بيروت - عمر حبنجر
بدأ الجيش الاسرائيلي مناورة وصفها بالاضخم في تاريخه امس، تبلغ ذروتها غدا، وتشارك فيها الحكومة الاسرائيلية وجميع المؤسسات التابعة لها، لتنتهي يوم الخميس في العاشر من الشهر الجاري.
واستنفر الجيش اللبناني في الجنوب وكذلك القوات الدولية، وقالت ياسمينا بوزيان الناطقة بلسان هذه القوات، ان هذه الاخيرة عززت نشاطاتها على الحدود دون اعلان حالة طوارئ.
من جهته طلب الجيش اللبناني من اهالي القرى الحدودية عدم الاقتراب من الشريط الشائك الفاصل، حفاظا على سلامتهم في هذه المرحلة، كما اقفل بعض الطرق المؤدية الى الشريط الحدودي الشائك وانشئت ابراج مراقبة لرصد التحركات الاسرائيلية غير العادية.
حزب الله: إجراءات دون إعلان
بدوره اتخذ حزب الله اجراءات دون اعلان لكن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، اكد ان المقاومة هي اقوى واقدر اليوم مما كانت عليه قبل عدوان يوليو 2006، بعد ان رممت قدراتها وباتت تملك من القدرة والجهوزية اليوم ما لا يمكن العدو من احداث خلل على جبهتها العسكرية.
وفي احتفال تأبيني في «روضة الشهيدين» قال رعد: نحن لا ننظر الى المناورة الاسرائيلية بخوف، ولا ننظر اليها باستخفاف لان عدونا يمتلك طبيعة مشاكسة وعدوانية ولنا الحق في ان نكون على اتم الجهوزية لمواجهة اي حماقة قد ينساق اليها العدو الاسرائيلي.
عن المناورة الاسرائيلية عينها قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن ان هذه المناورات لا ترهبنا ولا تخفينا وان شعبنا المقاوم والجيش في أعلى مستويات الجهوزية.
بدوره اكد الوزير المستقيل محمد فنيش (حزب الله) ان القوى الخارجية لا ترضى ان يكون في لبنان مقاومة قادرة على تعطيل دور اسرائيل في لبنان والمنطقة.
سحب الجيش إلى بيروت
وكشف النائب السابق محمد عبدالحميد بيضون ان عديد الجيش في الجنوب انخفض مؤخرا من 15 الف الى خمسة آلاف تقريبا، وقال هذا الامر غير مقبول، وقد تم سحب الاخرين الى بيروت، ليقيموا متاريس بين الناس، وهذه مسؤولية حزب الله بحسب تقديره، والا فليرفع المتاريس في بيروت، ليسهل عودة الجيش الى الجنوب.
وقال كل الوضع الحالي في الجنوب مربوط بالقرار 1701، واهل الجنوب لم يعودوا قادرين على تحمل حرب يوليو اخرى وقد ابلغوا الامر الى حزب الله معتبرا ان اتفاقية الهدنة انتهت وحل محلها الخط الازرق والقرار 1701 الذي وافق عليه حزب الله.
لا حرب قبل بدء المفاوضات
وعن رد حزب الله على اغتيال القيادي عماد مغنية قال: مغنية اغتيل في دمشق وليس في بيروت، وبين دمشق واسرائيل هناك مراسيل وهناك تطمينات، وبالنسبة للمناورة العسكرية الاسرائيلية التي بدأت في الجنوب هناك تطمينات اسرائيلية رسمية الى سورية تؤكد عدم استهداف سورية بهذه المناورات. وفي رأيه ان سورية واسرائيل بانتظار فرصة للتفاوض وهذا لا يحصل الآن لان الرئيس بوش يرفض ذلك، لانه مصر على عزل النظام السوري، وقد ارسل الاسرائيليون الى السوريين عبر الاتراك انهم حاضرون للتفاوض فور مغادرة بوش للبيت الابيض، وفي هذا الضوء يستحيل قيام حرب بين سورية واسرائيل الآن، لان الحرب قد تفرض نفسها اثناء المفاوضات لا قبلها. ومع القناعة ان اسرائيل لا تستطيع التعايش مع لبنان وسورية مدججين بالصواريخ، فانها قد تلوح بالحرب، ولكنها لن تخوض الحرب قبل فشل الحوار المنتظر في مرحلة ما بعد رحيل الرئيس بوش.
ميدانيا، غابت المظاهر العسكرية والدوريات عن الجانب الاسرائيلي من الحدود، وساد الهدوء التام في المستوطنات..
اما على الجانب اللبناني فقد زاول المواطنون اعمالهم كالمعتاد في المناطق الحدودية عدا منطقة الشريط الشائك حيث منع الجيش المواطنين من الاقتراب، فيما غصت المنطقة بالصحافيين والمراسلين من كل حدب وصوب.
وقامت المروحيات الدولية بدوريات جوالة فوق الخط الازرق من اقصى الجنوب الغربي الى اقصى الجنوب الشرقي.
الصفحة في ملف ( pdf )