اعلن موقع انترنت بريطاني امس انه اضطر الى سحب فيلم هولندي مسيء للاسلام بعد ان تلقى تهديدات على حياة العاملين به.
وقال موقع الانترنت البريطاني «لايفليك» في بيان «ان تلك التهديدات لم تترك خيارا امام ادارة الموقع سوى سحب فيلم فتنة للنائب الهولندي غيرت فيلدرز»، واضاف البيان «ان هذا يوم حزن لحرية التعبير على الشبكة (العنكبوتية)، لكن علينا ان نضع سلامة موظفينا فوق كل اعتبار».
وكان ثلاثة مقررين بالامم المتحدة ادانوا امس الاول «الطبيعة الاستفزازية» للفيلم الذي انتجه نائب هولندي، ويربط بين اعمال العنف التي يرتكبها بعض المتشددين الاسلاميين وبين القرآن الكريم.
وبث الفيلم الذي يحمل عنوان «فتنة» للنائب الهولندي المعارض غيرت فيلدرز وطوله 16 دقيقة الخميس الماضي على شبكة الانترنت.
وقال دودو ديين المقرر الخاص للامم المتحدة المعني بالاشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العرقي وارهاب الاجانب، واسماء جاهنغير مقررة حرية العقيدة وامبيي ليغابو المقرر الخاص بشأن حرية الرأي والتعبير انهم يدينون «لهجة ومحتوى» الفيلم.
وقال المقررون الثلاثة في بيان مشترك «بينما تعتبر حرية التعبير حقا اساسيا من حقوق الانسان يجب احترامها، فهذا الحق لا يمتد ليشمل التحريض على الكراهية العنصرية او الدينية التي تعد هي نفسها انتهاكا واضحا لحقوق الانسان».
وفي العاصمة الهولندية امستردام، قال توماس برونينغ رئيس نقابة الصحافيين الهولنديين امس «ان النقابة طلبت من فيلدرز تعديل فيلمه المثير للجدل حول القرآن قائلة انه انتهك حقوق الملكية الفكرية من خلال استغلاله صورة رسمها رسام دنماركي».
وارسلت النقابة خطابا رسميا الى فيلدرز بناء على طلب من نقابة الصحافيين الدنماركية اشارت فيه الى انه تم استخدام احد الرسوم الكاريكاتورية للرسام كيرت فيستريارد في الفيلم دون الحصول على اذن منه.
وقال رسام الكاريكاتير الدنماركي كيرت فيستريارد، الذي رسم صورة مسيئة للرسول ژ، «انه سيقاضي البرلماني الهولندي»، وقال فيستريارد «ان رسمه الذي ظهر في فيلم فتنة استخدم من دون اذن منه»، واوضح فيستريارد، في تصريحات للتلفزيون الدنماركي «ان الرسم الكاريكاتيري كان احتجاجا على الارهاب، وليس على الاسلام ككل»، وقد رفعت نقابة الصحافيين الدنماركية قضية انتهاك حقوق طبع ونشر نيابة عن فيستريارد.
من ناحية اخرى، اظهر استطلاع رأي اسبوعي تراجع مستوى التأييد في هولندا لحزب الحرية، بعدما بث رئيسه فيلدرز الفيلم المعادي للقرآن على شبكة الانترنت مما اثار انتقادا واسع النطاق في كل انحاء العالم، وقوبل الفيلم بادانة سريعة من الحكومة الهولندية وغيرها من قادة العالم.
في نفس السياق، اوصى خطيب المسجد الحرام في مكة امس الاول بالحوار للدفاع عن الاسلام ونبيه محمد غداة عرض فيلم النائب اليميني الهولندي المتطرف غيرت فيلدرز المسيء للاسلام.
وقال الداعية عبد الرحمن السديس في خطبة الجمعة الماضية، من دون ذكر الفيلم بالتحديد، ان الامر «بلا شك طعنة للامة الاسلامية»، معتبرا عرض خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز بفتح حوار بين الاديان «من اعظم مآثر النصرة الجليلة».
واضاف ان تلك المبادرة «داعية الى التعايش الانساني الحضاري الذي يكفل احترام الرسالات وتوقير القداسات وتواصل الحضارات وتحاور كافة بني الانسان فيما فيه رقيهم وامنهم وسلامهم وتواصلهم وتراحمهم».
كما دعا الى «مزيد من استثمار القنوات الفضائية والمجالات التقنية من اجل نصرة الحبيب» و«السعي لنشر محاسن الاسلام وجمالياته ورحماته واشراقاته وتفنيد الاباطيل حول الاسلام ونبيه».
ووجه مسؤولون عن الجالية المسلمة في هولندا يوم الجمعة الماضي دعوات للدول الاسلامية من اجل التزام الهدوء والتصرف بمسؤولية.
وفي فرنسا، دعا امام مسجد باريس الكبير «دليل ابوبكر» المسلمين الى الهدوء وعدم الاستسلام للاستثارة بسبب عرض الفيلم الهولندي المسيء للاسلام.
وقال ابوبكر - في بيان صادر عقب بدء عرض الفيلم - ان مسجد باريس، حرصا منه على تحمل مسؤوليته، يدعو مسلمي فرنسا الى التعقل ازاء الاثارة والغضب الذي يمكن ان يسببه عرض هذا الفيلم الآثم الذي يخلط بين الاسلام والارهاب، وعدم الاستسلام لهذه الاثارة ومواصلة العمل من اجل الدفاع عن قيم الاسلام.
واضاف امام مسجد باريس انه تلقى رسالة من رئيس وزراء هولندا جان بيتر بالكينيندي اعرب فيها عن استنكاره للرسالة التي يتضمنها الفيلم، مشيرا الى اسفه لعرض هذا الفيلم.
من جانبه، اكد هانز بوترينغ رئيس البرلمان الاوروبي رفضه لتفسير فيلم «فتنة» الذي عرضه النائب اليميني المتشدد الهولندي غيرت فيلدرز للاسلام على انه «دين العنف».
واشار بوترينغ الى مساندته للبيان الصادر عن الحكومة الهولندية حول فيلم «فتنة»، والذي اعرب فيه رئيس الوزراء بيتر بالكينيندي عن اسفه لعرض الفيلم على شبكة الانترنت.
واضاف رئيس البرلمان الاوروبي ان الفيلم يتضمن هجوما على الاسلام والمسلمين، ويربط بين الاسلام والعنف وهو «ما نرفضه تماما».
الصفحة في ملف ( pdf )