دمشق - هدى العبود
اختتمت لجنة التعاون والتنسيق الامني لدول جوار العراق أعمالها في دمشق أمس بإعلان دعمها لجهود الحكومة العراقية لانهاء المظاهر المسلحة مثل سحب السلاح غير الشرعي وحل الميليشيات ودعوة جميع الدول الى الالتزام بمنع دخول السلاح من والى العراق.
ورفعت اللجنة التوصيات التي أقرتها أمس مؤتمر وزراء خارجية دول جوار العراق في اجتماعهم الذي سيعقد في الكويت في الـ22 من الشهر الجاري.
وأشادت بالتعاون الايجابي بين العراق ودول الجوار في مجال مكافحة الارهاب وضبط الحدود.
كما اشادت اللجنة بالجهود المبذولة من قبل الحكومة العراقية والتي ادت الى تحسن الوضع الامني.
واكدت التوصيات اهمية تنسيق الجهود واتخاذ خطوات عملية لمكافحة الارهاب بجميع اشكاله وتجفيف مصادر تمويله المختلفة.
وشددت على ان ضبط الحدود مسؤولية مشتركة داعية الى زيادة التعاون على المستوى الثنائي والاقليمي من اجل مكافحة انشطة الجريمة المنظمة والمخدرات.
ودعت كذلك الدول التي لم تصادق على بروتوكول التعاون الامني الموقع عليه في سبتمبر عام 2006 في جدة الى الاسراع في القيام بذلك والتأكيد على اهمية اللجان الامنية الثنائية المشكلة بين العراق ودول جواره.
التزام كويتي
من جانبه، اشاد مدير دائرة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية الكويتية المستشار منصور العتيبي أمس بنتائج اجتماعات اللجنة معربا عن الامل في ان تفعل توصياتها على ارض الواقع بما يصب في صالح العراق ودول الجوار.
وحث العتيبي العراق ودول الجوار كافة على زيادة فاعلية مراقبة الحدود ومنع التسلل باعتبار ذلك مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع مستنكرا اعمال العنف والارهاب التي تستهدف المدنيين الابرياء والبنى التحتية.
وقال العتيبي «ان الكويت اتخذت العديد من الخطوات والاجراءات الرامية الى تعزيز تعاونها مع الحكومة العراقية ودعم جهودها لتحقيق الامن والاستقرار في العراق منها المصادقة على بروتوكول امني يتعلق بمسألة ضبط الحدود اضافة الى تشديد الرقابة الحدودية النهارية والليلية على حدودها مع العراق وتكثيف الدوريات البحرية وتعيين ضابط ارتباط من قبل خفر السواحل مع الجانب العراقي لتبادل المعلومات الامنية للحد من العمليات الارهابية».
دعم أميركي
واشنطن التي كانت ممثلة في القائم بأعمالها في دمشق مايكل كوربن أكدت انها تدعم بقوة جهود مجموعة التنسيق الأمني من أجل ضمان أمن الحدود في المنطقة، مع التأكيد بشكل خاص على مساعدة الحكومة العراقية من أجل تجاوز التهديدات التي يسببها «إرهابيون» من خارج العراق ومجموعات مسلحة غير مشروعة.
وقال كوربن في حديث مع الصحافيين في أعقاب الجلسة الختامية لاجتماع مجموعة التنسيق الأمني لدول جوار العراق إن «الشبكات الإرهابية العاملة على امتداد المنطقة لاتزال تشكل تهديدا رئيسا لاستقرار العراق، ومن ثم لاستقرار المنطقة ككل.
وأضاف كوربن، الذي كان يقرأ من ورقة مكتوبة إن تدفق الأسلحة المصنعة في الخارج والتي تستخدم من قبل عناصر الميليشيا الإجرامية، المتورطة في القتال ضد قوات الأمن العراقية، والتي استخدمت بشكل صارخ في أثناء التهاب أعمال العنف الأخيرة التي دارت في البصرة وفي المنطقة الجنوبية من العراق إضافة إلى بغداد (وتم مصادرة هذه الأسلحة من هذه المجموعات)، هذا التدفق لهو خطر آخر داهم ينبغي على هذه المجموعة ان تعالجه.
من جانبه، جدد رئيس الوفد الإيراني جلال فيروزنيا على هامش الاجتماع مطالبته «الولايات المتحدة عدم التدخل بين العراق وإيران اللذين تجمعها علاقات طيبة».
وأكد ان إيران حريصة على وحدة وأمن العراق وهناك مذكرة تفاهم تجمعها مع طهران لهذه الغاية، رافضا اعتبار بلاده بأنها هي المعنية بحديث رئيس الوفد العراقي لبيد العباوي عندما قال إن هناك دول لم تتعاون كما يجب.
ودعا فيرزنيا الولايات المتحدة مرة أخرى «للخروج من العراق لأنها سبب كل ما يحدث فيه من أعمال إرهابية.
وذكرت مصادر مطلعة ان الوفد السوري رد على ما قاله الجانب العراقي في الاجتماع، والذي طالب سورية بـ «فعل المزيد» في إشارة إلى ان ما قامت به لمراقبة حدودها مع العراق غير كاف.
وقالت إن الجانب السوري قدم بالأرقام والوقائع ما قام به لمراقبة الحدود عبر رفع السواتر الترابية إلى ارتفاع ثلاثة أمتار على طول الحدود البالغة 595 كيلومترا وإقامة إنشاءات هندسية لمنع التسلل حتى في أماكن وعرة إلى جانب إقامة 559 مخفر شرطة على الحدود إضافة إلى تسيير دوريات لضبط أي حالة تسلل.
وطالبت سورية الجانب العراقي التحدث عما فعله الجانب العراقي فكان رد وفد العراق بأن سلطاته سيرت سبع أفواج من حرس الحدود لهذه الغاية.
الصفحة في ملف ( pdf )