بيروت - عمر حبنجر
حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم 13 مايو موعدا جديدا لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية، بدلا من نهاية ذلك الشهر.
ويعكس قرار بري - الذي تزامن مع عودة رئيس تكتل المستقبل سعد الحريري الى بيروت من السعودية - تقدم فكرة الحوار الجديد الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب، بعد وصول انتخاب الرئيس الى طريق مسدود.
وقال بري بعد اذاعة قرار تعيين موعد الجلسة من جانب الامانة العامة لمجلس النواب، لقد كنت وعدت بتعيين جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية في اواخر هذا الشهر في حال لم تتجاوب الموالاة مع الدعوة للحوار خلال ثلاثة ايام، انتهت (امس).
غير ان الاجواء الايجابية التي سادت مؤخرا او التي تنبئ بالتجاوب مع هذه الدعوة دفعتني الى تقديم موعد جلسة الانتخاب من اواخر مايو الى النصف الاول منه، وذلك ملاقاة مني للاخوة في الموالاة، للاسراع في الحوار علّنا نتوصل الى النتيجة المتوخاة التي تخرج البلد نهائيا مما يتخبط ونتخبط فيه، آملا ان يحسم الموقف بالتجاوب مع العودة الى الحوار، كي نجلس سويا قبل الموعد الجديد، والله ولي التوفيق..».
وكان رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط اكثر الموالين تجاوبا مع دعوة بري، وهذا ما ثمنه بري عاليا، وقال في تصريح له امس: نحن معارضة وموالاة في مركب واحد، وعلى الموالاة المجيء الى مركب الحوار.
واعتبر جنبلاط ان من شأن الموعد الجديد للانتخاب الرئاسي ان يشكل حافزا مهما ودافعا قويا نحو التعجيل بالحوار، واليوم قبل الغد.
وتابع «وفي اي حال ومهما حصل فإنني لن أيأس، بل على العكس كل يوم يمضي بل كل ساعة نزداد حماسة للحوار وتمسكا به كمخرج انقاذي للبلد، معتبرا ان احاطة الحوار بتساؤلات واشارات وشروط معينة لا تصب في خدمة التعطيل، علما ان جدول اعمال الحوار واضح وهو محصور بالوصول فقط الى اعلان نوايا حول نسب التمثيل في الحكومة وحول الدائرة الانتخابية، وان طرح شروط جديدة لا يعطل الحوار وحسب بل يضع عراقيل امام انتخاب رئيس الجمهورية.
جنبلاط يشد على يد بري
هنا يشد النائب وليد جنبلاط على يد رئيس مجلس النواب، بالقول: «لا بديل أمامنا سوى الحوار، وانه ينتظر الاجتماع مع بقية الحلفاء لاتخاذ القرار الموحد.
ويضيف في تصريح لصحيفة السفير: ان خياري كان ولا يزال الحوار، ونحن لا نخاف الحوار، في الماضي تمكنا من انتزاع مكتسبات مهمة، على الرغم من انها نظرية، لكنها تحولت الى قواعد عمل، ليس لدينا بديل عن الحوار، الحاجة ملحة والفرصة مؤاتية ايضا.
واضاف جنبلاط: انتظر الاجتماع مع الرفاق قريبا لكي نتخذ القرار المشترك والموحد، ونتفق على جدول الاعمال، واعتقد اننا من خلال الحوار سنحقق الكثير من اهدافنا، لاسيما انتخابات رئاسة الجمهورية.
واعتبر جنبلاط انه مع محاورة بري لانه الاكثر قابلية كزعيم شيعي للبحث معه عن مخارج للازمة، ورأى ان من ايجابيات الحوار انه يتيح للاكثرية «تأكيد الالتزام
بقرارات مؤتمر الحوار الوطني الاول ووضع آلية لتنفيذها في شأن العلاقات الديبلوماسية مع سورية وترسيم الحدود بدءا بمزارع شبعا وانهاء السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبطه داخلها»، ورأى ان «على قوى 14 مارس ان تتفق بين اركانها على ما تريده في شأن قانون الانتخاب وتوزيع الدوائر الانتخابية من جهة، وان تحدد ما يمكنها الاتفاق عليه مع المعارضة في هذا الشأن، وبري يقول انه منفتح على البحث بدءا بقانون العام 1960 غير الصالح نظرا الى التغيير الحاصل في عدد النواب وفي عدد المحافظات وبين مشروع اللجنة الحكومية برئاسة الوزير السابق فؤاد بطرس، فلنذهب الى الحوار لنكتشف اين نلتقي، مع ان بري ضد تصغير القضاء كدائرة انتخابية.
النقاش حول أهداف الحوار
بدوره الرئيس امين الجميل ايد مبدأ افضلية الحوار الا انه رأى انه كي ينجح هذا الامر يجب ان تتوافر له مقومات معينة حتى لا يكون بمنزلة حوار طرشان، ملاحظا ان بعض طروحات بري غامضة، وقال انه يشارك جنبلاط في توجهه المرحب بالحوار، الا انه استدرك من تجربته القديمة والحديثة ان الامور لم تنضج بعد للوصول الى حل، لافتا الى ضرورة اقناع العناصر الخارجية ان لبنان ليس ضد احد.
وقال ان الموالاة في 14 مارس تتناول هدف هذا الحوار وامكانية نجاحه، وليس من قبيل القول ان الرئيس بري احرجنا بطرح مبادرة والنظر اليها من خلال التكتيك السياسي، او المزايدات السياسية.
واستعدادا لاحتمال ابتعاد جنبلاط عن قوى 14 مارس في موضوع الحوار الذي يدعو له الرئيس بري قال النائب وائل ابو فاعور انه سيكون لجنبلاط الموقف نفسه، الذي ستتخذه قوى 14 مارس.
واكد ابو فاعور ان جنبلاط لم يتلق اي رسائل من دمشق عبر الرئيس بري.
مصادر مطلعة اكدت لـ«الأنباء» هذا الامر، لكنها كشفت عن ان الرئيس العراقي جلال الطالباني هو الذي نصح دمشق بالانفتاح على زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، الذي له امتداداته الشعبية في سورية وفلسطين والاردن.
بيد ان المصادر لم تؤكد او تنف كون تجاوب جنبلاط مع الحوار الذي يدعو اليه الرئيس نبيه بري جزء من ارتدادات نصيحة طالباني او مكمل لها.
الحل مازال غير ناضج
بدورها اعتبرت النائبة بهية الحريري ان استمرار الازمة السياسية وتفاقم الازمة الاقتصادية والمعيشية وانعكاس الازمتين على المواطن في حياته ومعيشته تؤكد اهمية التواصل والحوار بين الافرقاء اللبنانيين سبيلا لحل الازمة لان التواصل يريح الناس ويمكن ان يحلحل الامور.
وقالت: حتى الآن، الحل لازمتنا مازال غير ناضج، وبانتظار نضوجه علينا العمل قدر الامكان على ضبط الارض التي نقف عليها لحين حل الازمة الكاملة.
ويجب ان نظل واعين ومتأملين خيرا في المحاولات المستمرة لاحداث اختراق في جدار الازمة، آملة ان تعطي الحركة العربية والاقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة نتيجة تساهم في حلحلة هذه الازمة.
الصفحة في ملف ( pdf )