دمشق - هدى العبود
أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عقب انتهاء جلسات وزراء الخارجية العرب التحضيرية للقمة إن الذين يتوقعون أن تسوء الأمور بعد الانتهاء من القمة العربية العشرين فإنهم الذين يخططون لذلك.
وقال المعلم «نحن أعضاء هذه القمة نخطط للتضامن العربي، والعمل العربي المشترك». وأضاف: «القمة هي قمة العمل العربي المشترك، هذا الموضوع يستمر ويتواصل لأن سورية والرئيس السوري بشار الأسد سيترأس طوال العام القمة، وسيواصل جهوده من أجل وحدة الصف العربي وتدعيم التعاون العربي المشترك».
وفي سؤال عما إذا كان بروتوكول جامعة الدول العربية يسمح بأن تلقي أي دولة قاطعت القمة، مثل لبنان، كلمة دون أن تحضر، رفض وزير الخارجية السوري هذا الأمر. وقال المعلم: «سأجيب أنا بالنيابة عن الأمين العام لأنه يجب الحفاظ على (شعرة موسى)»، وأضاف: «من لم يحضر القمة لا يلقي كلمة»، وشدد بلهجة حازمة على مفردة «انتهى».
وأضاف في المؤتمر الصحافي أن وزراء الخارجية العرب بحثوا خلال اجتماعاتهم (امس)، وعلى مدى ثلاث ساعات، العلاقات العربية - العربية، مؤكدا أنه لا أثر للولايات المتحدة في القمة.
وعما إذا كان هناك تغيير في مبادرة السلام العربية التي أطلقتها السعودية في قمة بيروت، قال المعلم «إننا نميّز بين مبادر السلام كمرجعية أساسية للعرب، وبين استراتيجية العمل على مبادرة السلام، وهو الأمر الذي رفع به وزراء الخارجية العرب توصية للقادة العرب للتشاور به خلال اجتماعهم في القمة».
وكشف المعلم أنه سيرد على من يراهنون على فشل القمة يوم الأحد المقبل بعد انتهاء أعمال القمة العشرين، وأضاف «إن الأمور مرهونة بنتائجها».وأكد وزير الخارجية السوري، أن الجهد الأميركي على أرض الواقع لعرقلة أعمال القمة، قائم، واستشهد بموقف الخارجية الأميركية التي نصحت القادة العرب بالتريث والتفكير قبل الذهاب إلى دمشق لحضور القمة.
موسى: سأزور لبنان
من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، إنه سيزور بيروت بعد انتهاء أعمال القمة، وسيتم ذلك في إطارين، الأول هو قرار القمة وتكليفها، والثاني هو تأكيد التكليف للتفاهم مع الزعماء اللبنانيين بخصوص البحث عن حلول في الأزمة الراهنة.
ونفى موسى أن تكون هناك أي مبادرة أخرى غير المبادرة العربية بخصوص لبنان التي اتخذها وزراء الخارجية في القاهرة، والتي دعت إلى انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا للبنان، مؤكدا أن هناك مبادرة واحدة تجاه لبنان تتمتع بموافقة عربية وإقليمية ودولية. وقال موسى، إن الوزراء العرب ناقشوا الوضع العراقي في الداخل، وكذلك أوضاع اللاجئين، مؤكدا أن الموضوع العراقي مهم، والعرب يهتمون به، «وهو يزعجنا»، حسب وصفه.
وأضاف موسى، ان الجولان كان من بين المناقشات على طاولة وزراء الخارجية العرب، قائلا «لقد تناقشنا في كيفية إنهاء الاحتلال».
وأكد أمين عام جامعة الدول العربية، أن هناك مبادرة عربية واحدة للسلام أقرتها قمة بيروت، وصدرت في بيروت وتأكدت في قمة الرياض.
ونفى موسى أن يكون هناك أي طرح بخصوص إجراء أي تعديل على هذه المبادرة قائلا «ليس صحيحا أن المبادرة مطروحة للتعديل أو التغيير، المطروح هو كيفية آليات العمل».
وأكد موسى أن «المهم أن نعمل جميعا على تحقيق مصالح الناس»، مؤكدا أن جلسات مجلس وزراء الخارجية العرب التي انتهت مساء اليوم كانت «ثرية بالعصف الفكري وبناءة وهادئة، وسوف تعرض نتائجها على اجتماع القادة العرب». وعما إذا كانت «عصا موسى« قد فشلت في لبنان، أم أنها ستعود للتحرك به، قال موسى إن «العرب اتفقوا على تنفيذ مبادرة بخصوص لبنان، وقد مشينا فيها بخطوات، ونأمل أن نستأنف النشاط، وأعتقد أن التدويل لا يخدم لبنان».
وكان وزراء الخارجية العرب قد عقدوا اجتماعاتهم منذ صباح اليوم، وعلى مدى ثلاث جلسات، كانت الجلسة الأولى علنية قرأ فيها رئيس المجلس وزير الخارجية السوري وليد المعلم كلمة بلاده، فيما قرأ أمين عام جامعة الدول العربية كلمة، بعد ذلك عقدت جلستان مغلقتان، ثم مؤتمر صحافي مشترك لوزير الخارجية السوري وليد المعلم، وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، حيث رفع وزراء الخارجية العرب مشاريع القرارات إلى القمة التي ستعقد يومي السبت والأحد المقبلين، بحضور أكثر من عشرة من القادة والزعماء العرب.
وكان قد ترأس وزير الخارجية السوري وليد المعلم بدمشق أمس أعمال الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب للقمة العربية التي تبدأ أعمالها غدا. واعرب المعلم في كلمته الافتتاحية عن امله في أن تتكلل أعمال هذه القمة بالخير على الأمة العربية جمعاء، وأكد أنه ليس من سبيل لتحقيق ما تحتاج اليه أمتنا في الظروف المعقدة التي نعيشها سوى التضامن العربي والعمل والمشترك.
كما تمنى المعلم أن تسير هذه القمة بهدى ورغبة مشتركة في تحقيق التضامن والوفاق وتوحيد الصف بما يتفق وتطلعات أمتنا في استعادة الأرض والحقوق وتحقيق الاستقرار والتقدم.
وأشار المعلم الى جدول الأعمال الحافل «بالمشكلات المعقدة والقضايا المهمة التي تتفق الآراء والاجتهادات حول بعضها وتختلف حول بعضها الآخر». وأضاف «الاختلافات أيا كانت ينبغي ألا تحجب عنا رؤية القواسم المشتركة التي يحتمها واقعنا كأسرة عربية ممتدة من مشــــرق الأرض العربية الى مغربها ».
الملف اللبناني
وأبرز الملفات التي تطرق اليها المعلم الوضع اللبناني، وقال: نحن نتطلع الى حل الأزمة فيه يقوم على التوافق بين مختلف الأطراف اللبنانية وبما يصون أمن لبنان واستقراره. وأضاف «مصحلتنا ومصلحة لبنان حل الأزمة القائمة فيه» واشاد وزير الخارجية السوري بالجهود التي يبذلها الأمين العام لجامعة الدول العربية في سبيل التوصل الى حل توافقي على أساس المبادرة العربية كخطة متكاملة. وقال المعلم «لقد دعونا ومازلنا ندعو الى أن يكون الحل في لبنان بالتوافق بين اللبنانيين أنفسهم وأكدنا ومازلنا نؤكد على الحاجة لمساعدة لبنان للتوصل الى ذلك التوافق على قاعدة لا غالب ولا مغلوب» وجدد المعلم التأكيد على «أن الجهد السوري وحده لا يكفي ولابد من أن يكون الجهد مشتركا تقوم به كافة الأطراف العربية التي لها في لبنان صداقات وتأثيرات» وخص بالذكر «الأشقاء في المملكة العربية السعودية الذين يملكون تأثيرا قويا على الأكثرية لا تملكه سورية»، مضيفا ان سورية تريد لبنان سيدا مستقلا ومستقرا، وواهم جدا من يظن أو يريد أن يظن غير ذلك.
مبادرة السلام
وعن مبادرة السلام العربية قال المعلم «موقفنا من صنع السلام في منطــــقة الشرق الأوسط معروف للجــــميع فنحن مع السلام العادل والشامل وفقا لقرارات الــــشرعية الدولية ومــــبدأ الأرض مــــقابل السلام» ومضى بالقول «لكن الثابت لدينا أن اسرائيل المدعومة بشــــكل لا مــحدود من الولايات المتحدة مازالت غير قادرة على امتلاك ارادة سياسية حقيقية لصنع السلام، وهي مستمرة في سياستها واجراءاتها العدوانية التي تتنافى والمناخ الملائم لصنع السلام» وأضاف قائلا «لذلك فاننا نؤيد ما سبق أن تناوله اجتماعنا في القاهرة بتاريخ 5 الجاري حول تدارس الخيارات العربية تجاه استراتيجية السلام في المرحلة المقبلة».
وحول الشأن الفلسطيني أكد المعلم موقف سورية المؤيد «لما تم التوصل اليه بين الإخوة الفلسطينيين في حركتي فتح وحماس في صنعاء بالموافقة على المبادرة اليمنية كاطار لاستئناف الحوار بين الحركتين للعودة بالأوضاع الفلسطينية الى ما كانت عليه قبل أحداث غزة».
ودعا المعلم في كلمته القمة العربية الى تبني الحصيلة التي تم التوصل اليها في صنعاء.
الصفحة في ملف ( pdf )