عواصم - عمر حبنجر
رئيس مجلس النواب نبيه بري في القاهرة، ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة في عمان، وكل يجول بعكس اتجاه الآخر، ولو ان ثمة من يعتقد بامكانية التوصل الى تفاهم ما حول انتخاب رئيس الجمهورية يوم 22 ابريل، بعد تراجع المعارضة عن اولوية «تركيب الحكومة»، وقبول الاكثرية بوضع قانون انتخابات 1960 تحت الدرس والنقاش، بل وتعهد احد اطرافها، والمقصود «القوات اللبنانية» بلسان نائب رئيسها جورج عدوان بان يكون قانون الاولوية القصوى في اليوم الثاني لانتخاب الرئيس.
وقال عدوان بعد لقائه البطريرك صفير هذه الرئاسة معرضة في المستقبل لاضعاف موقع رئيس الجمهورية الذي هو وحده المخول بالاشراف على الحوار في بعبدا.
ودعا الى انتخاب رئيس للجمهورية في 22 الجاري، رافضا ربط الانتخاب بقانون الانتخابات، علما بأن القانون مطلب ملح، و«نحن نقول للمعارضة فلننتخب رئيسا للجمهورية ونحن نتعهد بانه في اول يوم بعد انتخاب الرئيس نضع الاولوية القصوى لاقرار قانون عادل للانتخابات».
عدوان ثمن الزيارات العربية لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي يعي خطورة المشكلة ويتصرف كرئيس لحكومة لبنان، بينما كان حريا برئيس مجلس النواب نبيه بري ان يفتح ابواب المجلس بدل القيام بزيارات الى العواصم العربية، لطرح وجهات نظر معينة.
كلام عدوان جاء تعليقا على زيارة بري الى مصر أمس ولقائه الرئيس حسني مبارك، حيث اكد ان مصر والسعودية وسورية تستطيع مساعدة لبنان على حل ازمته لكنها «ليست بدلا عن اللبنانيين»، مؤكدا ان «جولته الحالية للدول الفاعلة وعلى رأسها مصر تأتي نظرا لتأزم الوضع في لبنان الذي يعتبر استقراره ضرورة».
ونفى بري ردا على اسئلة الصحافيين انه يحمل رسالة من الرئيس السوري د. بشار الاسد الى الرئيس مبارك وقال انه وضعه في اجواء اللقاءات التي عقدها في دمشق.
واضاف انه وجد لدى الرئيس المصري «كل التشجيع لاستمرار العمل من اجل التوصل الى حل للوضع اللبناني»، مشيرا الى ان «هذا الحل لا يملكه هو وحده كرئيس لمجلس النواب ولكنه بيد اللبنانيين».
وحول المبادرة العربية لحل الازمة في لبنان، اعلن بري انه «يدعو الى حوار لبناني - لبناني حتى تخرج المبادرة العربية بشأن ازمة لبنان من النفق المسدود الذي وصلت إليه.
وا كد «ضرورة ان يكون هناك توافق لبناني داخلي يعتمد ويستند الى المبادرة العربية التي تحظى باجماع عربي».
وبشأن احتمال تأجيل الدعوة إلى الحوار بين اللبنانيين التي وجهها سابقا، قال بري «اذا تم التوصل إلى انتخاب رئيس الجمهورية فاننا قد لا نحتاج للحوار».
كما رأى ان الازمة اللبنانية لها اعتبارات كثيرة منها العلاقات السورية والسعودية واعتبار الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بالاضافة الى المعطيات الاقليمية مثل ما تفعله وتقوم به اسرائيل، على سبيل المثال مناوراتها الاخيرة التي تعتبر احد اهدافها الانتقام من الانتصار اللبناني الاخير عليها وكذلك الاعتبار الاميركي الذي يمهمه في المقام الاول «ميزان الحرارة في بغداد».
وفيما يتعلق بدعوة رئيس الوزراء اللبناني الى اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب لمناقشة الازمة اللبنانية اعتبر بري «انه لا مجال الآن لنجاح هذه الدعوة وهذا الاجتماع خاصة انه يأتي بعد قمة عربية لم يشارك فيها لبنان».
واضاف «وفي رأيي ان هذا الموضوع بحاجة الى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وليس اعادة النظر»، معتبرا «ان لبنان بعيد عن شبح الحرب الاهلية لانه يوجد اتفاق بين جميع القيادات المصرية برئاسة الرئيس مبارك تجاه حل الازمة في لبنان واصفا اللقاء بأنه كان «حميميا وصريحا وطويلا» لمس خلاله كل التشجيع لاستمرار العمل من اجل التوصل الى حل للوضع اللبناني.
من جانبه، النائب نبيل نقولا، عضو كتلة التغيير والاصلاح، حمل على جولات الرئيس السنيورة العربية، وخصوصا دعوته لاجتماع لمجلس وزراء الخارجية العرب من اجل بحث العلاقات اللبنانية السورية، وهو الذي قاطع القمة التي كان بوسعها معالجة المسألة.
دعوة الوزراء ليست للاتهام
وكان الرئيس السنيورة غادر امس الى عمان متابعا جولته العربية في حين اكد مستشاره السياسي السفير محمد شطح أنه ليس هدف جولة رئيس الحكومة عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ موقف وتوجيه اصابع الاتهام.
ورأى شطح ان المسألة تحتاج الى جدية وتركيز على وضع العلاقات اللبنانية السورية على المسار الصحيح.
وفي هذا الاطار، وضع الرئيس السنيورة العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في صورة نتائج جولته العربية وتقييم الحكومة اللبنانية للمرحلة المقبلة والخيارات المتاحة امامها لضمان وحدة لبنان وتحقيق الوفاق الوطني.
واعرب خلال زيارة له امس الى الاردن عن تقدير الحكومة والشعب اللبناني للأردن على الدعم الموصول الذي يساعد لبنان في تجاوزه لازمته الحالية.
وقال ان الشعب اللبناني يقدر للملك مواقفه التاريخية في مساندته للبنان للخروج من محنته التي يمر بها تأتي هذه المحادثات بعد اسبوع من زيارة قام بها السنيورة الى القاهرة التقى خلالها مع الرئيس حسني مبارك وأمين عام جامعة الدول العربية.
بدوره أكد الملك عبدالله الثاني اهمية مواصلة الجهود الهادفة الى معالجة الازمة السياسية الراهنة التي يمر بها لبنان بما يحفظ أمنه واستقراره ويقوي وحدة وتماسك الشعب اللبناني بجميع فئاته، مؤكدا دعم الاردن للجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية لايجاد مخرج مقبول ينهي أزمته السياسية ويعيد للبنان عافيته ليتابع مسيرة البناء والتقدم.
وبحسب بيان للديوان الملكي فقد بحث الملك عبدالله الثاني مع السنيورة الآليات التي يمكن للاردن من خلالها تقديم المزيد من الدعم للبنان وللحكومة اللبنانية لتحقيق التوافق على رئيس جديد للجمهورية.
وحذر الملك عبدالله الثاني من تداعيات استمرار الوضع الحالي في لبنان على ما هو عليه ليس على لبنان وحده وانما على أمن واستقرار المنطقة بشكل عام.
الصفحة في ملف ( pdf )