عقد الرئيس المصري حسني مبارك جلسة مباحثات مساء أمس بمدينة شرم الشيخ مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تناولت آخر المستجدات على الساحة العربية وسبل دفع عملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط وتدعيم التضامن العربي.
وأعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد في ختام القمة المصرية - السعودية ان الرئيس مبارك والملك عبدالله بن عبدالعزيز متفقان على ان تحسين العلاقات مع سورية يمر عبر «حلحلة» الأوضاع في لبنان.
وقال عواد في تصريحات للصحافيين ان مباحثات الرئيس المصري والملك السعودي تركزت اساسا على الازمة اللبنانية والوضع على الساحة الفلسطينية والتصعيد الاسرائيلي في غزةوالمؤشرات «غير المبشرة» للمفاوضات الجارية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وأوضح عواد ان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى انضم الى المباحثات عند تطرقها الى الازمة اللبنانية.
واضاف ان «الزعيمين اتفقا على ان تحريك الوضع في لبنان هو مفتاح تحقيق انفراجة في العلاقات العربية - العربية».
وردا على سؤال حول ما اذا كان موسى عاد من القمة العربية في دمشق برسالة مفادها ان دمشق ستساعد على حل الأزمة في لبنان مقابل تحسين العلاقات بين سورية من جهة والسعودية ومصر من جهة اخرى، قال عواد «لا اعرف ان كان الامين العام حمل مثل هذه الرسالة ام لا ولكن المفتاح لحلحلة العلاقات العربية - العربية هو حلحلة الوضع في لبنان».
وغادر العاهل السعودي فور انتهاء المحادثات مدينة شرم الشيخ التي كان قد وصلها قبل بضع ساعات.
إلى ذلك عقد رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي الذي يزور مصر حاليا جلسة محادثات موسعة في وقت سابق من امس مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك تم خلالها استعراض القضايا الاقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وفي مقدمتها سبل دفع عملية الســلام في الشـــرق الاوسط.
من جانبه وصف رئيس الوزراء الايطالي محادثاته مع الرئيس مبارك بأنها ايجابية للغاية وصريحة وودية وعميقة وغطت الجوانب السياسية والاقتصادية في العلاقات المصرية الايطالية الجيدة.
وأضاف برودي في تصريحات للصحافيين ان المحادثات عكست توافقا في الآراء حول قضية الشرق الاوسط والاوضاع في لبنان والعراق.
وأشار رئيس الوزراء الايطالي الى ان المحادثات تطرقت كذلك لقضايا ذات طابع عالمي مثل الطاقة وأسعار المواد الغذائية والتي شهدت ارتفاعات ملحوظة في الآونة الاخيرة ما يستوجب عملا جماعيا ودوليا لحل هذه المشاكل الكبيرة.
وحول المشكلة الفلسطينية - الاسرائيلية وقضية الشرق الاوسط بشكل عام، قال برودي ان الامور ليست سهلة على نحو يدعو للتفــــاؤل بقرب التوصل لحلول واختراقات سريعة، ولكن ذلك لا يجب أن يفقـــــدنا الامل وعلينا تكثيــــف جهودنــــا للوصول للحل المنشود.
وشدد رئيس الوزراء الايطالي على الدور المحوري الذي تضطلع به مصر في منطقتها ووصفها بأنها بمنزلة «المفتاح» لتحقيق التقدم المنشود في العملية السياسية وعملية الســــلام في الشـرق الاوسط.
وأكد برودي الاهمية الكبيرة التي توليها بلاده لعلاقاتها مع مصر في المجالات السياسية والاقتصادية، وهو ما يتجسد من خلال هذه الزيارة التي تأتي في وقت تمر فيه العلاقات بين البلدين بأفضل حالاتها على الاطلاق، وهو ما تعكسه ضخامة الوفد الاقتصادي المرافق له خلال زيارته الحالية لمصر من حرص على توسيع نطاق العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، مشيرا الى ان الوفد يضم رؤساء مجالس ادارات العديد من البنوك والشركات الايطالية الكبيرة.
في الوقت نفسه أعرب رئيس الوزراء الايطالي عن تقدير بلاده البالغ لموافــقة الرئيس مبارك على حل المشكلة المتعلقة بأرض مقابر الايطاليين من ضحايا الحرب العالمية في العلمين، معتبرا ذلك بمنزلة مبادرة طيبة على عمق العلاقات المصرية - الايطالية.
الصفحة في ملف ( pdf )