كرر اللواء أشرف ريفي المدير العام لقوى الأمن الداخلي التأكيد بعدم وجود تنظيم لـ «القاعدة» في لبنان، مؤيدا ما ذهب اليه وزير الداخلية حسن السبع، من انه قد يكون هناك افراد يؤيدون «القاعدة» وهؤلاء يلاحقون كأشخاص.
وردا على سؤال لـ «الأنباء» حول الانتماء السياسي لمنظمة «فتح الاسلام» التي فجرت حرب مخيم النهر البارد في الشمال، ولتنظيم «عصبة الأنصار» في مخيم عين الحلوة، في الجنوب أشار الى وجود بعض المنتمين للفكر المتطرف، اما القاعدة المزعوم وجودها في لبنان، فهي «قاعدة» مزيفة أو مستنسخة.
وعن الوضع في مخيم النهر البارد قال اللواء ريفي انه تم ترميم المخيم الجديد، وقد عاد اليه معظم نازحيه بعد تزويده بالمساكن الجاهزة، اما المخيم القديم الذي تسببت جماعة «فتح الاسلام»، في تدميره فسيجري جرفه تمهيدا لإعادة بنائه من جديد، حيث سيكون تحت المسؤولية المباشرة للأمن اللبناني.
اللواء ريفي الذي طمأن البطريرك صفير الى الوضع الأمني «المريح» الى حد ما، نوه بالتزام جميع الفرقاء المحليين بتعهداتهم خلال الاجتماع الشهير في مقر مخابرات الجيش، لكنه بقدر ارتياحه للوضع الأمني الميداني، بقدر ما أسف للوضع السياسي الذي يجعل أمر الاغتيال واردا، لكنه لا يرى اشارات أو ضغوطا باتجاه حرب أهلية أو أحداث عامة تستدعي القلق.
وفي هذا السياق، كشف المدير العام للأمن الداخلي في لبنان، عن خطوات تدريبية وتجهيزية متطورة للقوى التي قارب عديدها الأربعة وعشرين ألفا في غضون السنتين الماضيتين، ستسهم دون شك في زيادة فعاليتها على مختلف المستويات الأمنية، وأولى هذه الخطوات نشر ثلاثمائة سيارة دورية، وصلت الدفعة الأولى منها 15 سيارة، والباقي في خلال شهرين، وهي جزء من هبة أميركية، سيجري توزيعها، بعد توحيد نموذجها على نحو يغطي جميع المراكز الأمنية والمخافر في كل لبنان، وستقام غرف عمليات برقم هاتف موحد من ثلاث تسعات (999) بدلا من رقم الطوارئ الحالي (112).
لماذا 999 بدلاً من 112؟
عن مغزى استبدال رقم الاتصال بالطوارئ، من 112 إلى 999 أوضح اللواء ريفي ان الرقم الجديد أوصت به الجامعة العربية في اطار توحيد المصطلحات وبعض الرموز بين اجهزة الأمن العربية، خصوصا ان هذا الرقم معتمد لدى معظم الدول العربية، علما بأن الرقم الجديد سيحل محل القديم تدريجيا، انما سيظهر على السيارات الأمنية في لبنان توا.
ويدخل هذا التعديل في سياق تسهيل أمور السياح والوافدين العرب.
الشرطة الأمنية
الى ذلك، كانت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اطلقت «مجموعة الانضباط» التابعة لشعبة المعلومات، التي لها مهمات «الشرطة العسكرية» في الجيش، فبعد اليوم، يؤكد اللواء ريفي بأنه لن يكون مسموحا لعنصر الأمن الداخلي ان يدخن سيجارة أثناء خدمته في الشارع أو ان يتناول «الساندويتش» وهو واقف على اشارة المرور، أو ان يستقل دراجته النارية دون اعتمار قبعة، الى كل ما له علاقة بالهندام والانضباط، من اجل تعزيز الثقة بين المواطن ورجل الأمن، ولتقديم رجل الأمن اللبناني كنموذج حضاري للبنان.
رادارات حديثة لضبط السرعة
مفاجأة قوى الأمن الداخلي للسائقين، لن تكون سارة لهواة السرعة والتشفيط منهم.
فاعتبارا من أول مايو المقبل، ستكون هناك عودة الى رقابة رادارات السرعة على الرعناء من السائقين.
ويؤكد اللواء ريفي ان الرادارات الجديدة حديثة ودقيقة، ولن يكون من السهل على السائق المتجاوز لحدود السرعة المقررة ان يتخطاها.
وقال اللواء ريفي ان أرقام ضحايا حوادث السير، الناجمة غالبا عن السرعة بتزايد ملحوظ، وقد بلغت في لبنان خلال السنوات القليلة الفائتة ثلاثة اضعاف جرائم القتل.
وبحسب الجدول الشهري للحوادث المسجلة عن العام 2004 حتى شهري يناير وفبراير من العام، تبين ان المعدل الشهري لقتلى حوادث السير بلغ 34 قتيلا في الشهر من عام 2007، (408 في السنة) مقابل 34 قتيلا كمعدل لضحايا شهري يناير وفبراير من العام 2008، وهذا المعدل لا يعتبر نهائيا الا بعد احتسابه على مقياس السنة كاملة.
اما ضحايا حوادث القتل، فلم يتجاوز معدلهم الشهري الأحد عشر قتيلا في السنوات الماضية، بينما ارتفع الى 13 عام 2007، والى 15 خلال الشهرين الفائتين من العام الجاري، بينهم 25 قتيلا سقطوا في يناير وحده، نتيجة حوادث تفجير واشتباك مع متظاهرين في الشياح.
وثمة ما يلفت في خانة سرقة السيارات فقد بلغ المعدل الشهري ذروته سنة 2005 حينما سجل سرقة 152 سيارة، وتراجع هذا الرقم في السنوات التالية ليبلغ 150 سيارة كمعدل شهري خلال الشهرين الأولين من السنة، ثم كان اللافت ايضا استعادة نصف عدد السيارات المسروقة، والباقي تبخر أو غادر.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )