بيروت - عمر حبنجر
غادر مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديڤيد وولش بيروت الى الرياض فالكويت بعد يومين من المحادثات مع اركان الموالاة في لبنان، لكن غبار تصريحاته ومواقفه بقي مخيما على المواقف والآراء في العاصمة اللبنانية.
وقد فاجأت القائمة بأعمال السفارة الاميركية ميشيل سيسون مختلف المحافل بتوجهها غير المعلن مسبقا الى الجنوب امس يرافقها وفد كبير من السفارة، وقد شملت مركز التنسيق لرفع الالغام في صور، حيث استمعت الى شهادات حول عمليات نزع الالغام والقنابل العنقودية، ثم انتقلت الى بلدة المالكية حيث تفقدت حقلا للالغام، ثم توجهت الى المقر العام للقوات الدولية (اليونيفيل) في الناقورة حيث التقت القيادة الدولية.
وقد اختلفت الآراء حول الرسائل التي ابلغها وولش الى قيادات الموالاة والشخصيات التي التقاها، فالاكثرية اكدت انه شدد على مواقفه الداعية لانتخاب رئيس الجمهورية باسرع وقت، بينما يقول حزب الله انه جاء يحرض على المعارضة.
عودة للنصف زائد واحد
السفير جوني عبده توقع الا يستمر الفراغ كثيرا في سدة الرئاسة، ونصح الاكثرية بانتخاب رئيس ولو كان بالنصف زائد واحد، مناشدا البطريرك الماروني ان يكون تغطية اساسية لهذا النوع من القرارات، لأن خطره اقل بكثير من خطر الفراغ.
السفير عبده قرأ لـ «صوت لبنان» كلاما جديدا في حديث الرئيس بري امس عن اعلان نوايا حول الحكومة والدوائر الانتخابية مقابل انتخاب رئيس للجمهورية ورفع الاعتصام من وسط بيروت، طارحا علامة استفهام حول ما اذا كان رئيس مجلس النواب يفتش عن اخراج ما لمواقف جهات معينة ومتوقعا ان يؤدي هذا الكلام الى تعيين موعد لبري في الرياض.
وقال: هناك فضائح كبرى في التعدي على الدولة وتهديدات تطول كل ما يفضح هذه التعديات.
بري حضّر طاولة الحوار
وكان الرئيس بري قد تحدث لصحيفة «السفير» الصادرة امس مؤكدا على ان الحل لبناني - لبناني ولا يحلم احد ان بامكانه ان يفرض شيئا علينا يضر بالمعادلة اللبنانية القائمة على الشراكة التي كرسها الطائف، ومن يزعل فليزعل، ومن يرد ان يركب رأسه فليركبه.
وقال بري ان الوقت يداهمنا جميعا والمطلوب قيام حوار سريع ومنتج نصل في نهايته الى اعلان نوايا في شأن النسب في الحكومة المقبلة، واي دائرة انتخابية ستعتمد كي يصار بعد الاتفاق الى رفع الاعتصام ومن ثم الذهاب الى انتخاب الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان ضمن السلة المتكاملة.
وألمح بري الى انه في ظل الجو القائم سيصار الى تأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المحددة يوم الثلاثاء المقبل في 22 الجاري الى اسبوعين او شهر على ابعد تقدير، مؤكدا على اهمية الحوار كفرصة ثمينة يخطئ كثيرا من يفوتها.
وردا على سؤال حول الموقف السوري، جدد بري التأكيد ان سورية والرئيس بشار الاسد تريد الحل والحوار في لبنان، وقد قدمت اشارات تسهيلية.
وقال: لقد بلغنا مرحلة الخطر ولا وقت للتشاطر، ولقد وصلنا الى ساعة الحقيقة، وقد دعيت وسائل الاعلام الى «قاعة الحوار» في مجلس النواب امس، حيث اعيد تركيب الطاولة في رسالة واضحة الى الموالاة تذكر بالحوار الذي كان يجب ان يبدأ يوم الجمعة 18 الجاري ويستمر حتى 21 منه.
وزير الشباب والرياضة د.احمد فتفت رأي في تحرك رئيس مجلس النواب نبيه بري تحركا التفافيا لمنع حركة الاكثرية وحكومة الرئيس فؤاد السنيورة من طرح ملف العلاقات اللبنانية - السورية على جامعة الدول العربية.
د.فتفت وفي تصريح له امس رفض اعتبار زيارة وولش الى لبنان جرعة دعم للموالاة، حاصرا الامر بمناسبة ذكرى تفجير السفارة الاميركية عام 1983.
وولش إلى الرياض فالكويت
وكان وولش قد غادر الى السعودية فالكويت بعد زيارة استغرقت يومين الى بيروت التقى خلالها قادة 14 مارس ورئيس المجلس والحكومة والبطريرك الماروني نصرالله صفير وقائد الجيش العماد ميشال سليمان.
واتهم حزب الله وولش بتحريض الموالاة على عدم تقديم اي تنازلات للمعارضة ما لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية اولا.
واعتبر وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ ان جواب وولش على سؤال يتعلق بمصير اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يثير المخاوف لأنه مخالف للشرائع الدولية وللقرار 194 الذي يكرس حق عودتهم الى ديارهم وتحديدا الى اراضي 1948، بينما كرر وولش كلام رئيسه جورج بوش عن يهودية اسرائيل، واذ بصيغة لفظية ارادها تطمينية، وقال ان اراضي 1967 بالكاد تتسع لسكانها الحاليين.
نائب الامين العام لحزب الله نعيم قاسم حدد اربعة اهداف لزيارة وولش، وقال ان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ابدى انزعاجه بوضوح من العلاقات بين حزب الله والتيار الوطني الحر، منتقدا الهجمة التي يتعرض لها التيار الوطني الحر والعماد ميشال عون.
الوزير السابق البير منصور المصنف معارضا قال ان زيارة وولش هدفت الى تشجيع الموالاة للمضي قدما في رفض اي تسوية يمكن ان تؤدي الى حل الازمة، مستغربا لاذاعة «النور» الغيرة الاميركية على مسيحيي لبنان، بينما 90% من مسيحيي العراق غادروه بعد الاحتلال الاميركي.
لكن وزير الاتصالات مروان حمادة ابلغ صحيفة «الاخبار» القريبة من حزب الله ان وولش حمل من بيروت اصرار الموالاة على انتخاب رئيس للجمهورية واصرارها على دعم الجيش والمالية والاقتصاد، مؤكدا انه لم يتخلل المحادثات اي كلام معاد لحزب الله وفريق المعارضة عموما.
ولفت حمادة الى ان موسى لن يزور لبنان خلال ايام لكنه قد يمر في بيروت بعد مؤتمر الكويت، موضحا ان جلسة الانتخاب المقررة يوم 22 الجاري هي في حكم المؤجلة.
الصفحة في ملف ( pdf )