واصل الجيش العراقي امس لليوم الثاني عمليته العسكرية «صولة الفرسان» في محاولة لفرض سيطرته الامنية على مدينة البصرة، فيما منح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مهلة للمسلحين لتسليم أسلحتهم خلال 72 ساعة، في الوقت الذي بلغت فيه حصيلة العمليات 240 قتيلا وجريحا.
وأعطى رئيس الوزراء العراقي، الذي يقود المعارك من غرفة عمليات سرية داخل المحافظة، أوامره بعدم التعرض لمن وصفهم بـ«المغرر بهم»، من «جيش المهدي» بزعامة مقتدى الصدر، ممن حملوا السلاح بوجه القوات الأمنية بعدما يقومون بتسليم أنفسهم وأسلحتهم، خلال المهلة المحددة ويقدمون تعهدا خطيا بالتزامهم بالحفاظ على القانون.
الوضع تحت السيطرة
وعلى الرغم من الاشتباكات المستعرة، اعلنت وزارة الدفاع العراقية من جانبها امس ان الوضع الامني في محافظة البصرة تحت السيطرة، وقال اللواء الركن مدير الحركات العسكرية في وزارة الدفاع في تصريح صحافي «تم تعزيز قطعات الفرقة 14 بوحدات عسكرية أكملت انتشارها في المحافظة، وتم تفتيش المناطق بدقة واعتقال كل من يتسبب في خرق القانون أو القيام بنشاط مسلح معاد» وأكد «ان العمليات تسير بشكل طبيعي والوضع تحت السيطرة».
ودعا المواطنين الى التعاون مع القوات الأمنية لغرض اكمال المهمة والالتزام بالتعليمات الصادرة بفرض حظر التجوال لتجنب الحاق الأذى بهم نتيجة تواجدهم في الأماكن التي تشهد العمليات العسكرية.
بدوره، قال اللواء الركن عبدالكريم خلف مدير مركز العمليات في وزارة الداخلية ان المالكي «اعطى الفرصة لكل المغرر بهم من الذين حملوا السلاح ولم تلطخ ايديهم بدماء شعبنا»، مؤكدا في الوقت ذاته ان «قواتنا مستمرة بالعمليات».
واكد خلف الذي يشارك في عمليات البصرة «قواتنا تفرض سيطرتها على وسط المدينة، وتنفذ الآن اوامر قبض على اشخاص محددين هناك ملفات قضائية مفتوحة ضدهم».
مغادرة البصرة
من جانبه اعلن مسؤول في التيار الصدري ان رجل الدين الشاب مقتدى الصدر زعيم جيش المهدي، الجناح العسكري في التيار، طلب امس من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «مغادرة البصرة».
واضاف مسؤول الهيئة السياسية في التيار لواء سميسم ان «الصدر طلب من المالكي مغادرة البصرة وارسال لجنة للعمل على انهاء الازمة».
واكد ان «اللجنة السياسية للتيار مجتمعة في النجف لمناقشة الاوضاع في البصرة وباقي المدن والسبل الكفيلة لانهاء الازمة».
الى ذلك، افاد شهود عيان باستمرار المواجهات العنيفة في أحياء اخرى وسط وغرب البصرة وسط تحليق كثيف للطائرات المقاتلة الأميركية التي تقوم بقصف بعض الأهداف بين الحين والاخر.
واكد شهود عيان من منطقة المعقل ان المواجهات العنيفة مستمرة في المنطقة على خلفية قيام مسلحين بالهجوم على مركز تدريب تابع للشرطة في محاولة للسيطرة عليه.
وأضاف شهود العيان أن المعركة استخدمت فيها الدبابات والمدفعية كما تقوم طائرات مقاتلة تابعة للجيش الاميركي باسناد قوات الجيش العراقي التي تشن حرب شوارع شرسة ضد ميليشيات جيش المهدي.
مواجهات ضارية
كما تدور في منطقة الكرمة مواجهات ضارية بين قوات الحكومة وعناصر جيش المهدي التي تحاول السيطرة على بوابة البصرة شمال المدينة، كما امتدت المواجهات العنيفة الى منطقة الكزيزة بينما تتدفق على المدينة تعزيزات عسكرية قادمة من بغداد وكربلاء لدعم القوات الحكومية لتمكينها من السيطرة على المدينة.
وفي منطقة حي الحسين، التي تعتبر أهم معاقل جيش المهدي والتي شهدت طوال ليل أمس الاول مواجهات عنيفة تحاول خلالها قوة كبيرة من الجيش العراقي التوغل في المنطقة لكنها تواجه مقاومة عنيفة من عناصر جيش المهدي المتحصنين فوق أسطح المنازل والبنايات وخلف متاريس الشوارع والتقاطعات.
وفي منطقة القبلة، أفاد شهود عيان بأن مواجهات عنيفة تدور بين عناصر جيش المهدي وبين قوات الجيش العراقي بعد مهاجمة المسلحين ثلاث عربات «همر» في شارع المعارض القريب من منطقة القبلة.
وقال شهود عيان من منطقة العشار (مركز مدينة البصرة) أن المنطقة تشهد نشاطا ملحوظا للقناصة من الطرفين بعدما أعتلى قناصة تابعون لجيش المهدي والقوات الأمنية أسطح البنايات العالية في محاولة لفرض الهيمنة على المنطقة ومنع اي تحرك باتجاهها.
كما تجددت صباح امس الاشتباكات في احياء الجمهورية والعالية وصبخة العرب بينما تحاول قوة كبيرة من الجيش العراقي شق طريقها باتجاهها في محاولة لاعادة السيطرة عليها.
الصفحة في ملف ( pdf )