دمشق - هدى العبود
أكدت مصادر موثوقة للأنباء ان الرئيس السوري بشار الاسد رفض ان يتسلم رئاسة القمة من المندوب السعودي الدائم في الجامعة العربية أحمد بن عبدالعزيز القطان الذي سيمثل بلاده في قمة دمشق.
وقالت المصادر ان هناك سابقة عندما عقدت قمة تونس بعد البحرين حيث لم يتسلم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي من المندوب البحريني رئاسة القمة التي لم يحضرها ملك البحرين واكتفى بالجلوس على كرسي الرئاسة مباشرة.
وبما ان المتعارف عليه أن المعني بتسليم رئاسة القمة هو الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ونظرا لتأزم العلاقة بين البلدين بخصوص الأزمة اللبنانية، فقد تم تكليف المندوب الدائم في الجامعة العربية بتمثيل بلاده وبالتالي تسليم رئاسة القمة للبلد المضيف أي سورية وهذا ما رفضته سورية.
في غضون ذلك كشف مصدر ديبلوماسي في الوفد المصري، الموجود في دمشق للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية، امس أن الرئيس حسني مبارك أناب وزير خارجيته أحمد أبو الغيط لتمثيل مصر في القمة.
ومن المقرر أن يرأس الوفد المصري في اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية حازم خيرت.
من جهة أخرى، أعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس ان قمة دمشق العربية ستناقش الملف اللبناني انطلاقا من المبادرة العربية لحل الازمة في لبنان سواء شارك لبنان في القمة او لم يشارك.
وقال موسى في تصريح صحافي ادلى به في دمشق عقب لقائه الرئيس الاسد «ان القمة ستناقش الازمة اللبنانية كما ستناقش القضايا الخاصة بالسودان والعراق والصومال، سواء شارك لبنان او لم يشارك».
واضاف موسى انه «سيقدم تقريرا الى القادة العرب عن المبادرة العربية لحل الازمة السياسية في لبنان والجهود المبذولة لتطبيقها والتطورات في هذا الشأن».
واعتبر ان هذه المبادرة العربية «ستكون اساسا للنقاش حول لبنان»، واستبعد موسى من جهة ثانية امكانية لجوء الاكثرية النيابية في لبنان الى انتخاب رئيس باكثرية (النصف + 1) من اعضاء المجلس النيابي.
وتعليقا على اكتفاء الرياض بتعيين مندوبها لدى الجامعة العربية لتمثيلها في القمة العربية التي ستعقد يومي السبت والأحد القادمين في دمشق، قال موسى «من حق كل دولة ان تفوض اي شخص لتمثيلها في القمة وهذا قرار سيادي».
وردا على سؤال حول المخاوف من ان تكون قمة دمشق بداية تشرذم عربي، قال موسى «ان التشرذم العربي قائم بالفعل»، مشيرا الى وجود بند حول العلاقات العربية العربية يتضمن كيفية التعامل مع الخلافات العربية.
وكان الرئيس السوري د.بشار الأسد استقبل أمين عام جامعة الدول العربية أمس، بحضور وزير الخارجية وليد المعلم ود.فيصل المقداد نائب وزير الخارجية ويوسف احمد مندوب سورية الدائم لدى الجامعة العربية واحمد بن حلي الامين العام المساعد للشؤون السياسية في الجامعة وهشام يوسف مدير مكتب الامين العام للجامعة.
ووصف موسى لقاءه الرئيس السوري بـ «الطيب» وقال إنه اتفق مع الأسد على أن تكون جميع جلسات القمة العربية المقبلة المزمع عقدها الأسبوع المقبل في دمشق «مغلقة».
وأكد موسى، أنه استعرض خلال اجتماعه بالرئيس السوري «مسيرة القمة» مشيرا إلى أن «بنودا كثيرة ومهمة من ناحية التنمية الاقتصادية والسياسية رفعت إلى مجلسي وزراء الاقتصاد والخارجية اللذين سيعقدان لاحقا».
واكد موسى للصحافيين انه «تم الاتفاق على ان يكون التركيز في القمة على الاجتماعات المغلقة المقتصرة على عدد قليل من اعضاء الوفود المشاركة لمناقشة القضايا الرئيسية بعيدا عن الخطب والبيانات».
واوضح انه «لن تكون هناك جلسات علنية في القمة غير الجلسة الافتتاحية ثم تعقد جلسات عمل مغلقة».
الصفحة في ملف ( pdf )