اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان القمة العربية عالجت مواضيع تخص فلسطين وآليات دعم العمل العربي.
واضاف، خلال وقائع المؤتمر الصحافي المشترك مع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ان القمة كانت ايجابية بنتائجها، حيث كان لها نكهة مميزة عن القمم الاخرى من خلال التفاعل الواضح والشفاف الذي ساد بين القادة وروح الاخوة التي جمعتهم.
وردا على سؤال بشأن القراءة السورية لتصريحات سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي التي قال فيها «نحن لا نسعى لعزل سورية»، اعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن اعتقاده انه «لا توجد هناك دولة عربية واحدة من موريتانيا وجزر القمر الى عمان في قلبها محاولة لعزل سورية وذلك لأن سورية قلب العروبة النابض».
بوصلة العمل المقبل
وفيما يتعلق بالموقف العربي المشترك، قال المعلم «ان ما تضمنه خطاب الرئيس السوري بشار الاسد من تسام على الخلافات العربية عكس حجم مسؤولية رئاسة القمة ويضع لنا بوصلة للعمل المقبل والذي تنشط من خلاله الديبلوماسية السورية».
وبشأن الحضور الكبير لدول المغرب العربي في القمة العربية بدمشق، قال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى «هذه فرصة لحث المغرب العربي ودوله على الالتزام الكبير بالقضايا العربية والاطار العربي للعمل وهذا ليس غريبا لأن العالم العربي له مشرق وله مغرب والاثنان على قدم المساواة».
وردا على سؤال حول ما اذا كانت سورية تعرضت لضغوط من الوفود العربية بعد بدء جلسات القمة، اوضح المعلم ان كل ما يتعلق بأعمال وسير النقاشات سواء على مستوى المندوبين الدائمين او وزراء الخارجية او حتى على مستوى القمة كانت ناجحة وفاعلة، وان جميع الوفود التي حضرت قدمت مداخلات بناءة وساهمت بشكل فاعل في التوصل الى قمة ناجحة ومميزة.
وردا على سؤال عن الاسباب التي ادت الى الانقسام بين الدول العربية، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم «انه لم تعان قمة عربية كما عانت قمة دمشق قبل انعقادها من رهانات وضغوط على فشلها ورهانات على انقسامات عربية»، مشيرا الى ان مجرد انعقاد القمة في موعدها وفي دمشق يعتبر هذا نجاحا اذا قورن بحجم الضغوط وبالوضع العربي وبأزماته.
واعرب المعلم عن اعتقاده ان هذا الحضور من القادة وممثلي الدول العربية نجاح آخر، مؤكدا ان هذه القمة وضعت لبنة يمكن البناء عليها في القمم المقبلة.
واكد ان الانقسامات العربية ليست وليدة اليوم فهي موجودة والاختلافات موجودة، مشددا على ان هذه القمة كانت مميزة لأنها طرحت بكل وضوح وجرأة كل المواضيع على الطاولة.
قمة فاصلة
من جانبه، قال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى «انه فيما يتعلق بموضوع القمة العربية فنحن جميعا والصحافيين بصفة خاصة يستخدمون تعبيرات في غير موضعها»، مشيرا الى ان كل قمة يقال انها قمة فاصلة وهذا تعبير خاطئ، حيث ان التاريخ مستمر والتطورات مستمرة وكل قمة او اجتماع على اي مستوى يتعامل مع القضايا المطروحة، وطالب بعدم استخدام التعبيرات المبالغ فيها.
وشدد موسى على اهمية القمم لأنها تتعامل مع قضايا حالية وظروف دقيقة للغاية وعاجلة واحيانا تكون ظروفا عادية ومصاعب عادية، مضيفا ان الانقسام العربي بشأن القمة غير موجود لكن المسألة اعمق من هذا بكثير وهذا ما تم التعامل معه في هذه القمة.
واشار الى ان اهم البنود التي تم بحثها هو موضوع العلاقات العربية - العربية، مؤكدا ان الروح كانت جيدة وتود ان تنهي هذه الصفحة من العلاقات العربية المتوترة.
واوضح موسى ان بيان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل تجاوب مع الروح نفسها وان المطروح هو العمل المشترك من الآن فصاعدا.
وردا على سؤال حول كيفية تحرك سورية والامانة العامة للجامعة العربية لتصفية الاجواء العربية وتنفيذ مقررات القمة، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم «انه لاول مرة وبشكل واضح يتم التركيز على البعدين السياسي والاقتصادي في التعاون العربي المشترك، لذلك كان هناك تركيز على القمة الاقتصادية التي ستعقد في الكويت مطلع العام المقبل».
واضاف «ان هذه نقطة ايجابية دخلت في قاموس العمل العربي لكي نضمن مزيدا من شرايين العلاقات العربية ولكي ينعكس ذلك على حياة المواطنين».
لبنان غير مكثف
وبشأن وجود بعض التسريبات ان الملف اللبناني لم يكن موجودا بشكل مكثف في الجلسات المغلقة للقمة، قال عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية «ان القضية اللبنانية تمت الاشارة اليها في القمة وتم الاستماع الى مقترحات بشأن لبنان»، مضيفا انه تمت مناقشة المسألة اللبنانية في الاعمال التحضيرية سواء على مستوى كبار المسؤولين او الوزراء وطرح على القمة مشروعان حول لبنان، وخرج المؤتمر بقرارين عن لبنان، اضافة الى ما ذكر عن لبنان في البيان الختامي.
غير ان المعلم قال «ان موضوع لبنان تم طرحه في الجلسة المغلقة لكن القادة العرب ارتأوا عدم بحث موضوع لبنان في ظل الغياب اللبناني عن القمة»، مشيرا الى انهم ناقشوا الوضع في العراق وفلسطين وميزانية الجامعة العربية وغيرها من الموضوعات.
واوضح ان الملف اللبناني نوقش في اجتماعات كبار المسؤولين ووزراء الخارجية، وتم اعتماد قرارين احدهما حول التضامن مع الجمهورية اللبنانية والذي سبق انناقشه وزراء الخارجية العرب من قبل في اجتماعهم بالقاهرة، كما اعتمدوا قرارا يدعم المبادرة العربية بشأن لبنان وجهود الامين العام للجامعة العربية في هذا الصدد.
وشدد وزير الخارجية السوري على ضرورة التوافق بين سورية والسعودية لمساعدة اللبنانيين على التوصل الى حل الازمة الرئاسية، مؤكدا انه جرى تحريف للمبادرة العربية الخاصة بهذا البلد.
وقال المعلم «لا احد يحل مكان اللبنانيين ليمارسوا حقهم في السيادة والاستقلال ويتوصلوا الى توافق».
واضاف «سورية وحدها لا تستطيع والسعودية وحدها لا تستطيع، بجهد سوري - سعودي مدعوم من قبل الدول العربية نستطيع تشجيع اللبنانيين على التوافق».
القضية الفلسطينية
وحول وجود تحركات عربية لحل القضية الفلسطينية اضافة الى المبادرة اليمنية، قال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى «ان الجهود العربية ستستمر ويجب تشجيع اي مبادرة في هذا الصدد»، مضيفا ان الانقسام الفلسطيني يسبب تراجعا كبيرا في موقف القضية الفلسطينية التي لا تحتمل مثل هذا الانقسام.
وبشأن العلاقات بين سورية وحركة حماس ودور سورية في انهاء الصراع خلال ترؤسها القمة، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم «ان الرئيس بشار الاسد سيكون على اتصال بقادة السلطة الفلسطينية وحماس لكي يتلقى منهما اقتراحات محددة يتم تزويدها للقيادة اليمنية لمتابعة المبادرة».
وفيما يتعلق بامكانية اعادة الدفء الى العلاقات العربية - العربية، اكد موسى ان اعادة الدفء الى العلاقات العربية - العربية يمكن تحقيقه وذلك لعدم وجود خلافات جذرية عميقة، بل هي مجرد خلافات سطحية ويمكن علاجها، معربا في الوقت نفسه عن تفاؤله في هذا الصدد.
وبالنسبة للرؤية السورية لزيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس للمنطقة في وقت انعقاد القمة، قال المعلم «فلننس رايس، القمة العربية في سورية انتهت بنجاح».
تغطية خاصة في ملف ( pdf )