فتحت لجان الانتخاب الايطالية أبوابها امس أمام أكثر من 47 مليون ناخب وناخبة للتصويت لمرشحيهم في البرلمان بمجلسيه في دورته الـ «16».
وينتهي ادلاء الناخبين الايطاليين بأصواتهم الثالثة من عصر اليوم في أكثر من «61» ألف لجنة انتخابية موزعة على 27 دائرة انتخابية لمجلس النواب و20 دائرة لمجلس الشيوخ في مختلف أقاليم ايطاليا بالاضافة الى 1200 لجنة موزعة على أربع دوائر في أنحاء العالم.
وسيتم في هذه الانتخابات اختيار 618 مرشحا لشغل مقاعد في مجلس النواب الذي يضم 630 مقعدا بينما سينتخب 309 مرشحين لشغل مقاعد مجلس الشيوخ الذي يضم 315 مقعدا في هذه الانتخابات التجديدية.
وتكتسب الانتخابات التي تنعقد مبكرة بعد عامين من الانتخابات التشريعية الأخيرة على اثر استقالة حكومة يسار الوسط بقيادة رومانو برودي في يناير الماضي أهمية خاصة بسبب حالة التململ والاستياء التي تخيّم على المواطن الايطالي الذي فقد الثقة في قدرة الأوساط السياسية على مواجهة المشكلات والتحديات الكبيرة التي تواجهها ايطاليا.
ويسعى رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو بيرلسكوني الذي يبلغ من العمر 72 عاما الى العودة للمرة الثالثة الى قصر كيجي رئيسا للحكومة ال60 منذ قيام الجمهورية على رأس تكتل (شعب الحرية) اليميني الذي يضم حزبه (هيا ايطاليا) وحزب التحالف الوطني وتسعة من الأحزاب الصغيرة الأخرى متحالفا مع حزبي رابطة الشمال في الأقاليم الشمالية والحركة من أجل الاستقلالية في اقليم صقلية.
وفي المقابل يخوض زعيم الحزب الديموقراطي وعمدة روما السابق فالتير ڤيلتروني الذي يبلغ من العمر 52 عاما غمارالمعركة الانتخابية للمرة الأولى بعد أن شارك في أول حكومة لبرودي عام 2006 وزيرا للثقافة منفردا بالتنسيق مع حزب (ايطاليا ذات القيم) الذي يستعد للاندماج في مجموعته البرلمانية بعد أن فض تحالف مع قوى اليسار الأخرى التي حملها مسؤولية سقوط حكومة برودي.
وبجانب تكتل شعب الحرية والحزب الديموقراطي المتنافسين الرئيسيين في هذه الانتخابات تشارك 10 قوائم أخرى أهمها تكتل (يسار قوس قزح) الذي يضم قوى اليسار التقليدية والحركة البيئية من ناحية وتكتل حزب اتحاد الوسط المسيحي المعدل بقيادة رئيس مجلس النواب السابق بيير فيرديناندو كازيني الذي ترك التحالف مع بيرلسكوني بالاضافة الى حزب اليمين الفاشي وقوائم صغيرة أخرى.
ووفق قانون الانتخاب الساري يحصل الحزب أو التكتل الفائز بالعدد الأكبر من الأصوات في مجلس النواب على المستوى القومي على 55 % من المقاعد على الأقل ويضع حاجزا أدنى للحصول على مقاعد في المجلس بنسبة 10 % للتحالفات الكبرى و2% للحزب المتحالف و4 % للحزب غير المتحالف.
وفي ظل هذا النظام الانتخابي المعقد يتخوف المراقبون من أن يسفر عن شلل برلماني في مجلس الشيوخ الذي قد يفرز تعادلا بين المتنافسين الرئيسيين ما لم يحقق أحدهما فوزا حاسما.
ورغم أن اخر استطلاعات الرأي قبل حجبها منذ أسبوعين كانت ترجح كفة بيرلسكوني بفارق تقلص في الأشهر الثلاثة الماضية من نحو 20 الى 4 % على ڤيلتروني الذي خاض حملة انتخابية ناجحة فان جميع مراكز استقصاء الرأي وخبرائها لا يستبعدون أي مفاجآت على ضوء أن نحو 30 % من الناخبين لم يحسم أمره بعد لتبقى نتيجة الانتخابات ومصير بيرلسكوني رهنا بما يقرره الناخبون المترددون.
الصفحة في ملف ( pdf )