بيروت - عمر حبنجر
مرة اخرى الانتظار سيد الموقف في لبنان، انتظار جديد نوعي يساعد على ترجمة المبادرة العربية على ارض الواقع وانتظار ما ستحمله رياح الربيع الحارة الى سواحل لبنان والشرق الاوسط، حيث المناخ الغامض المثقل بالهواجس والتـــوقعات المتجهة باجمالها نحو الاسوأ، حيث بات حديث الحرب محط كلام العارفين وغير العارفين، وكثيرا ما تأتي اجراءات وتحركات لتخدم هذه التوقعات كالمناورات الاسرائيلية الواسعة على الحدود اللبنانية - السورية والمناورات السورية المصحوبة بتحشدات مقابلة.
في هذا الوقت، تراوح الحركة السياسية مكانها، تصريحات متبادلة، لبيانات متعاكسة محورها مقررات القمة العربية وتقييم القمة بين النجاح والفشل، اضافة الى تصريحات وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل التي تحولت الى محور بين معارضة تعترض على تحميلها وحدها مسؤولية احباط المبادرة العربية وموالاة ترى في توضيحات سعود الفيصل عين الصواب.
والكل بانتظار عودة الامين العام للجامعة عمرو موسى ليستأنف تحركه على الساحة تنفيذا للمبادرة العربية التي حصلت على دعم جديد من القمة، بينما الامين العام بانتظار عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري من الخارج وعودة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من رحلة خارجية لم تبدأ بعد.
وهنـــاك في المعارضة من ينتظر خنق حكومة الســنيورة بالمطالب الاجتماعية من اضراب تربوي اليوم لتصحيح اوضاع معلمي المدارس الى الاضراب العمالي العام في 7 مايو المقــــبل من اجل اقرار حد ادنى جديد للرواتب، وهو ما تعول عليـــه المعارضة كثـــيرا، لكــن يظـــهر ان الرئيس السنيورة سيســـتبق هذا المــــوعد باقرار زيــــادة على الـــحد الادنى تتراوح بين 150 و200 الف ليرة.
موقف متطور
وكان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى قد اشار بعد اتصاله بالرئيس فؤاد السنيورة اول من امس الى رغبة سورية في تحسين العلاقات العربية - العربية، وان لبنان يلعب دورا في هذا السياق، وتردد ان موسى حصل على شيء ما من الرئيس السوري د. بشار الاسد.
وقال موسى لقناة «المستقبل»: ان الوضع في لبنان ازعج كل العرب، وهو يهدد بالانهيار.
وتحدث عن امل بتصحيح العلاقات العربية - العربية يبدأ بلبنان، واعرب عن اعتقاده «بوجـــود امكانـــيات لموقف جديد متـــطور لكني لا اريد ان اكون متـــفائلا اكثر من اللازم»، موضـــحا ان عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب يتوقف على طلب لبنان او طلب سورية.
ولفت موسى الى ان قرار زيارته لبنان سيقر في ضوء المعطيات المتعلقة بمدى جهوزية الفرقاء اللبنانيين بالتحرك نحو تنفيذ المبادرة العربية وانتخاب رئيس الجمهورية.
جنبلاط يدعو للتواصل
على صعيد الحوار الداخلي، سأل رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط الرئيس بري عما حدث لنقاط الاجماع التي اتفق عليها في مؤتمر الحوار قبل حرب يوليو الماضي، وهل يتضمن الحوار الذي يدعو اليه هذه النقاط؟
وقال جنبلاط لصحيفة «السفير»: لا نستطيع ان نبقى منفصلين وعلينا ان نتواصل، مؤكدا على ضرورة التواصل المستمر مع الفعاليات الشيعية التي تريد دولة.
واضاف ان قيام الدولة يعني ضرورة الاتفاق على السلاح وقرار الحرب والسلم واتفاقية الهدنة، وردا على سؤال عما اذا كان يميز بري عن حزب الله، اجاب: اذا استطاع ان يعيد الحزب الى النقاط التي اتفقنا عليها قبل حرب يوليو من ترسيم الحدود الى نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات والتوافق حول المحكمة وكل ما اتفقنا عليه والنقطة المركزية، اي سلاح حزب الله، يكون خيرا.
الجميل لالتزام الحياد الإيجابي
في هذه الأثناء لاحظ الرئيس السابق امين الجميل تصعيدا في الاجواء، وان كل طرف ينعت الطرف الآخر بشتى النعوت.
واضاف، بعد لقائه عبدالامير قبلان نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى انه من الافضل ان يلتزم لبنان الحياد الايجابي لأنه الطريق الافضل لايجاد كل الحلول للمشاكل السياسية بعيدا عن كل التجاذبات والصراعات الخارجية.
هجوم على المعلم
في المقابل، حمل نواب ومنابر الاكثرية على تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم التي انكر فيها مسؤولية بلـــده عن تــأزيم الموقف في لبنان، وانتقد النائب في كتلة جنبلاط اكرم شهيب قول الوزير المعلم ان صفقة عرضت على نظامه لمقايضة المحكمة الدولية بتسهيل الحل في لبنان، وقال شهيب ان هذه المقايضة هي حلم هذا النظام.
من جهته، كشف النائب علي خريس عضو كتلة الرئيس نبيه بري في تصريح له امس ان بعض اقطاب الاكثرية وافقوا على المثالثة في الحكومة ووعد ان يأتي يوم «نفصح فيه عن اسمائهم».
الصفحة في ملف ( pdf )