بيروت - عمر حبنجر
تصدى رئيس مجلس النواب نبيه بري من القاهرة لاخبار نشرت في بيروت عن حل وسط يعمل عليه ويتمثل في تأليف حكومة مصغرة برئاسة العماد ميشال سليمان قائد الجيش لتتولى ادارة البلاد خلال مرحلة انتقالية حتى اجراء انتخابات مبكرة.
وقال بري، عبر مصادره من القاهرة، ان ما يقوم به يصب في تعزيز المبادرة العربية ولانتخاب قائد الجيش رئيسا للتوافق وليس للترويج لحكومة انتقالية.
وكانت صحيفة «الاخبار» نشرت هذه الأخبار، واضافت ان الحكومة الانتقالية المقترحة تتألف من ستة وزراء فقط، اي بعدد الطوائف الرئيسية في لبنان «على غرار الحكومة العسكرية التي شكلها العماد ميشال عون عام 1988»، شرط الا يكون بين اعضائها مرشحون للنيابة كما كان الحال مع الحكومة الانتخابية التي شكلها سابقا الرئيس نجيب ميقاتي.
بدوره، تطرق المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل الى هذه الاخبار، متهما بعض وسائل الاعلام التي لم يسمها بمحاولة الربط بين زيارة الرئيس بري الى مصر وما تردد عن طرح لتشكيل حكومة انتقالية برئاسة العماد ميشال سليمان.
تشويش على زيارة بري
واضاف خليل: الحقيقة ان مثل هذه الاخبار ملفقة، وهي محاولة للتشويش على الزيارة الناجحة للرئيس نبيه بري الى القاهرة، ولخلق اجواء من الشحن الطائفي وتصوير ان هناك تجاهلا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وفي محاولة لاجهاض مبادرته، اننا اذ نؤكد مجددا على الموقف الثابت للرئيس بري في تأييده المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية والعمل الجدي لانتخابه وفي اطار المبادرة العربية ومن خلال الحوار الذي دعا اليه.
في هذا السياق، وصف الرئيس بري في تصريح صحافي قبيل مغادرته مصر متوجها الى قطر امس نتائج الزيارة بـ «الاكثر من ناجحة» علي كل المستويات، مؤكدا سعي الجانب المصري الى التوافق بين اللبنانيين عبر دعم الحوار فيما بينهم، موضحا ان مصر تسعى الى توافق لبناني وصولا لانتخاب رئيس للجمهورية والتوصل الى توافق حول موضوع الحكومة وقانون الانتخابات «اي تنفيذ المبادرة العربية».
وحول زيارته الــى قطر، قال بري انه سيعـقد عدة لقاءات خلالها تبدأ بلقاء امير قطر وذلك في اطار عرض تطورات الاوضاع في لبنان على القادة العرب، لافتا الى انه سيقصد السعودية بعد قطر.
الرئيس المصري حسني مبارك كان حث بري على مواصلة جهوده، والا ينتظر اللبنانيون تسوية العلاقات العربية - العربية التي قد تتأخر.
السنيورة يستطلع
بدوره، عرض رئيس الحكومة فؤاد السنيورة العائد من الاردن المستجدات المرتبطة بمساعي الحلول اللبنانية مع سفير مصر احمد البيدوي الذي اطلعه على اجواء المباحثات الجارية او التي جرت في القاهرة.
التحريض الأميركي
حزب الله تحدث امس عبر الوسائل الاعلامية عن المزيد من التحريض الاميركي على عرقلة الحلول في لبنان تمثل، كما تقول اذاعة «النور» الناطقة بلسان الحزب، في رسالة دعم جديدة وجهتها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس وفيها تحدد بوصلة عمل فريقها للمرحلة المقبلة بشكل يعرقل المبادرة العربية ويحاصر في الوقت عينه اي نتائج ملموسة على صعيد هذه المبادرة بما يمنع تحقيق اي اختراق على خط الازمة اللبنانية بقرار من ادارة الرئيس بوش، في ظل الاتصالات واللقاءات العربية التي يجريها الرئيس نبيه بري ودعوته الى الحوار في 18 و19 و20 و21 الجاري.
التمديد لمجلس النواب
ثمة كلام اميركي في اكثر من دائرة في البيت الابيض والپنتاغون والخارجية يفيد بأن الوضع القائم في لبنان مرشح لأن يدوم الى ما بعد الانتخابات الاميركية.
ونقلت اذاعة «النور» عن مصادرها قول رايس لبعض نظرائها وزراء خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن حرفيا: ماذا يغير بقاء الوضع في لبنان والفراغ على ما هو عليه؟ مشيرة الى ان الاولوية بالنسبة للادارة الاميركية هو بقاء فؤاد السنيورة على رأس الحكومة، وان يتصرف وفق الصلاحيات الممنوحة له ولرئيس الجمهورية، واضافت رايس، حسب الشخصية عينها، «اذا امكن التوصل الى صيغة تضمن التمديد للمجلس النيابي فإن ذلك سيكون موضع ترحيب من جانبنا».
وتعليقا على هذا الكلام، قال نائب رئيس التيار الوطني الحر اللواء عصام ابوجمرة ان كلام رايس ليس غريبا، واصفا تصرفات الادارة الاميركية - في حديث لاذاعة «النور» - بالديكتاتورية المبطنة بديموقراطية صورية، مؤكدا ان ارادة الشعب اللبناني ستنتصر.
الصفحة في ملف ( pdf )