بيروت - عمر حبنجر
دخلت السياسة في لبنان عطلة عيد الفصح الشرقي، ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة اصبح في القاهرة، في اطار اجازة خاصة، ورئيس مجلس النواب نبيه بري يتابع اعداد الاجواء لحوار جديد يدعو اليه، على نار هادئة، وصولا الى «اعلان نوايا» اذا تعذر اعلان مقررات، في ضوء الاجواء المقفلة امام انتخاب فوري للرئيس التوافقي.
وواضح ان ثمة صفحة جديدة من التواصل بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط الداعم لحوار بري المتجدد، كفرصة للخروج عن دائرة التشنج، وتتعزز هذه الصفحة بسعي جنبلاط الحثيث لاقناع حلفائه وعلى رأسهم النائب سعد الحريري، بمجاراة حوار بري المتجدد.
مصادر الحريري قالت انه كان وسيبقى من دعاة الحوار بشرط التوافق المسبق على جدول اعماله والالتزام بمفاعيله وتطبيقاته.
لكن مصادر قوى 14 مارس شددت على عدم رفضها الدعوات الحوارية، شرط ان تكون مجدية.
لا بديل عن الحوار
النائب جنبلاط اعلن امس تأييده دعوة الرئيس بري للحوار وانه وعده بمحاولة اقناع حلفائه في 14 مارس بتلبية الدعوة.
وقال جنبلاط ان بري عرض نقطتين مركزيتين ولا نستطيع الا ان نلبي هذه الدعوة، كاشفا انه لا يمانع من الاتفاق على حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخاب قبل انتخاب رئيس الجمهورية، وقال: اليوم لا بديل عن الحوار، وهناك صفحة جديدة من التواصل والتعاون قد فتحت مع الرئيس بري، ويعمل على تكريسها.
لو كانت لدينا دولة تملك القرار!
جنبلاط وفي خطاب له في «البريستول» خلال مؤتمر الاشتراكية الدولية، تطرق الى الذكرى الثالثة لانسحاب الجيش السوري من لبنان الذي يصادف اليوم السبت، واعطى دورا في هذا الانسحاب لقرار مجلس الامن 1559.
واعتبر جنبلاط انه لو كانت لدينا دولة تملك قرار الحرب والسلم عام 2006 لكنا وفرنا كل القتل والدمار، لافتا الى ان اللبنانيين بدأوا الحوار قبل هذه الحرب.
وانه من ضمن بنود ذلك الحوار ارساء علاقات ديبلوماسية صحيحة مع سورية، «لأنه ليس بإمكاننا اقامة دولة حرة وديموقراطية من دون الانتهاء من نظام الهيمنة السورية».
وشدد على ترسيم الحدود بين البلدين، رابطا تحسين العلاقات مع دمشق بهذا الترسيم، وبالبتّ في قضية مزارع شبعا التي لم يتم حسمها بعد.
وقد طالب قوى 14 مارس بايلاء الشأن الاجتماعي اهتماما اكبر.
وعن قضية السلاح الفسلطيني خارج المخيمات، قال ان هذا السلاح ليس فلسطينيا، بل سلاح لمجموعات موالية لسورية داخل المخيمات وخارجها.
أما عن الصفحة الجديدة مع حزب الله، فقال جنبلاط: ان حزب الله موضوع آخر وله جدول اعمال مختلف.
اليوم تنتهي مهلة بري
الرئيس بري اشاد بجهود جنبلاط مع حلفائه انطلاقا من قناعته بأنه لا سبيل لحل الازمة الا بالحوار، آخذا في الاعتبار المواقف الايجابية، مكررا احتمال اللجوء الى حكومة انتقالية، تتولى الاعداد للانتخابات النيابية لاجرائها في موعدها الدستوري.
لكن حتى اليوم لم يبرز اي جديد على خط المبادرة المعلنة للرئيس بري، والذي ربط تحديد موعد جلسة انتخاب الرئيس بموقف 14 مارس من معاودة الحوار.
وينتظر بري الجواب الرسمي من قوى الاكثرية اليوم السبت، وفي حال عدم تلقيه اي رد، سيقوم بتحديد موعد جديد لجلسة انتخابية رئاسية في نهاية مايو المقبل، على ان يتم خلال ذلك «تزخيم» ورشة عمل اللجان النيابية التي ستعقد اجتماعات مكثفة للتدليل على ان مجلس النواب ليس مقفلا.
على ان ذلك يمكن ان يواجه باعتذار عدد كبير من نواب الاكثرية عن المشاركة في اجتماع اللجان، لاسباب امنية على الاقل.
اللبنانيون سئموا السجالات
بدوره، الرئيس د.سليم الحص قال امس: لقد سئم المواطن السجال العقيم الدائر بين فريقي الموالاة والمعارضة حول جنس الملائكة.
واضاف: ان مصير المجتمع والوطن أضحى على المحك، وكلنا يشعر باننا نقترب يوميا من الهاوية، ومع ذلك فإن الموالاة ترفض المشاركة في الحوار مع الاصرار على انتخاب رئيس الجمهورية قبل اي امر آخر.
فيما تتمسك المعارضة بتلازم بنود المبادرة العربية الثلاثة فتصر على اعلان نوايا يتضمن الى جانب انتخاب الرئيس، تحديد نسب المشاركة في حكومة انتقالية مقبلة واتفاقا على الدوائر الانتخابية في قانون الانتخاب.
وتابع: المواطن يلوم الفريقين على تعنتهما، ولو انه يقدر مخاوف المعارضة من استثمار الموالاة وجودها في موقع الاكثرية في مجلس النواب لتقرر ما تشاء بصرف النظر عن رأي المعارضة ورأي رئيس الجمهورية في تكوين الحكومة الانتقالية وفي الدائرة الانتخابية.
وتساءل الحص: ماذا يضير الموالاة، تسهيلا لانتخاب الرئيس، لو شاركت في اعلان نوايا حول موضوعي الخلاف، علما ان انجاز ذلك قد لا يستغرق اكثر من ساعة واحدة من الحوار ان خلصت النوايا؟
الصفحة في ملف ( pdf )