Note: English translation is not 100% accurate
السيد محمد حسين فضل الله لـ «الأنباء»: نحن لبنانيون ندافع عن أرضنا ونرفض أي وصاية عربية أو دولية لأننا شعب يملك قراره
الأربعاء
2006/10/11
المصدر : الانباء
وهكذا خططت الادارة الاميركية لارباك الواقع السياسي للدول المجاورة للعراق من خلال العبث بأمنها وسياستها واقتصادها ومحاولة محاصرتها بطريقة أو بأخرى.
انني لا اتصور ان هناك خطة للكونفدرالية او لغيرها ولكن هناك خطة للفوضى التي تريد اميركا ان تخلط فيها كل الاوراق لتمتد الى ايران والى تركيا وحتى الى حلفاء اميركا في الدول الخليجية وما الى ذلك، فالادارة الاميركية تعمل من اجل ان تحول الشرق الاوسط الى منطقة غير مستقرة بالرغم من ان وزيرة خارجيتها تتحدث عن الاستقرار هنا وهناك.
الصراع والمدى
اذن الصراعات مستمرة في المدى الزمني الذي ذكرناه؟
انني اتصور ان اصرار الرئيس الاميركي بالرغم من الانتقادات الموجهة اليه من قبل الجنرالات في الحزب الديموقراطي ومن خلال الرأي العام الاميركي الذي تدل الاحصاءات على سقوط شعبيته بفعل وجود قواته في العراق وان اصراره على البقاء في العراق وتشجيع الكونغرس الاميركي له لتخصيص 70 مليار دولار لتمويل الحرب في افغانستان والعراق يدل على ان المسألة طويلة في هذا المجال.
الهلال الشيعي
الحديث عن الهلال الشيعي في المنطقة ليس مستجدا وان سمعنا عنه مؤخرا فقد بدأ الحديث عنه في لبنان منذ العام 1983، والملاحظ ان الثورة الاسلامية في ايران تستند الى القوى التي تواليها او تحالفها في المنطقة في مواجهة اميركا وهي شيعية فلماذا عدم الانفتاح على الآخرين بما يلغي هذه المخاوف؟
انني اتساءل دائما لماذا الاصرار على مصطلح وصف اي دائرة سياسية بالصفة الشيعية؟ لماذا لا يتحدث عن الصليب المسيحي؟ لماذا لا يتحدث عن الواقع السني حتى في لبنان في هذا المجال؟ لماذا لا يتحدث عن الدائرة الدرزية هنا وهناك؟ الشيعة هم مواطنون لبنانيون كبقية المواطنين اللبنانيين، اعلنوا منذ عشرات السنين وعلى لسان كل قياداتهم انهم لا وطن لهم إلا لبنان، وانهم لا يخططون لمشروع دولة في الجنوب أو في البقاع ولا يخططون لدولة ضمن دولة، انما يعملون على اسس المواطنة التي تساويهم ببقية اللبنانيين في الحقوق والواجبات.
وهكذا عندما ندرس مسألة الشيعة في العراق، فإننا نرى ان الشيعة في العراق لم يطلبوا ان يحكموا العراق، انما كانوا يريدون ان يتخلصوا من كل تاريخ الاضطهاد الذي كان الشيعة يعيشون فيه في العراق كفئة مضطهدة في اكثر حقوقهم.
ان الشيعة في العراق يعملون على اساس ان يكون العراق بلدا يلتقي فيه مواطنوه لصنع عراق جديد، واذا كان الجدل لايزال الآن في العراق على اساس مسألة الفيدرالية التي تمثلت في المنطقة الكردية ويراد لها ان تمتد في المنطقة الجنوبية في العراق الى جانب المنطقة الوسطى وما الى ذلك، فهذه المسألة يقول القائمون عليها انهم لا يريدون تقسيم العراق او ايجاد دولة شيعية في العراق الى جانب دولة سنية ودولة كردية بل يريدون توحيد العراق على اساس متوازن، وهناك جدل في الواقع السياسي العراقي سواء في الدائرة الشيعية أو في الدائرة السنية أو في مسألة الفيدرالية هذه، ليتحدث البعض عن اللامركزية الادارية بدلاً عن الفيدرالية، وربما يثير البعض ان الفيدرالية تختزن داخلها التقسيم وما الى ذلك.
إن هذه المسألة هي من المسائل الجدلية التي تتحرك في الواقع السياسي وفي داخل الجمعية الوطنية في العراق في هذا المجال، لذا أتساءل كيف ان الاعلام يتحدث عن الأكراد، وعن العرب السنة، ويتحدث عن الشيعة كما لو ان الشيعة ليسوا عرباً؟ ان نتحدث عن سنة وشيعة فهناك طيفان عربيان موجودان في العراق، أما ان نتحدث عن عرب سنة وعن شيعة فكأننا نقرر ان الشيعة هم فرس أو ايرانيون مع انهم في العراق في قلب العروبة وان العشائر العراقية هي عشائر مختلطة من السنة والشيعة معا في هذا المجال، فلماذا التفريق؟ إن الحديث عن هلال شيعي هو حديث في دائرة الوهم السياسي لأن الجميع يعرفون ان شيعة العراق لا يريدون ان يلتحقوا بإيران، وان الشيعة في لبنان لا يريدون ان يلتحقوا بإيران، وإن كانوا يعتبرون العلويين في سورية من ضمن الشيعة فإن المسألة ان العلويين لا يريدون ان يكونوا خاضعين لإيران وحتى للعراق في هذا المجال.
يتبع...
اقرأ أيضاً