقان في الشارع
السبت
2006/10/7
المصدر : الانباء
تحليل سياسي
لماذا يقول الرئيس نبيه بري انه خائف، ويعبّر عن قلق بالغ ويتوقع الأسوأ؟!
ما المعطيات التي لدى النائب وليد جنبلاط لكي يقول ان الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون خطرة؟!
لماذا هذا الشعور العارم بأن «هدنة رمضان» التي لم تحترم ولم يلتزم أي طرف بها تتيح هامشا زمنيا ضيقا للتأمل ومراجعة الحسابات ولا تعطي أي هوامش سياسية للحل والخروج من المأزق؟!
لماذا هذا القلق المتعاظم ازاء تصاعد الاشتباك السياسي وحالة الاحتقان السياسي والطائفي اما أسباب الوصول الى المأزق السياسي الراهن فأبرزها على المستوى الداخلي:
1 ـ التداعيات السياسية للحرب الاسرائيلية على لبنان التي جعلت موضوع الحكومة يقفز الى الواجهة، وجعلت حزب الله لم يعد قادرا ولا مستعدا للتعايش مع الحكومة الحالية التي فقد الثقة بها ولم يعد من مبرر لاستمراره فيها بعد انهيار التفاهم السياسي مع الأكثرية الذي على أساسه دخل الى حكومة السنيورة.
وهنا حصل تقاطع والتقاء بين حزب الله والعماد ميشال عون في المطالبة برحيل الحكومة واعتبار ان حكومة الوحدة الوطنية هي المدخل الطبيعي والممر الاجباري الى الحوار وتحقيق المشاركة في الحكم على أساس توازن سياسي جديد.
2 ـ لعبة الشروط والشروط المضادة التي ادخلت الوضع في حال استنزاف واستنقاع: فاذا كان الشرط الدولي لمساعدة لبنان هو بت مشكلة سلاح حزب الله، فان شرط حزب الله للتخلي عن سلاحه هو تخلي فريق 14 مارس عن «سلطة الأكثرية» وإعادة صياغة المعادلة وقيام سلطة مطمئنة وموثوق بها، وللأكثرية شروطها ايضا: شرطها للحوار مع حزب الله هو فك تحالفه مع النظام السوري، وشرطها لقبول تغيير حكومي ان يكون مسبوقا بتغيير رئاسي.
3 ـ انطلاقة معركة رئاسة الجمهورية على ايقاع خلافي يحمل في طياته مخاطر عدم حصول انتخابات رئاسية والوصول الى فراغ. فاذا كان تعذر الوصول الى حل لمشكلة الرئاسة الأولى على طاولة الحوار، فسيكون من المتعذر اكثر التوافق على رئاسة الجمهورية في ظل مناخ التوتر وانقطاع الحوار. ولأن الوضع على هذه الدرجة من التعقيد والخطورة يدعو الرئيس بري الى التحضيرلانتخابات رئاسة الجمهورية من الآن وتهيئة الاجواء لهذا الاستحقاق المفصلي ولولادة طبيعية بعد تسعة اشهر.
من الواضح ان الوجه الآخر للمعركة على «الحكومة» هو المعركة على رئاسة الجمهورية، فمن اسباب تمسك فريق 14 مارس بالحكومة الحالية انه يريدها ورقة تفاوضية في يده، وكي يظل في وضع تفاوضي قوي يسمح له بالاتيان برئيس من صفوفه او على الاقل لا يكون من خصومه اذا اضطر الى خفض سقف طموحاته في الاشهر المقبلة، ومن اسباب تصميم محور حزب الله ـ التيار الوطني الحر على اسقاط الحكومة الحالية وعلى الا تكون انتخابات الرئاسة تحت اشرافها، التحوط والتحسب لوضع يتعذر فيه الاتفاق على رئيس جديد للجمهورية خلفا للرئيس اميل لحود، وتضع الحكومة يدها بالوكالة على صلاحيات رئاسة الجمهورية عملا بالمادة 62 من الدستور.
4ـ تعطل ظروف وامكانات الحوار الى درجة ان الرئيس بري لم يعد قادرا على «اجتراح المخارج واستنباط الحلول والوسائل الحوارية»، فالوضع بعد الحرب والقرار 1701 تجاوز بري وقدراته، وبات اكبر واعقد من ان يحده او يستوعبه حوار داخلي. وحتى الحوار بصيغته السابقة لم يعد ممكنا اليوم: السيد حسن نصرالله غير قادر على الحضور لاسباب امنية، والعماد عون غير قابل للجلوس الى الحوار الا في اطار حكومة وحدة وطنية تكون بمثابة حوار دائم، والرئيس بري غير قادر على لمّ شمل اطراف الحوار اذا لم يقدر اولا على ترميم جسور الثقة والعلاقة بين قطبي المعادلة:
حسن نصرالله وسعد الحريري، واذا لم يقم بـ «حوارات ثنائية» ممهدة للحوار الجامع.
ليست العودة الى الحوار وحدها هي المسألة الصعبة وغير المضمونة، حصيلة الجولة السابقة لحوار ما قبل الحرب تبدو ايضا غير مضمونة ومشكوك في مصيرها، فما اتفق عليه لن يشق طريقه الى التنفيذ مع الحكومة الحالية، في حين لا ترى الاكثرية من اي حوار مقبل الا مسألتي سلاح حزب الله ورئاسة الجمهورية، لا يرى حزب الله مدخلا لهذا الحوار الا حكومة جديدة.
اقرأ أيضاً