بيروت - عمر حبنجر
العقم السياسي اللبناني الداخلي مستمر في عجزه عن انجاب حل بالحد الادنى، ولم تحمل رياح مؤتمر جوار العراق في الكويت الكثير من عناصر الاخصاب الدولية بسبب التعقيدات الاقليمية التي تعكس العمق الدولي للازمة الراخية بكلكلها على هامة هذا البلد.
العنصر الجديد تمثل بتلازم الحوار مع الانتخابات الرئاسية بحسب طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري والذي اعتبرته الاكثرية تعجيزيا من حيث المبدأ، وقد بدأت تعد العدة لرد تفصيلي لن يكون ايجابيا بالمقياس الذي يريده رئيس المجلس بالتأكيد.
واعطى بري لطرحه الجديد عنوان «الحوار امامكم»، مستعينا بقول طارق بن زياد الشهير لرجاله «العدو من امامكم والبحر من ورائكم»، قاصدا التأكيد على انه لا مفر من الحوار، وقد ترك جلسة الانتخاب الرئاسية التاسعة عشرة دون تحديد بقصد توظيف الفراغ الرئاسي في مجال الضغط على الاكثرية.
وقال بري لصحيفة «السفير» ان تحديد موعد الجلسة التالية للانتخاب مرهون بتجاوب الاكثرية مع دعوة الحوار، مبديا ارتياحه لموقف وليد جنبلاط الذي وعد بالسعي لاقناع حلفائه بالتجاوب.
واضاف بري ان مقولة التعطيل المجلسي سقطت اعتبارا من 22 الجاري، وان المجلس سيبقى مقفلا بوجه حكومة غير شرعية، وان عمل اللجان النيابية سيستأنف، كما ان لقاء الاربعاء النيابي في عين التينة سيبقى لاسباب امنية.
جنبلاط وترجمة الاتفاقات
بدوره، قال وليد جنبلاط للصحيفة عينها ان اللقاء مع بري كان ايجابيا وجيدا، ويندرج في اطار توجه اتبعه ويقوم على ضرورة الحوار مع رئيس المجلس انطلاقا مما كنا اتفقنا عليه في جلسات الحوار السابقة، آخذين بالاعتبار امورا تم الاتفاق عليها بالاجماع، واذا ترجمت عمليا من خلال آليات محددة نكون قد حققنا انجازا مثل ترسيم الحدود واقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وتنظيم السلاح داخل المخيمات، مشيرا الى استمرار وجود نقاط خلافية لكنها لا تعالج الا بالحوار. بدوره، تحدث النائب روبير غانم بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير عن خطورة استمرار الفراغ الرئاسي، وقال للصحافيين: لقد بتنا لا نستطيع حل المشكلة اللبنانية دون بلورة المواقف الخارجية.
غانم الذي كان اسمه مطروحا للرئاسة قال ان العماد ميشال سليمان مازال المرشح التوافقي حتى الساعة، واعتبر ان تعيين الجلسات الانتخابية وتأجيلها شأن رئيس المجلس وحده.
وردا على انتقادات الاكثرية التي انهالت على ربط الرئيس بري انتخاب رئيس الجمهورية بالحوار، قال معاونه السياسي علي حسن خليل ان الرئيس بري رغم كل الهجوم الذي يتعرض له سيبقى في موقع مد اليد والانفتاح على القوى السياسية الاخرى.
اما على الصعيد الخارجي، فقد تابع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة جولة اتصالاته الهاتفية الشاكرة لدعم اصحابها للبنان، فاتصل امس بكل من وزير خارجية المملكة العربية السعودية الامير سعود الفيصل ثم بوزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد ووزير خارجية ايطاليا في الحكومة المستقيلة ماسيمو داليما.
مصدر حكومي تساءل، ردا على تصريح لوزير خارجية سورية وليد المعلم، اعتبر فيه اجتماع الكويت لتدويل الازمة اللبنانية لا لحلها بقوله: بماذا يصف المعلم اجتماعه الى برنار كوشنير وزير خارجية فرنسا والذي خصص للبحث بالازمة اللبنانية؟ ورحب المصدر، كما الاكثرية اللبنانية، بدعوة «اصدقاء لبنان» الذين اجتمعوا في الكويت على هامش مؤتمر جوار العراق والذين دعوا لانتخاب رئيس الجمهورية دون شروط مسبقة وبالقمة المصرية - الفرنسية في باريس التي ضخت المزيد من المصل السياسي في جسم الوضع اللبناني الصعب.
بطرس حرب
من جانبه، اعتبر النائب بطرس حرب ان البيان الصادر عن اجتماع الكويت يمثل خطوة متقدمة علينا تثميرها داخليا لاخراج لبنان من حالة الشلل، وقال بعد لقائه السنيورة: اذا لم نتفق فلن يكون هناك رئيس للجمهورية في لبنان، وقال عن جلسة المجلس الاخيرة: لقد كان هناك عدد كاف من النواب، لكن نواب المعارضة لم يدخلوا القاعة الكبرى وهذا مسار خاطئ للغاية.
قيادة الجيش
الى ذلك، شددت قيادة الجيش على انه لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالتحركات الشعبية المتصلة بالاستحقاق الرئاسي، وهي تنأى بنفسها عن كل ما يجري على هذا الصعيد. وكانت بعض فعاليات المعارضة التي ساءها التحرك الشعبي في مناطقها للمطالبة بانتخاب قائد الجيش لرئاسة الجمهورية ركزت على تفريغ هذا التحرك من طابعه العفوي والذاتي عبر اقحام مخابرات الجيش في الموضوع.
الصفحة في ملف ( pdf )