وافقت ايران على اتخاذ خطوات لتفسير معلومات حصلت عليها اجهزة مخابرات غربية تفيد بأنها درست سرا كيفية تصميم قنابل نووية، في لفتة وصفها محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية «بالخطوة المهمة».
وقالت ميليسا فليمنغ المتحدثة باسم الوكالة الدولية في بيان صادر من مقر الوكالة في ڤيينا امس انه «تم التوصل لاتفاق خلال اجتماعات في طهران على عملية تهدف الى توضيح ما يسمى بالدراسات المزعومة خلال شهر مايو».
وقدمت ايران أمس الاول تقييما اتسم بالتفاؤل للمحادثات التي جرت على مدى يومين مع كبير محققي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أولي هاينونن وقالت انها كانت «ايجابية» لكنها لم تتطرق الى ما جرى تناوله خلالها.
وكانت ايران رفضت من قبل هذه التقارير ووصفتها بأنها لا أساس لها من الصحة وقالت ان المحادثات مع مسؤولي الوكالة الدولية بشأن هذه المسألة حسمت وانه لن يكون هناك مزيد من المناقشات. لكن الوكالة أصرت على أن تدعم ايران نفيها بأدلة.
وقال البرادعي «هذه نقطة مهمة مؤكدة ونأمل بنهاية مايو أن نكون في وضع يسمح لنا بالحصول على تفسير وتوضيح من ايران بشأن هذه الدراسات المزعومة».
واستطرد للصحافيين أثناء زيارة الى سراييڤو عاصمة البوسنة بقوله: «في رأيي هذه خطوة مهمة، أتمنى أن نتمكن من الحصول على تفسير لهذه القضية المهمة خلال الأسابيع القليلة المقبلة».
وقال ديبلوماسيون ان الهدف من زيارة هاينونن كان الحصول على ردود موضوعية من جانب ايران على تقارير المخابرات التي أشارت الى صلات بين مشاريع ايرانية لمعالجة اليورانيوم واجراء تجارب على متفجرات وتعديل مخروط صاروخ بحيث يناسب رأسا حربية نووية. ومن المقرر أن يصدر البرادعي تقريره المقبل ضمن التقارير ربع السنوية التي يصدرها بشأن ايران في نهاية مايو قبل وقت قصير من اجتماع مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة. وقال ديبلوماسي أوروبي ردا على سؤال عن اتفاق ايران والوكالة الدولية: «تأخر للغاية الحصول على ردود، نأمل أن تنتهز ايران الآن الفرصة للرد بجدية على هذه التساؤلات المهمة دون تأخير.
نجاد
في غضون ذلك اعرب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عن استعداد بلاده لمناقشة برنامجها النووي مع اي دولة لكن من دون ان ترضخ للضغوط الدولية لايقاف انشطتها الذرية. وقال نجاد في كلمة ألقاها في مدينة همدان بغرب ايران وأذاعها التلفزيون: «الأمة الايرانية تحبذ المباحثات لحل المسألة مع اي منكم، وسنضرب أفواه من يريدون ان تتخلي ايران عن حقها». وقال الرئيس الايراني «على أعداء ايران أن يعرفوا أن أمتنا تحبذ اجراء محادثات تستند للمنطق، غير أن المحادثات يجب أن تقوم على أساس احترام حقوقنا». واضاف انه ما من قوة في العالم «تجرؤ على انتهاك حقوق ايران». وقال قاصدا الدول الغربية: «عليهم أن يعرفوا أن أمتنا ستحتفظ بجميع حقوقها بالمنطق والاتحاد» بينما أخذ الآلاف يهتفون «الطاقة النووية حقنا الواضح». واضاف: «طالما أن الأمة الايرانية تبدي مقاومة حاسمة فلا يمكن لاي قوة عالمية أن تفعل شيئا لكسر هذه المقاومة».
شحنة نووية
من جهة اخرى نقلت وكالة الطلبة الايرانية للأنباء عن مسؤول ايراني قوله ان روسيا مسؤولة عن وصول شحنة من المعدات في موعدها بعد أن أوقفتها أذربيجان وهي في طريقها الى أول محطة للطاقة النووية في ايران.
وذكر مسؤولون روس الاثنين الماضي أن ادارة الجمارك في أذربيجان ومسؤولي الحدود أوقفوا شحنة من العوازل الحرارية لمحطة بوشهر الايرانية. ونقلت الوكالة عن مسؤول ايراني لم تنشر اسمه قوله «قضية وقف شحنات المعدات لمحطة بوشهر للطاقة وهي في طريقها لايران مسألة تتعلق بالمقاول الروسي». وأضاف أن الأمر يرجع للمقاول الروسي لضمان «نقل المعدات في الجدول الزمني المحدد». وقال مسؤولون روس ان الشحنة احتجزت عند أستارا على الحدود بين أذربيجان وايران في 29 مارس الماضي.
سويسرا
الى ذلك قررت سويسرا توسيع لائحة الشركات والافراد الايرانيين الذين تفرض عليهم تجميدا لاموالهم طبقا لقرار مجلس الامن الدولي الاخير، كما اعلن المجلس الفيدرالي (الحكومة).
واعلنت وزارة الاقتصاد الفيدرالية في بيان: ان الاجراءات العقابية الجديدة ضد ايران تتضمن «تجميد اموال وممتلكات اثنتي عشرة شركة ايرانية اخرى وثلاثة عشر فردا». كما تتضمن ايضا منع دخول خمسة اشخاص سويسرا او مرورهم عبرها.
الصفحة في ملف ( pdf )