عقد الرئيسان المغادران لمنصبيهما الأميركي جورج بوش ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قمتهما الوداعية في منتجع سوتشي على البحر الاسود أمس.
وانعقدت القمة في المنزل الصيفي لفلاديمير بوتين الذي اطلق عليه اسم «غدير بوتشاروف» لتكون رد الرئيس الروسي على دعوته لزيارة منزل عائلة بوش في ولاية ماين في يوليو 2007. وقال بوش ان موعد سوتشي «سيكون اخر لقاء على انفراد» بين الرئيسين و«سأشكره على صراحته معي» مضيفا انه لا يشعر «بالاستياء» ازاء الرئيس الروسي.
كما سيكون للرئيس الاميركي ايضا في سوتشي فرصة لقاء الرئيس المنتخب ديمتري مدفيديف الذي وعد بوتين بأن يكون رئيس حكومته.
وتأتي القمة بعدما حصل الرئيس بوش على دعم شركائه الاوروبيين في حلف شمال الاطلسي لمشروع نشر الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في القارة.
وهو الموضوع الذي حاول الرئيسان تجاوز الخلافات بشأنه في قمتهما الأخيرة بهدف اعطاء دفع جديد للعلاقات الروسية الاميركية.
الا ان البيت الابيض نقل امكانية ان يتوصل الرئيسان الى اتفاق حول نظام الدفاع الصاروخي على ما اعلنت المتحدثة الرئاسية الأميركية دانا بيرينو للصحافيين المسافرين مع بوش. وقالت «سيتوجب علينا انجاز المزيد من العمل بعد سوتشي».
واوضحت «لم يزعم احد بأن المسألة ستنتهي وان الجميع سيكون راضيا عن الاستعدادات، لاننا لم نبدأ بعد بمناقشة الاوجه التقنية للنظام. مازلنا في بداية هذه المحادثات». واردفت «لكننا نعتقد ان النقاش يتحرك في الاتجاه الصحيح وان هذا اللقاء سيسمح بالمضي قدما في المسألة».
وثيقة استراتيجية
وكان مساعد الرئيس الروسي سيرغي بريخودكو قال أمس إن الرئيس بوتين ونظيره بوش سيوقعان خلال لقائهما وثيقة حول التعاون الاستراتيجي بين البلدين.
ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن بريخودكو قوله للصحافيين ان الوثيقة الختامية حول الأطر الإستراتيجية للعلاقات الروسية - الأميركية التي يزمع الرئيسان توقيعها هي «بمنزلة معلم إرشادي يهتدي به الرئيسان الجديدان في البلدين». وسلمت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس نص مشروع لهذه الوثيقة إلى الجانب الروسي أثناء اجتماعهما مع الرئيس بوتين في 17 مارس الماضي في موسكو. وقال بريخودكو أيضا بأن بلاده ستقترح على واشنطن إعادة النظر في موقفها من موسكو كشريك اقتصادي وتعديل أسس التعامل معها في هذا المجال. وقال إن التبادل التجاري الروسي الأميركي يحقق نتائج لا بأس بها بلغت 6.27 مليارات دولار عام 2007، وتجاوزت الاستثمارات 16 مليار دولار، غير أن حجم التجارة الروسية لا يتجاوز 1% من حجم التجارة الخارجية الأميركية.
تحسين صورة
وفي اطار رد الفعل الروسي على زيارة بوش، أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الروسي «ميخائيل مارجيلوف» أن زيارة الرئيس بوش لمنتجع سوتشي تمثل خطوة إيجابية مطلوبة بشكل كبير لتعزيز صورته الدولية.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» الإخبارية عن مارجيلوف قوله «إن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته يحتاج إلى القيام بعمل إيجابي على الأقل في مجال السياسة الدولية» مشيرا إلى أن أحدا لن يكون بوسعه تذكره باعتباره الرجل الذي فشل في تحقيق الديموقراطية والاستقرار في أفغانستان، ووضع العراق على شفا الانهيار ولم يتمكن من إيجاد حل لكل مشاكل الاندماج والتضامن الأوروبي الأطلنطي. وأضاف «لذا يجب على بوش أن يثبت لأبناء شعبه أنه قادر على التفاوض مع روسيا».
ووصل بوش سوتشي قادما من كرواتيا في مظهر آخر على التأييد لدولة كافحت من أجل استقلالها في العقد الماضي ودعيت للانضمام إلى الناتو مع ألبانيا.
توسيع الناتو
ورحب الرئيس الأميركي امس بالدعوة «التاريخية» لكرواتيا للانضمام لحلف شمال الأطلسى (الناتو) وسعى إلى التخفيف عن مقدونيا التي تشعر بمرارة بتوضيح بأنها ستعقبها في القريب العاجل.
وقال بوش في جمع بوسط زغرب «إننا نتطلع إلى الترحيب بكم كشركاء في الناتو». وأضاف «إن دعوة كرواتيا وألبانيا للانضمام هي تصويت بالثقة على استمراركم في الاصلاحات».
وقال بوش إنه يأسف من أن مقدونيا الواقعة في نزاع على اسمها مع اليونان لم توجه لها دعوة للانضمام. وقال «موقفنا واضح وهو أن مقدونيا يجب أن تأخذ مكانها في الناتو في أقرب وقت ممكن». وفي مظهر آخر للتأييد تمت دعوة رئيس وحكومة مقدونيا أيضا لمقابلة بوش في زغرب إلى جانب مسؤولي ألبانيا.
وبالنسبة لكرواتيا تعهد بوش بأن واشنطن ستعمل لتخفيف نظام التأشيرات بين الولايات المتحدة وكرواتيا للسماح للكروات بالسفر بسهولة أكبر لزيارة أقاربهم.
وفي معرض حديثه عن قرارات التوسيع التي اتخذتها قمة الحلف قبل ايام قليلة، لم يتطرق بوش الى جورجيا واوكرانيا وذلك في مراعاة على ما يبدو للموقف الروسي الذي انتقد سعي الناتو الى ضمهما بحجة تهديد امن واستقرار روسيا بتوسع الناتو الى حدوده.
الصفحة في ملف ( pdf )