بيروت - خلدون قواص
ابدى عضو قوى 14 مارس النائب مصباح الاحدب افتخاره بدولة الكويت التي لها اياد بيضاء على لبنان، واشار الى الجهود التي تقوم بها لمساعدة لبنان.
ووجه انتقادا للقوى الحاكمة في لبنان لان بعض الامور يلزمها حسم وهي تمارس المهادنة في عملها.
ورأى النائب الاحدب في حديث لـ «الأنباء» ان ترميم الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة امر ضروري ويجب ان لا يقتصر على المسيحيين فقط.
كيف تنظرون الى مقررات القمة العربية في دمشق؟
لقد اظهرت القمة رفضا عربيا لمقاربة الازمة في لبنان من قبل سورية، فسورية شئنا ام ابينا قد خرجت عن التضامن العربي وهو امر مؤسف ولا نريده، وقد كانت رؤية العرب متفاوتة فيما بينهم، فهناك من قاطع وهناك من كان تمثيله محدودا، وهناك من كان موجودا، ولم يكن لوجوده موقف سياسي داعم للازمة القائمة في لبنان، ومن ضمن القرارات دعم وتأييد المبادرة العربية وضرورة استمرارها، بينما نسمع في المقابل ان عمرو موسى لن يعود الى لبنان قريبا.
برأيي المبادرة العربية موجودة للتوصل الى حل والحل مطروح وهناك رغبة بالتنفيذ عند البعض ونقص بالرغبة في التنفيذ عند البعض الآخر، وهي امور اصبحت مرتبطة بمصالح اقليمية والتصاريح اصبحت واقعا، ومن لا يريد ان يرى يستطيع ان لا يرى ولكن ذلك لا يغير الواقع، والواقع هو ان سورية وايران يعرقلان الحل في لبنان.
وهنا لابد ان اوجه التحية الى الرؤساء العرب الذين تمسكوا بالشارع العربي، وانا اريد ان اؤكد بأن هناك حملة تخوين ضد بعض القيادات العربية، فأنا اقول ان الخيانة يتحمل مسؤوليتها من كان يحمي الحدود لمدة 40 سنة، فلا يأتي احد ليقول اليوم بأن السعودية او الكويت او بلاد الخليج خائنة للقضية المحورية الفلسطينية، لا بل على العكس لقد دفعت دول الخليج اثمانا غالية.
المسؤولون السوريون يقولون ان الحل بيد اللبنانيين وانهم لا يتدخلون في الشؤون اللبنانية الداخلية رغم مطالبة بعض الدول بتدخل سورية لحل المشكلة في لبنان، فما رأيك في ذلك؟
برأيي كان خطأ من قبل البعض ان يطلب من سورية التدخل لحل الموضوع اللبناني، فالجميع يعلم ان سورية لديها نفوذ في لبنان، وقد اخذت هذا الطلب لتقول كيف تطلبون منا التدخل من ناحية وتطلبون من ناحية اخرى عدم التدخل، هذا لعب بالكلام، وبدلا من ان يطلب البعض من سورية التدخل كان يجب بكل بساطة ان يعترفوا ان النفوذ السوري موجود وطبيعي.
علينا ان لا ننجرف باتجاه عدائي مع سورية، وان نبقى على رغبة في التواصل معها، كما يجب بناء علاقات جدية معها مع عدم تنازلنا عن الثوابت الاساسية، فطلب التدخل الذي قصده البعض معناه ان لا يستعمل النفوذ السوري الموجود في لبنان بطريقة سافرة لعرقلة ما يسمى بالتوافق بينما سورية تقول في حال توافق اللبنانيين نحن ندعمهم، يعني انهم يمنعون اللبنانيين من التوافق من ناحية ومن ناحية اخرى لا يرضون بغير التوافق المتناقض مع الديموقراطية ومع النظام اللبناني اساسا، وهكذا يتوصلون الى ان اللبنانيين لا يستطيعون ادارة شؤونهم بأنفسهم، هذه اللعبة بدأت منذ 3 سنوات، وهدفها الاساسي التوصل الى امرين اولهما ضجر داخلي والآخر ضجر خارجي.
من يشكل تهديدا فعليا على الداخل اللبناني برأيك؟
برأيي المتهور فعليا هو من يبني رموزا كي لا يقال بأنه هو من يهدد الداخل في لبنان، اما الواقع فهو ان كل من هو موجود في لبنان هم ادوات لحزب الله واذا كان هنالك اي وضع امني متدهور في لبنان، فالمسؤولية تعود مباشرة لحزب الله، ولا يمكن لاحد اقناعنا بغير ذلك، وكل ما نراه من تيارات واحزاب كالتيار الوطني الحر، وئام وهاب، عمر كرامي، وما الى هنالك كل هؤلاء مرتبطون بمكان واحد وهو حزب الله.
كيف تنظرون الى دعوة الرئيس بري للحوار، وهل تؤيدونها؟
اي حوار هذا الذي يدعونا اليه الرئيس بري؟ اذا اردنا ان يكون هذا الحوار جديا فيجب ان يكون هناك تطبيق جدي، ولكن النوايا ليست نظيفة، فقد تعطل وسط بيروت سنة ونصف السنة او سنتين بحوار لم نصل من خلاله الى نتيجة، هذا حدث قبل احتلال الوسط التجاري، لان جميع نقاط التوافق التي اتفق عليها لم تطبق، فما المطلوب اليوم؟ ان كانت النية من طلب حوار جديد هي كسب الوقت مجددا فهذا لا يوصل الى اي نتيجة، والرئيس بري بكل صراحة ان اراد ان يأخذ خطوة ايجابية فلتكن تلك الخطوة تفعيل المجلس النيابي ليأخذ دوره الطبيعي.
هل تؤيد ترميم الحكومة اللبنانية؟
الحكومة يجب ان ترمم بالكامل، ولا افهم لماذا هناك عدم امكانية انتقاء وزراء شيعة في الحكومة، هل يقر احد بحصرية التمثيل الشيعي في جانب المعارضة فقط؟ هناك العديد من الشخصيات المناسبة والمحترمة على جميع المستويات، وانا ادعو الى ترميم الحكومة باسرع ما يمكن، ولايجب ان يقتصر الترميم على المسيحيين فقط لان البعض يحاول ان يقسم البلد بهذه الطريقة.
هل مازالت للعماد ميشال سليمان فرصة للوصول الى موقع رئاسة الجمهورية؟
انا لا ارى شخصا توافقيا موجودا اليوم غير العماد ميشال سلميان، وان البعض يحاول احراق ورقته ولكنني لا ارى ان اوراقه باتت محروقة، وان من يحاولون احراق ورقته اليوم هم من سيطالبون به في الغد، علما بأن العماد سليمان ليس مرشحي، وان مرشحي هو نسيب لحود، ولكن بهدف التوافق يقوم كل منا بعمل خطوة اتجاه الآخر، فعلى الطرف الآخر الذي كان مرحبا بانتخاب العماد ميشال سليمان منذ البداية ان يبادر لانتخابه، وعندما يرفض انتخاب العماد سليمان، عليه ان يدل على مرشح توافقي آخر، وهذا يدخل في المزيد من السجالات، انا ضد الفراغ في البلد ومع ان تكون هنالك فرصا مستمرة.
كيف تنظرون الى الدور الكويتي في لبنان؟
لبنان غني باصدقائه، وان الدور الكويتي يعتبر من اهم الادوار التي تقوم بها البلدان العربية في استيعاب الطاقة الشبابية اللبنانية التي تذهب اليه وتشق طريقها من خلال تلك الدول الشقيقة، وقد تم استيعاب اللبناني من قبل هذه الدول بطريقة مختلفة عن بقية الاجانب، حيث يعامل اللبناني على انه مواطن في هذه البلدان، وهذه من الامور التي تجعلنا نفخر بالكويت التي لها اياد بيضاء، كثيرة ومنذ عهد بعيد في لبنان، وان الكويت الشقيقة تستطيع ان تشعر بالمخاطر التي نمر بها ما يجعلنا نشعر ان الكويت هي دولة شقيقة، وان الكويتي في لبنان يكون في بيته، ومن هنا لابد ان نوجه تحية اعزاز واكبار ومحبة واحترام لصاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد ولحكومته وللشعب الكويتي على المساعدة التي لم تتوقف يوما، ولم تأل جهدا لدعم لبنان في شتى المجالات.
الصفحة في ملف ( pdf )