بعد يوم دام في غزة أوقع ما يزيد على 18 فلسطينيا في الغارات الاسرائيلية، وكذلك مقتل 3 جنود اسرائيليين في الاشتباكات مع المسلحين الفلسطينيين أمس الاول، هدد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بـ«جعل حماس تدفع ثمن ما يجري في غزة» كونها المسؤول المباشر الوحيد عما يجري في قطاع غزة، بحسب أولمرت.
ووصف رئيس الوزراء الاسرائيلي في مقابلة مع صحف اسرائيلية ما يجري «حرب جارية في غزة.
واننا نتحرك وسنظل نتحرك ضد الارهاب.
العام الماضي قتلنا اكثر من مائتي ارهابي».
ورغم تخوفات اولمرت السابقة من النووي الايراني وحشد تل ابيب الدعم الدولي للوقوف بوجهها، طمأن مواطنيه قائلا «اريد ان ابلغ مواطني اسرائيل بأن ايران لن تمتلك قدرات نووية».
مشيرا الى ان المجتمع الدولي يبذل جهودا ضخمة لمنع ايران من حيازة قدرات غير تقليدية وان اسرائيل تشارك في هذه الجهود.
وقال «واعتقد ان الحد الادنى من وراء هذه الجهود هو ان ايران لن تصبح دولة نووية».
وحول الملف السوري قال رئيس الوزراء «اعرف تماما ما يرغب فيه السوريون واعتقد ان السوريين يعرفون ايضا ما ترغب فيه اسرائيل وما اتوقعه من عملية السلام».
وكشف أن اسرائيل وسورية تتبادلان رسائل سرية بينهما غايتها توضيح توقعات الجانبين من اتفاق سلام بينهما.
ورفض الرد على أسئلة حول قصف الطيران الحربي الاسرائيلي للمنشأة السورية في منطقة دير الزور في السادس من شهر سبتمبر الماضي، وقال ان «ثمة أمورا لست مستعدا للحديث عنها».
رغم ذلك، أضاف «سأقول ما يلي فقط: وفقا لما أعرفه جيدا فان سكان اسرائيل ليسوا مهددين نوويا من قبل سورية».
وأدلى أولمرت بتصريحه في هذه القضايا خلال مقابلات أجرتها معه الصحف الاسرائيلية الكبرى الثلاث، هآرتس ويديعوت أحرونوت ومعاريف، ونشرت مقاطع منها امس على أن تنشرها كاملة اليوم وذلك بمناسبة حلول عيد الفصح اليهودي.
من جهة أخرى، رأى أولمرت أنه تزايدت احتمالات التوصل الى تفاهمات بين اسرائيل والفلسطينيين خلال العام الحالي.
وقال انه «في الفترة التي مضت منذ مؤتمر أنابوليس (الذي عقد في الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي) تزايد الاحتمال بالتوصل لتفاهمات بين اسرائيل والفلسطينيين في العام الحالي».
وهاجم المسؤول الاسرائيلي رئيس المعارضة ورئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، الذي يردد أن الحكومة ستنسحب من القدس الشرقية.
وقال ان «نتنياهو ركب طيلة حياته على دعاية التخويف، هكذا انتخب رئيسا للحكومة في العام 1996، وهكذا سيحاول أن ينتخب في المستقبل فقد قال عندها ان (رئيس الحكومة في العام 1996) شمعون بيريس سيقسم القدس؛ وقال ان رئيس الحكومة الأسبق ايهود باراك سيقسم القدس والآن هو يقول ذلك عني».
وفي تصعيد آخر، لوحت اسرائيل بانها تتجه للقيام بعملية اجتياح عسكري واسعة النطاق لقطاع غزة بمجرد انتهاء الزيارة المقبلة للرئيس الاميركي جورج بوش.
ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية على موقعها الالكتروني عن مصادر رسمية اسرائيلية القول «ان هناك شعورا ملحا واحساسا متناميا داخل المؤسسة العسكرية - الامنية بضرورة القيام بعملية اجتياح بري لتتوغل القوات الاسرائيلية داخل قطاع غزة بحلول الصيف الوشيك لتوجيه ضربة قوية للبنية الاساسية لحركة حماس».
واضافت المصادر «ان هذه العملية لن تحدث الا بعد انتهاء الزيارة التي سيقوم بها بوش لاسرائيل.
حال التأهب
الى ذلك، وضعت قوات الشرطة الاسرائيلية في حال التأهب المتقدمة ابتداء من امس، وفرض اغلاق تام على الضفة الغربية خشية وقوع هجوم فلسطيني بمناسبة عيد الفصح اليهودي، حسب ما اعلن متحدث باسم الشرطة.
وقال ميكي روزنفلد «سيتم نشر الاف من عناصر الشرطة على مدى عشرة ايام في جميع انحاء البلاد، في كل الاماكن والشوارع والمراكز التجارية».
وذلك عشية عيد الفصح الذي يمتد اسبوعا واوضح مصدر عسكري ان الاجراءات الامنية ستستمر حتى 27 ابريل.
اغتيال ناشطين
في المقابل، دعت حركة حماس ذراعها المسلحة كتائب عز الدين القسام الى ضرب اسرائيل «في كل مكان وبكل الوسائل الممكنة» ردا على اغتيال الفلسطينيين الـ 18 في اسوأ موجة عنف يشهدها قطاع غزة منذ بداية شهر مارس الماضي.
وقالت حماس في بيان على موقعها الالكتروني «ندعو كتائب الشهيد عز الدين القسام الى ضرب العدو في كل مكان وبكل الوسائل الممكنة فهذا العدو لا يفهم الا لغة القوة».
ودعا البيان الرئيس محمود عباس كذلك «الى العودة الى حضن شعبه قبل فوات الاوان» ووقف التفاوض مع اسرائيل.
وردا على سؤال قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس ان «رد القسام يعني استخدام جميع اشكال المقاومة والخيارات المفتوحة لردع هذا العدوان على شعبنا لان العدو استخدم جميع الاشكال والوسائل في عدوانه».
من جانبه بحث الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر مع الرئيس المصري حسني مبارك مجمل القضايا الاقليمية والدولية والموضوعات الخاصة بالديموقراطية وحقوق الانسان.
وبعد اجتماعه بالرئيس مبارك، التقى كارتر عددا من قادة حركة حماس.
وقبل اللقاء قالت مصادر فلسطينية في القاهرة ان وفد حماس سيشرح للرئيس الأميركي الأسبق موقف الحركة من كل القضايا المطروحة على الساحة، خاصة مسألة الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة، والعمليات العسكرية الاسرائيلية التي تستهدف مواطني القطاع، كما سيناقش معه أيضا سبل اقرار هدنة متزامنة متبادلة بين اسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
وتأتي زيارة كارتر لمصر في اطار جولته بعدد من دول المنطقة التى بدأت الاحد الماضي وتستمر اسبوعا وتشمل اسرائيل والضفة الغربية ومصر وسورية والسعودية والاردن بهدف دعم السلام والديموقراطية.
ويجري كارتر خلال زيارته الى دمشق اليوم مباحثات مع المسؤولين السوريين في مقدمتهم الرئيس بشار الأسد تتناول الأوضاع في المنطقة والقضية الفلسطينية.
وبحسب مصادر فلسطينية في دمشق، فانه لا معلومات مؤكدة عن أن كارتر سيلقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، «الا أن المؤشرات تدل على أن اللقاء من المرجح أن يتم».
وقالت المصادر انها تنظر باهتمام الى زيارة الرئيس الأميركي الأسبق الى المنطقة.
الصفحة في ملف ( pdf )