بيروت - عمر حبنجر
الحدث اللبناني الداخلي توزع امس بين مقر رئاسة مجلس النواب في عين التينة، حيث اثارت ردود الفعل على تصريحات وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير الكثير من الغبار حول الحوار الذي يدعو اليه الرئيس نبيه بري مصحوبا بالمزيد من تحفظات قوى الاكثرية على هذا الحوار.
اما الحركة الخارجية على مستواها العربي فقد ظلت في اطار المحور اللبناني، فالرئيس السنيورة اجرى محادثات مع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قبل ان ينتقل الى البحرين وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بحث الملف اللبناني من مختلف وجوهه مع الرئيس المصري حسني مبارك.
بدوره، ابلغ رئيس حزب الكتائب امين الجميل بري خلال اجتماعهما في عين التينة التشديد على اولوية انتخاب رئيس الجمهورية، وبالتالي عدم جدوى الدعوة للحوار الآن.
وقال الجميل ان مسار المبادرات لم يؤد الى نتيجة، واصفا الجلسة مع الرئيس بري بـ «المشوقة»، لكنه انتقد اي حوار بلا آلية هادفة يكون تكرارا لتجارب سابقة كمبادرة كوشنير او مبادرة الرئيس ساركوزي او المبادرتين العربيتين الاولى والثانية والتي عطلت انتخاب رئيس الجمهورية.
وسئل الجميل عما اذا كان يعتبر دعوة بري للحوار ملهاة، فأجاب السائل بقوله: الله يرضى عليك لا تدخل بيني وبين الرئيس بري، ولا تحاول ان تشوش على علاقتنا معا، وهذه العلاقة اقوى مما تتصورون.
وتحدث الجميل حول عدم التقدم مع سورية وعن النوايا الطيبة التي تحتاج لمعالجة قضايا بديهية ومنها موضوع المعتقلين والمفقودين، وعن علاقته بالنائب ميشال المر قال الجميل: لا اتصال لنا به منذ مدة.
الرئيس بري وما ان بلغه كلام الرئيس الجميل بعد الاجتماع به حتى قال: لم يكن هناك موقف موحد في كل الآراء، بل في بعضها، الامر الذي يؤكد ضرورة الحوار بين اللبنانيين واستمراره حتى الوصول الى النتائج المتوخاة.
مكاري: بري طرف
ومن باريس، قال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري لاذاعة «صوت لبنان» ان بري يعمل لخدمة السوري والحوار الذي يطرحه غير مقبول.
واضاف مكاري: لا يجوز ان يضع طرف جدول الحوار، ولا يجوز ان تكون النتائج مقررة قبل الاجتماع.
أمانة 14 مارس
بدوره، اعلن منسق الامانة العامة لقوى 14 مارس الموالية للحكومة د.فارس سعيد ان رئيس مجلس النواب يحاول بدعوته الحوارية الجديدة تبرئة دمشق من الازمة الداخلية اللبنانية، كما انه حاول من خلال زيارته العاصمة السورية مؤخرا ان يقول ان سورية لم تعرقل عملية بناء المؤسسات اللبنانية ويحاول فك ازمة سورية على المستوى العربي من جهة وعلى المستوى الدولي من جهة اخرى.
واستبعد سعيد ان يحقق الرئيس بري خرقا في جدار الازمة السورية - السعودية، وقال ان هذه الازمة تتجاوز قدرات بري الذي يريد شيئا واحدا وهو اغراق اللبنانيين بالتفاصيل الداخلية وان يفصل الازمة الداخلية اللبنانية عن ازمة العلاقات اللبنانية - السورية.
تصريح كوشنير ورد بري
محور الحراك السياسي الداخلي الآخر كان تصريح وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير الذي اعتبر ان الرئيس بري ليس حرا في تحركاته ولا في اقفال مجلس النواب وانه ليس مدعوا لزيارة فرنسا انما يستطيع زيارتها كسائح.
وردا على تصريحات كوشنير، قال الرئيس بري: مثل فرنسي يقول «بعد ربع قرن من صداقة بين اثنين لابد ان يخون احدهما الآخر»، وقد فعلت، لقد كان بامكانك ان تسأل سفير فرنسا في لبنان انني لم اطلب موعدا لزيارة فرنسا ولا نية لي حاليا، سيما ان السفير اكد لي احترام فرنسا للحوار الذي ادعو اليه، فهل يفعل ذلك من يرقص على حبال خارجيتها؟
حزب الله: كلام كوشنير تشويش
ورأت «اذاعة النور» الناطقة بلسان حزب الله في تصريحات وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير محاولة تشويش خارجية مضافة الى محطات التشويش الداخلية على تحرك رئيس مجلس النواب رغم الاجواء الايجابية التي عاد بها بري من سورية في وقت يستعد الاخير للسفر الى السعودية للقاء خادم الحرمين الشريفين.
وعن حزب الله، قال كوشنير ان الامور تخطت النطاق اللبناني، وان تسليح حزب الله امر يعرفه الجميع.
الصفحة في ملف ( pdf )