يبدو ان الوساطة التركية بين سورية واسرائيل والتي توجتها زيارة رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان الى دمشق امس الاول، استطاعت تحريك مياه محادثات السلام الراكدة بين البلدين منذ عام 2000 حيث أكدت تل ابيب انها لا تحتاج الى ضوء اخضر من واشنطن لتدخل في مفاوضات مباشرة مع دمشق حسبما قالت التقارير الصحافية القادمة من هناك أمس.
ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مسؤولين اسرائيليين -في تقرير نشرته أمس وبثته على موقعها الالكتروني على شبكة الانترنت- ان أي مفاوضات مباشرة ستكون دليلا على التغير المفاجئ وعلامة بارزة على بدء أول مناقشات ثنائية عامة بين اسرائيل وسورية منذ انهيار محادثات السلام فى عام 2000.
وقال المسؤولون ان اسرائيل هي التي ستقرر فقط اجراء اتصالات اسرائيلية - سورية، واذا تقرر اجراء هذه الاتصالات، سيكون القرار اسرائيليا.
من جانبها نقلت صحيفة معاريف عن، مصادر مسؤولة أن اسرائيل لا ترفض فكرة عقد اجتماعات مباشرة مع ممثلين سوريين، وذكرت في عددها أمس أن رئيس الوزراء ايهود اولمرت قد «يوافق على عقد لقاء قمة مع الرئيس السوري بشار الأسد اذا تمكن اردوغان من اقناع الاسد بشأن ترتيب مثل هذا الاجتماع».
وقد نقلت وكالة الأنباء السورية عن الرئيس الأسد قوله «ان بلاده مستعدة للتعاون مع أي مسعى تركي لجلب الأمن والاستقرار الى المنطقة».
موفد تركي
وعقب زيارته دمشق لعرض الوساطة بين سورية واسرائيل، قال اردوغان ان تركيا سترسل موفدا الى اسرائيل بهذا الخصوص، لكنه لم يكشف هوية المبعوث ولا تاريخ الزيارة. مؤكدا ان بلاده ستفعل ما بوسعها من أجل استئناف عملية السلام المجمدة بين اسرائيل وسورية منذ ثماني سنوات.
ونقلت وكالة أنباء أناضول التركية أمس عن أردوغان ان «الجانبين السوري والاسرائيلي طلبا من تركيا المساعدة على اطلاق المفاوضات بشأن الانسحاب من هضبة الجولان السورية المحتلة».
وفي هذا الاطار، اشار سفير اسرائيل في تركيا غابي ليفي أمس الى أن مفاوضات سلام على مراحل قد تبدأ بين اسرائيل وسورية بوساطة تركية.
وصرح ليفي للاذاعة الاسرائيلية العامة ان «المرحلة الاولى سيتولاها موظفون عاديون وتكنوقراط، وفي حال سارت الامور في الاتجاه الصحيح وافضت الى نتيجة يمكننا ان نتوقع ان تتواصل المباحثات على مستوى اعلى بكثير».
واضاف الديبلوماسي الذي كان يتحدث من انقرة «لا يمكنني اعطاء تفاصيل حول العملية التي اطلقت حاليا مع الجانب السوري». واكد ايضا اهمية الوساطة التركية.
أولمرت يفاخر
في غضون ذلك تفاخر أولمرت، لأول مرة تعترف فيها تل ابيب على هذا المستوى، بقصف المنشأة النووية السورية المزعومة في السادس من سبتمبر الماضي، وذلك خلال مشاركته في احتفال أقامه حزب كديما في مدينة أوفاكيم بجنوب اسرائيل، بمناسبة عيد الميمونة الذي يحتفل به اليهود الشرقيون.
ورأى رئيس الوزراء الاسرائيلي أن أمن اسرائيل تحسن بعد قصف الطيران الحربي الاسرائيلي للمنشأة في منطقة دير الزور ونقلت وسائل اعلام اسرائيلية عن أولمرت قوله انه «يبدو لي أنه في هذا اليوم يمكن القول بثقة، وليس باستعلاء لا سمح الله، انه توجد لشعب اسرائيل حكومة تعرف كيف تدافع عنه، وأن له قيادة تعرف كيف تهتم بأمنه ومستقبله، وربما نحن نعرف اليوم ذلك بصورة أكبر قليلا مما يعرفه الجمهور الواسع».
بدوره اتهم زعيم المعارضة اليمينية في إسرائيل رئيس الحكومة السابق بنيامين نتانياهو رئيس الحكومة الحالي ايهود اولمرت بالتفريط في هضبة الجولان عبر الاعراب عن استعداده للانسحاب من كامل هذه المنطقة السورية في حال التوصل الى اتفاق سلام مع دمشق. وقال نتانياهو في تصريح إذاعي «اتعجب كيف يمكن ان يتصرف (اولمرت) بهذه الخفة واللامسؤولية عبر الاعراب عن استعداده لاعادة كامل الجولان حتى قبل فتح المفاوضات» مع سورية.
كما كرر زعيم حزب ليكود في المناسبة معارضته «لانسحاب من الجولان» معتبرا ان اي انسحاب من هذه المنطقة سيحولها الى قاعدة إيرانية.
الصفحة في ملف ( pdf )