دمشق - هدى العبود
أسف وزير الخارجية السوري وليد المعلم لقرار لبنان بمقاطعة القمة العربية الـ 20 التي ستعقد بدمشق في 29 الجاري، مشيرا الى ان لبنان ضيع فرصة «ذهبية» بهذا القرار.
وقال المعلم في مؤتمر صحافي في دمشق أمس انه كان من المفترض ان يناقش القادة العرب في اجتماعهم المغلق وحول طاولة مستديرة الازمة السياسية في لبنان بكل صراحة ووضوح وان يناقشوا ايضا مع الرئيس السوري بشار الاسد موضوع العلاقات السورية - اللبنانية.
وأكد وزير الخارجية السوري ان المبادرة العربية هي الاساس لحل الازمة السياسية في لبنان، مشيرا الى ان المسؤولية تقع على عاتق اللبنانيين لأن الحل يجب ان يكون لبنانيا من خلال الحوار على قاعدة لا غالب ولا مغلوب.
وحث المعلم الدول العربية على تشجيع لبنان على هذا الحوار خاصة الدول التي لها علاقة بلبنان مثل السعودية ومصر وكذلك سورية حيث يجب على هذه الدول الثلاث التعاون في هذا الملف.
وأضاف ان المبادرة العربية هي ملك للعرب جميعا وليس ملك دولة لوحدها وان المبادرة حظيت بمباركة دولية ومن لبنان باستثناء الولايات المتحدة الاميركية.
الولايات المتحدة تضغط
واتهم وزير الخارجية السوري الولايات المتحدة الأميركية بمحاولة الضغط على القمة العربية بدمشق من خلال تزامن زيارة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس إلى المنطقة العربية مع موعد إنعقاد القمة.
واعتبر المعلم كذلك أن زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش الاخيرة للمنطقة وبعده نائبه ديك تشيني ثم رايس، وما يشاع ويقال في مجلس الأمن عن تهريب أسلحة عبر الحدود إلى لبنان، كلها محاولات للضغط على القمة العربية.
وشدد وليد المعلم على أن هذه القمة لا دخل للولايات المتحدة بها، سواء في جدول أعمالها أو ما يصدر عنها، وقال إن هذه قمة التضامن والعمل العربي المشترك.
واكد وزير الخارجية السوري أن القمة العربية ستناقش استراتيجية السلام العربية في ظل عدم استجابة إسرائيل لمبادرة السلام التي طرحها العرب في قمة بيروت 2002.
مبادرة السلام
وقال المعلم إن هناك فارقا بين المبادرة العربية التى أقرتها قمة بيروت 2002 والتي تستند إلى قرارات الشرعية الدولية من أجل التوصل لحل عادل وشامل للصراع العربي - الإسرائيلي، وبين استراتيجية السلام التي لن تعدل ولن تغير فى المبادرة العربية ولكنها سترى هل تفعل المبادرة، أم ستترك المبادرة جانبا وتنتهج خطوات أخرى حتى تنصاع إسرائيل وتستجيب لمبادرة السلام؟
وحول إمكانية ادخال تعديلات على المبادرة العربية للسلام قال وزير الخارجية السورى «إن هذا أحد البنود المهمة التى سيناقشها القادة العرب فى إطار مناقشاتهم لاستراتيجية السلام العربية».
دعوة إيران
وفي رده على سؤال عن دعوة ايران لحضور القمة قال المعلم «نحن لم ندعو ايران وحدها وقد دعونا وزراء خارجية ترتبط بلادهم بعلاقات خاصة مع العرب».
وذكّر أن الوزير الايراني حضر في قمة الرياض السابقة ولفت الى ان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد كان حاضرا أيضا في قمة دول مجلس التعاون الخليجي الاخيرة.
واوضح المعلم ان «هذه قمة عربية ونحن ندرك اهمية العلاقات الايرانية - العربية وهذه القمة تعتبر آلية لتفعيل العمل العربي». واكد المعلم ان سورية دائما وعبر التاريخ واليوم وغدا هي ركيزة للعمل العربي المشترك ولن تتخلى عن هذا الدور.
وعن التمثيل السعودي في القمة وموضوع تسلم الرئاسة قال «هذا القرار قرارهم وهو قرار سيادي اما فيما يتعلق بالرئاسة فهذا امر محسوم فالرئيس السوري عندما يصل الى قاعة الاجتماع سيترأس فورا اعمال القمة» دون مراسم تسليم وتسلم.
واشار الى ان الظرف العصيب الذي تمر به الامة العربية يحتاج ليس فقط الى قمة في دمشق بل الى قمم عربية معربا عن الامل في ان يتمكن القادة العرب المشاركون في القمة من الاجتماع واللقاء والحوار.
وحول الموضوع الفلسطيني قال المعلم «سيتم بحث ومناقشة المبادرة اليمنية وما إذا كان يمكن للدول العربية إنجاح هذه المبادرة».
وردا على سؤال عما إذا كانت قمة دمشق هي آخر قمة دورية قال المعلم «لكل بلد عربي قراره في استمرارية القمة» معتبرا ذلك قرارا سياسيا، وأضاف «لكن لماذا لا تكون قمة دمشق نقطة تحول في التضامن العربي؟».
الصفحة في ملف ( pdf )