الدوحة
موفدة «الأنباء»
بشرى الزين
كانت الكويت حاضرة دائما في مناقشات الجلسات المتتالية لمنتدى الدوحة الثامن للديموقراطية والتنمية والتجارة الحرة ولم تغب عن أذهان المشاركين الغربيين الذين نوهوا بالتطور الديموقراطي فيها رغم ما تشهده من تأزيم بين السلطتين التشريعية والتنفيذية من حين إلى آخر، وفي اليوم الختامي لمؤتمر الدوحة للديموقراطية والتنمية والتجارة الحرة الثامن امس لفت البروفيسور في صندوق كارنيجي للسلام الدولي ناثان براون الى ان «التغيرات السياسية في العالم العربي اختلفت عما كانت عليه قبل 20 عاما وأخذت فكرة الديموقراطية تتطور وتأخذ مكانا أكبر وهذا ما تم تحقيقه منذ الثمانينيات رغم ان هذه الافكار لم يتم توجيهها على ارض الواقع.
مؤسسات حزبية
واوضح براون في جلسة «الديموقراطية ومستقبل التحولات» ان الكويت لديها برلمان يسير في طريق قوي في مواجهة الحكومة رغم انه لم يستطع ان يقوم بدور بناء الا ان النتيجة تبرز نمو التجربة الديموقراطية في المنطقة، وبالتالي فهي بحاجة إلى مؤسسات حزبية اقوى يمكن ان تمارس الديموقراطية وهذا ما تساهم به القوى الديموقراطية الخارجية، مشيرا الى ان اللاعبين الخارجيين يمكن ان يساهموا بنقاشات اكثر من ان يكون ذلك تدخلا خارجيا. وذكر براون ان بلاده (الولايات المتحدة) تعلمت درسا مرا في العراق خلال الصعوبات التي تواجهها للسير بالتحول الديموقراطي في المنطقة بالاضافة الى تركيزها على الامن ثم السياسة، لافتا الى ان الاشراك الحقيقي هو من داخل المجتمع، وتشجيع ظهور اجماع داخلي للديموقراطية يمكن ان يجلب معارضة بشكل ديموقراطي داخل البلد.
واضاف ان المجتمع السياسي الضعيف هو الذي قد تكون فيه انتخابات لكن الاحزاب السياسية لم تقدم لاعبين سياسيين للعب ادوار ايجابية، مبينا ان المعارضة السياسية تشكل تحديا امنيا اكثر منه سياسيا في الانظمة السلطوية خاصة فترة الخمسينيات التي ولدت انظمة سلطوية لم يتم حلها حتى الآن.
ديموقراطية الكويت
وبدوره قال وزير الخارجية السابق وعضو مجلس العموم في البرلمان البريطاني مالكوم ريفكند ان ديموقراطية الكويت وقطر اكثر انفتاحا وتطورا مما هو موجود في انظمة «جمهورية» في العالم العربي بالنظر إلى نظاميهما اللذين يعتمدان على شكل «الإمارة».
ديموقراطيات إسلامية
ونفى ريفكند ان تكون الديموقراطية مفهوما غربيا، مشيرا الى ان العراق بعد الحرب خطا خطوة ديموقراطية عرقلتها الفوضى التي لم تعط الفرصة للاصلاح ودلل على كلامه بأمثلة اسلامية ديموقراطية تمثلت في تركيا واندونيسيا وغيرهما، موضحا انه لا يمكن القول ان الدول الاسلامية يصعب عليها النهج الديموقراطي، لافتا الى ان الفوضى في العراق تحتاج الى أجيال للقضاء على مظاهر التراجع فيها، مضيفا انه في سورية ومصر لا يوجد تغيير حقيقي نحو الديموقراطية مؤكدا على ان الديموقراطية ليست مرتبطة فقط بالاحزاب بل بميلاد المؤسسات المدنية والقضاء المستقل.
وانتقد ريفكند تأسيس الديموقراطية في العراق على اساس طائفي عندما تولت الاغلبية الشعبية مقاليد الحكم في العراق، وقال ان ذلك لا يصب في اطار فهم الديموقراطية الحقيقية.
الإرهاب ليس عربياً
ومن جانبه، ربط البروفيسور في المعهد الديموقراطي الوطني بواشنطن د.عبدالرحيم اسليمي نظرة الغرب الى العالم العربي الذي وضعه في موقع اتهام يستعصي على مسلسل الديموقراطية ولا ينتج الا التطرف بالنظام الدولي وافرازاته التي فشلت في صناعة الدولة في العراق وتطبيق الاصلاح في افغانستان ما افرز ظاهرة «الانتحاريين العابرين للاوطان» واعطت بداية لانزلاق سياسي اصبح يسمى المنبر التكفيري العالمي المتمثل في اسامة بن لادن وايمن الظواهري احتكرت الخطاب غير المحكوم بالجغرافيا وولدت ارهابا عالميا اججته قضايا قابلة للتأجيج اضافة الى الاوضاع في العراق وفلسطين وارتفاع الاسعار.
وذكر اسليمي ان ظاهرة الارهاب ليست لصيقة بالعالم العربي وان الديموقراطية لم تولد بيضاء بعينين زرقاوين وشعر اشقر بل يمكن انزالها إلى مادة قابلة للتوازن النفسي وملء بطون الجوعى.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )