بيروت - عمر حبنجر
سيكون لرئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة كلمة موجهة الى القمة العربية في يوم انعقادها بعد غد السبت تتضمن طلب انعقاد مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية بعد القمة مباشرة لبحث عقد قمة اخرى استثنائية خارج سورية.
واوضح الوزير مروان حمادة انه «سيكون هناك بيان وربما خطاب لرئيس الحكومة وسينقل عبر شاشات التلفزة الفضائية والارضية، وقد يلقي اثرا ويترك تأثيرا اكثر بكثير من مناقشات القمة التي وضعوها في دمشق في خانة السرية، ما يعني عدم نقل الكلمات مباشرة على الهواء.
ورد حمادة قرار مقاطعة لبنان للقمة الى اصرار دمشق على تعطيل الرئاسة اللبنانية والتدخل السافر في شؤون لبنان اضافة الى التسلل الامني الضارب للاستقرار وتحفيز الحلفاء المحليين على منع سير المؤسسات الدستورية وتدريب المتسللين وتشجيع السلاح غير الشرعي خارج المخيمات.
السنيورة اجرى امس سلسلة اتصالات بعدد من القادة والمسؤولين العرب لشرح أبعاد قرار الحكومة اللبنانية بمقاطعة القمة العربية في دمشق.
وقال المكتب الاعلامي للسنيورة ان الاخير قام بجولة اتصالات هاتفية بالمسؤولين العرب لابلاغهم بقرار الحكومة اللبنانية بعدم المشاركة في قمة دمشق ولشرح ابعاد هذا القرار وخلفيته ووجهة نظر الحكومة في هذا الموضوع.
وشملت اتصالات السنيورة كلا من الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والملك الاردني عبدالله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
واتصل السنيورة ايضا بكل من رئيس الوزراء المصري احمد نظيف ووزراء خارجية مصر احمد ابوالغيط والامارات الشيخ عبدالله بن زايد والاردن صلاح الدين البشير وسلطنة عمان يوسف بن علوي والبحرين خالد بن احمد بن محمد آل خليفة والجزائر مراد مدلسي.
النائب فؤاد السعد، عضو اللقاء النيابي الديموقراطي برئاسة وليد جنبلاط وردا على سؤال على هامش مؤتمر صحافي لقوى الاكثرية حول خلفية قرار الحكومة مقاطعة القمة وعلاقته بالموقف السعودي، قال: عندما تتخذ المملكة العربية السعودية موقفا الى جانب لبنان فحري بلبنان ان لا يدير ظهره اليها.
واضاف السعد يقول: لقد غابت السعودية عن القمة على مستوى الملك بسبب لبنان، فهل يعقل ان يحضر لبنان والسعودية شبه غائبة؟.
وكانت المعارضة ركزت في ردود فعلها على ربط قرار المقاطعة اللبنانية بالموقف السعودي، وهناك في حزب الله من رد قرار «المقاطعة» السعودية والمصرية الى ايماءات اميركية.
ردود فعل المعارضة
بالنسبة للمعارضة، اعتبرت اذاعة «النور» الناطقة بلسان حزب الله ان موقف المقاطعة الذي اتخذته حكومة السنيورة غير الشرعية ليس جديدا، وهو الموقف الذي ذهبت اليه ما تسمى بدول الاعتدال العربي متذرعة بالازمة اللبنانية والموقف السوري منها «بعدما انكشف للعيان مدى الترابط بينها وبين الاملاءات الاميركية التي لم تكف عن العمل لافشال القمة».
وتعليقا على قرار المقاطعة، قال مصدر قريب من رئيس المجلس نبيه بري لـ «الأنباء» ان حكومة السنيورة تريد ان تصارع على حساب لبنان رغبة منها في تنفيذ مآرب بعض القوى العربية.
واضاف المصدر: ان غياب لبنان عن القمة العربية خسارة كبيرة وغباء سياسي بامتياز يضر بمصلحة لبنان، وهو بعيد كل البعد عن حل الازمة اللبنانية المرتبطة في جزء كبير منها بخلافات اقليمية - عربية، فقد كان من الممكن ان تشكل القمة فرصة للبنان اضاعتها الحكومة الحاضرة.
واعتبر المصدر ان دعوة بري الثالثة لطاولة الحوار تصب في خانة السعي لانقاذ البلد من المجهول الذاهب اليه وجدول اعمال هذه الطاولة هو السلة المتكاملة المتمثلة بانتخاب رئيس توافقي وحكومة وحدة وطنية وقانون انتخاب متوازن والتصويب على هذه المبادرة يعني ان فريق السلطة لا يريد حلا.
من جهته، قال نائب رئيس التيار الوطني الحر اللواء عصام ابوجمرة ان اتخاذ الحكومة قرار المقاطعة نكاية بسورية هو قرار خاطئ، واضاف ان الاعذار التي اعطتها السلطة لمقاطعتها القمة، خاصة فيما يتعلق بتحصين شرف الرئاسة هي قميص عثمان لتنفيذ ارادة خارجية هادفة الى ابقاء السنيورة رئيسا لحكومة امر واقع حتى اشعار آخر.
ما بعد القمة
وردا على سؤال، توقع مصدر مطلع في المعارضة ارتفاع وتيرة المواجهة السعودية - السورية بعد القمة بشكل دراماتيكي في لبنان كما في العراق وفلسطين.
وحذر من تأزم الاوضاع بين الموالاة والمعارضة في لبنان، مستبعدا العودة الى الاغتيالات او الحوادث الكبيرة.
الصفحة في ملف ( pdf )