في تكرار فاشل لسيناريو اغتيال الرئيس المصري أنور السادات على يد مسلحين إسلاميين عام 1981 نجا الرئيس الافغاني حامد كرزاي وسفراء اجانب وممثل كبير في الامم المتحدة امس من هجوم بالصواريخ وبالاعيرة النارية استهدف المنصة الرئيسية خلال الاحتفال بالذكرى الـ 16 لانتصار المجاهدين على الاحتلال السوفييتي، حسبما افادت به مصادر رسمية.
وقال مسؤول في القصر الرئاسي انه تم اجلاء الرئيس كرزاي و«لم يصب بأذى»، واضاف ان اعضاء في حكومته وسفراء اجانب، بينهم الاميركي والبريطاني، والرجل الثاني في الامم المتحدة في افغانستان وعشرات البرلمانيين والمسؤولون العسكريون ارتموا ارضا او لاذوا بالفرار لدى وقوع الهجوم ولم يصابوا بأذى.
طالبان والحزب الإسلامي
وعلى الفور، اعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم مشيرة الى ان ثلاثة من مقاتليها سقطوا فيه.
وقال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيحة الله مجاد ان ستة من مقاتلي الحركة هم من قاموا بالهجوم على الحفل الذي كان يحضره الرئيس الافغاني حامد كرزاي، وذكر المتحدث ان ثلاثة من منفذي الهجوم «استشهدوا».
واضاف ان «ستة من المجاهدين هاجموا الحفل وان ثلاثة منهم استشهدوا، بينما غادر الثلاثة الآخرون المنطقة وهم الآن في مكان آمن».
وقد اظهر بث مباشر للتلفزيون الافغاني حرس الرئاسة الافغاني وهم يقومون بحماية المنطقة المحيطة بالمنصة حيث كان يجلس الرئيس واعضاء حكومته.
كما اعلنت جماعة الحزب الاسلامي المرتبطة بطالبان مسؤوليتها عن الهجوم في حديث هاتفي مع قناة «تولو» التلفزيونية الخاصة وقالت ان مسلحيها اطلقوا قنبلة صاروخية على الاحتفال من مسافة قريبة.
واكد مسؤول ديبلوماسي كان جالسا في المنصة ان صاروخا سقط على بعد 25 مترا من المنصة.
وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الافغانية بأن 4 أشخاص قتلوا نتيجة الحادث وأصيب 12 آخرون.
وقال مسؤول أمني ان اثنين من نواب البرلمان من بين المصابين، وأضاف في وقت لاحق ان أحد النواب توفي خلال عملية جراحية بعد اصابته في كبده وبطنه.
وكانت قناة «العربية» الفضائية نقلت عما وصفتها بمصادر خاصة ان أحد القتلى هو كريم خليلي النائب الثاني للرئيس الافغاني. وبعد سماع اطلاق النار، الذي تزامن مع اطلاق المدفعية العسكرية 21 طلقة تحية، غادر كرزاي مكان الاحتفال بسرعة ولم تسمح قوات الامن لاحد بمغادرة المنصة اثناء استمرار تبادل اطلاق النار.
واظهرت تغطية تلفزيون افغانستان الرسمي للاحتفال حرس الرئاسة وهم يشددون الامن في المنطقة المحيطة بالمنصة التي كان يجلس فيها الرئيس واعضاء حكومته.
أعداء أفغانستان
وبعد الحادث بنحو ساعتين، ظهر الرئيس الافغاني على شاشات التلفزيون ليطمئن مواطنيه انه نجا بعد تعرض الاحتفال العسكري الذي حضره بصحبة اعضاء مجلس الوزراء لاطلاق نار كثيف.
وقال كرزاي في تصريح بثه التلفزيون الحكومي ان من هاجم الاحتفال هم «اعداء افغانستان»، مضيفا انه تم اعتقال ستة منهم وان مخططهم «المشين» احبط على أيدي رجال الامن.
واضاف الرئيس في كلمته «اطمئنوا، فالحمد لله، كل شيء على ما يرام».
وقال بيان قصر الرئاسة ان الرئيس امر قوات الامن الافغانية باجراء «تحقيق شامل وعاجل» في الحادث.
يذكر ان كرزاي نجا من ثلاث محاولات اغتيال على الاقل من قبل منذ سقوط نظام حكم طالبان في آواخر عام 2001.
وجرى الغاء الاحتفال الذي نظم تحت اجراءات امنية مشددة. وشهدت كابول نشاطا امنيا مكثفا بعد الحادث وجرى ايقاف السيارات في كثير من الاماكن، بينما خضع المواطنون لعمليات تفتيش دقيقة في التقاطعات المرورية.
الصفحة في ملف ( pdf )