عمر حبنجر
هدى العبود
الحركة السياسية اللبنانية خارج الحلبة المحلية، الرئيس نبيه بري، مفوض المعارضة، في دمشق وقد التقى مطولا الرئيس بشار الاسد، فؤاد السنيورة رئيس حكومة الاكثرية في القاهرة، وبعد التقائه الرئيس حسني مبارك، غادر عصر امس الى الامارات العربية المتحدة للقاء رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد، بعدما كان، اي السنيورة، التقى مطولا الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
وواضح ان رئيس المجلس النيابي يبدأ من دمشق، جولة عربية له لعرض وجهة نظر المعارضة، والبحث عن حلول تساعد على العودة الى طاولة الحوار الوطني في مجلس النواب، وقد استهل تحركه من دمشق كونها الرئيسة الدورية للقمة العربية كما قال مواكبو رحلته، اما الرئيس فؤاد السنيورة، فلجولته هدف آخر يتناول العلاقات اللبنانية - السورية التي صارت جزءا من المبادرة العربية حيال لبنان.
وتكتسب جولة رئيسي المجلس والحكومة اللبنانية اهمية خاصة، مع اقتراب انعقاد قمة سعودية - مصرية في شرم الشيخ غدا، يستكمل فيها الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس حسني مبارك مشاوراته مع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في الرياض، حيال لبنان والاوضاع العربية العامة، واختيار رئيس جديد للجمهورية.
وكشف موسى ان اتصالات سعودية - مصرية - سورية بدأت وستتواصل لحل الازمة اللبنانية، والعلاقات اللبنانية - السورية.
الرئيس السنيورة اكد من جهته ان المظلة العربية هي التي تظلل لبنان الذي يحرص على ان يكون للعرب دور في انهاء هذه الازمة، ومن ثم معالجة العلاقات اللبنانية - السورية، مكررا ان لبنان له جار واحد هو سورية وعدو واحد هو اسرائيل.
وسينتقل السنيورة والوفد المرافق من الامارات اليوم الى الرياض للقاء الملك عبدالله الثاني، لوضعه في اجواء التطورات اللبنانية عشية اجتماعه مع الرئيس مبارك في شرم الشيخ.
من جهته، اكد الرئيس السوري بشار الاسد خلال استقباله بري «تأييد الحوار بين اللبنانيين» سبيلا وحيدا لحل الازمة و«استعداد سورية لتقديم كل مساعدة ممكنة» من اجل تحقيق الامن والاستقرار في لبنان، معربا «عن استعداد سورية التي تترأس القمة العربية لتقديم كل مساعدة ممكنة يطلبها الاشقاء اللبنانيون من اجل تحقيق الامن والاستقرار في لبنان».
بدوره قال رئيس مجلس النواب إن «سورية جاهزة لدعم التوافق بيين اللبنانيين».
وأضاف بري بعد انتهاء مباحثاته مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، في تصريحات مقتضبة: «بكلمة واحدة أقول لأهلنا في لبنان والعرب والعالم، إن الأخوة في سورية ليس لديهم أي شرط على التوافق، وهم مستعدون وجاهزون لدعم التوافق فيما بين اللبنانيين». وأضاف بري، «تكلمت مع الرئيس الأسد نصف الوقت عن لبنان، وبحثنا أيضا الوضع في كل من العراق وفلسطين».
ووصف بري زيارته إلى دمشق «بالناجحة والتي أعطت دفعا للحوار بين اللبنانيين»، واستدرك بري قائلا «يبقى هناك نقطتان: تشكيل حكومة وحدة وطنية، وقانون الانتخابات».
بري قبل المغادرة إلى دمشق
وقبل المغادرة الى دمشق قال الرئيس نبيه بري لصحيفة «السفير» انه اذا انجلت الامور سأقوم ببعض الاتصالات الداخلية، وكذلك بزيارتين مهمتين الى كل من دمشق والرياض، حيث طلبت مواعيد من القيادتين السورية والسعودية، وانه في ضوء نتائج هاتين الزيارتين والاتصالات الداخلية، خاصة مع النائب سعد الحريري أقرر الخطوة التالية في موضوع الحوار.
وردا على سؤال قال بري: مبدئيا سأقترح انعقاد طاولة الحوار في 18 و19 و20 و21 من الجاري، اي قبل يوم من تاريخ الجلسة الانتخابية الرئاسية المقررة في 22 ابريل، وانه سيكون على جدول الاعمال قانون الانتخاب وحكومة الوحدة الوطنية، على اعتبار ان رئاسة الجمهورية محسومة لقائد الجيش العماد ميشال سليمان. وقال: اذا اتفقنا ننتخب رئيس الجمهورية يوم 22 الجاري، واذا لم نتفق نؤجل الانتخابات ونواصل جولة الحوار حتى التوصل الى تفاهم شامل.
السنيورة يرفض مبادرة بري
من جهة أخرى اكد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة رفضه دعوة رئيس البرلمان نبيه بري الى استئناف الحوار الوطني اللبناني لتسوية الازمة السياسية في البلاد.
وقال السنيورة في مؤتمر صحافي مشترك مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى «ليس هناك من حلول في لبنان الآن من خلال الحوار». وكان رئيس الوزراء اللبناني يرد على سؤال عن رأيه في دعوة بري لاستئناف الحوار الوطني اللبناني.
وتساءل السنيورة «من اوقف الحوار الذي كان يجري في مقر مجلس النواب المعلق منذ اشهر ومن فضل نقل الحوار الى الشارع».
واضاف رئيس الوزراء اللبناني الذي غادر القاهرة أمس الى ابوظبي «من يجري الحوار هو رئيس الجمهورية ولا يجب ان يترأس جلسات الحوار طرف في الأزمة اللبنانية».
من جهة اخرى، رحب تكتل «التغيير والإصلاح» اللبناني بدعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الحوار الداخلي على أن يكون هدف الحوار واضحا والالتزام بتنفيذ نتائجه دون شروط بموافقات أو تسويات خارجية. واتهم التكتل، في بيان صحافي عقب اجتماع عقده أمس برئاسة العماد ميشال عون، فريق الموالاة بالامعان في نهج المماطلة واجهاض المبادرات رغم التنازلات التي قدمتها المعارضة.
الصفحة في ملف ( pdf )