«ثلاثاء» دام مر على العراق امس. فبعد هدوء نسبي دام اسابيع باستثناء الاشباكات شبه اليومية في حي مدينة الصدر ببغداد، شهدت بعقوبة شمالي العاصمة محرقة بشرية والرمادي لم تنج من اعمال العنف ايضا وكذلك مدينة الصدر المحاصرة منذ اسابيع.
ففي بعقوبة عاصمة محافظة ديالى، امام مقر الادارة المحلية المكتظ بالناس، انفجرت سيارة ملغومة اسفرت عن مقتل 40 شخصا واصابة 80 آخرين بحسب حصيلة اولية توقعت الشرطة ارتفاعها نظرا نظرا لوجود جثث متفحمة داخل السيارات في موقع الانفجار ولخطورة الاصابات.
واوضحت المصادر الامنية عن وجود نساء واطفال بين القتلى والجرحى وان الانفجار وقع قرب مطعم شعبي يقع قبالة مبنى محكمة بعقوبة في وسط المدينة.
واوضح مصدر طبي في مستشفى بعقوبة العام ان «معظم القتلى قضوا حرقا»، مشيرا الى «صعوبة التعرف على الضحايا بسبب احتراقهم بشكل تام».
وتجمع عدد كبير من السكان امام المستشفى بحثا عن ابنائهم.
وتناثرت في موقع الانفجار عشرات السيارات والحافلات المتفحمة وافاد شهود عيان بأن اضرارا مادية جسيمة وقعت في السوق التجاري وتضررت نحو عشرة محلات تجارية.
وكان هذا الانفجار تذكرة باستمرار حالة عدم الاستقرار في شمال العراق في الوقت الذي تركز فيه الانتباه على القتال في جنوب العراق وفي العاصمة بغداد بين قوات الامن وميليشيا جيش المهدي.
وفيما رجحت وكالة رويترز ان تلقى مسؤولية انفجار بعقوبة على تنظيم القاعدة لتاريخها في استخدام السيارات الملغومة ذكرت وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ» نقلا عن شهود عيان ان «انتحاريا يقود سيارة مفخخة فجر السيارة في نقطة تفتيش مشتركة للجيش والشرطة قبالة مبنى المحافظة في بعقوبة».
الرمادي
وفي وقت متزامن تقريبا مع انفجار بعقوبة، فجر انتحاري نفسه بسيارة ملغومة في الرمادي أسفر عن مقتل 13 شخصا واصابة 16 آخرين بحسب مصدرين امني وطبي.
ووقع الانفجار أمام مطعم في الرمادي عاصمة محافظة الأنبار غرب العراق.
الصدر
الى ذلك، لقي 6 مسلحين مصرعهم في هجمات شنتها طائرات أميركية على مواقع في مدينة الصدر ليل امس الاول، بحسب مصادر وزارة الداخلية العراقية.
وفي بغداد قالت الشرطة ان 6 قتلوا وجرح 26 في معارك تجددت خلال الليل في حي مدينة الصدر.
وقضى ما لا يقل عن 10 مقاتلين من جيش المهدي بحسب ما افاد الجيش الاميركي في بيان.
وقال الجيش ان 3 مقاتلين قتلوا في معركة واحدة في الحي قبل ان تطلب القوات الاميركية دعما جويا قتل فيه 3 آخرون. وقال اللفتنانت كولونيل ستيڤن ستوفر المتحدث باسم الجيش ان قوات اميركية في دبابة قتلت 4 مسلحين آخرين في اشتباك منفصل.
واوضح البيان ان «القوات الاميركية تعرضت الى اطلاق نار من اسلحة خفيفة خلال عملية فجر الثلاثاء (امس) في مدينة الصدر».
واضاف ان «القوة ردت على مصادر اطلاق النيران» نافيا وقوع اصابات في صفوف المدنيين.
الموصل
وفي الموصل اعلن الجيش الاميركي عن مقتل شخصين واصابة 20 آخرين بجروح في انفجار سيارتين مفخختين بشكل متزامن استهدفتا دوريتين للشرطة والجيش الاميركي.
الى ذلك ذكر مصدر أمني عراقي أن 6 أشخاص، من بينهم 4 من عائلة واحدة، قتلوا امس في هجومين منفصلين.
وقال المصدر ان مجموعة من الارهابيين اقتحمت امس أحد المنازل في حي الخضراء وسط الموصل وقتلوا عائلة تتكون من رجل وثلاث نساء قبل أن يلوذوا بالفرار.
في غضون ذلك، قال رئيس مجلس محافظة نينوى، أن الموصل مركز المحافظة لا تزال خاضعة لسيطرة الارهابيين في الليل، فيما يسيطر عليها أفراد القوات الأمنية في النهار. واعرب عن استيائه لعدم تحقيق أي تقدم أمني في المحافظة حتى الان رغم التعزيزات العسكرية التي أرسلت اليها مؤخرا.
وأشار هشام الحمداني في تصريح له امس الى أن «الموصل لم تشهد أي تحسن أمني، وان الوضع فيها يسوء يوما بعد يوم».
وعلى الصعيد نفسه، ذكر المصدر أن «ارهابيين يستقلون سيارة فتحوا نيران أسلحتهم أيضا على محامية وشقيقتها أمام منزلهما في منطقة حي التأميم في الموصل وأردوهما قتيلتين».
وفي شمال العراق ايضا قتل أمس الاول 18 شخصا في هجوم انتحاري وانفجار سيارتين ملغومتين. وقالت الشرطة ان من بين القتلى 12 عنصرا من قوة البشمركة الكردية كانوا يستقلون شاحنة بالقرب من الحدود السورية عندما انفجرت سيارة ملغومة لدى مرورهم.
الصفحة في ملف ( pdf )