Note: English translation is not 100% accurate
البطريرك نصرالله صفير لـ «الأنباء»: سألبي الدعوة لزيارة الكويت عندما تسنح الفرص
الأربعاء
2006/10/11
المصدر : الانباء
ان تأتي الى لبنان كصحافي او رجل اعلام ولا تزور بكركي، فكأنك لم تأت، فالبطريرك نصر الله صفير الكاردينال الذي يحمل لقب بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة، يمثل حالة سياسية وطنية فوق النزاعات، ولهذا غالبا ما نظر اليه المسلمون كشخصية وطنية وليس كمجرد رئيس ديني لاحدى الطوائف الرئيسية التي تشكل حجر الزاوية في بناء الكيان السياسي للبنان.
«مجد لبنان اعطي له»، عبارة محفورة في تاريخ بكركي، والمقصود البطريرك الماروني، الا ان هذه الكلمات اخذت مع عهد البطريرك صفير معنى اعمق.
«ولا صوت يعلو على صوت بكركي عند جميع اللبنانيين، فكم بالحري عند الموارنة والمسيحيين»، هذا القول للنائب السابق كميل زيادة في معرض تعبيره عن الاستياء من تصريحات للعماد ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجية، استهدفت مجلس المطارنة الموارنة، من خلال بيانه الاخير الذي تضمن الرفض الصريح لحكومة اتحاد وطني، خشية ان تكون المطالبة بها مدخلا لتفشيل المحكمة الدولية التي ستنظر بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصحبه.
وانطلاقا مما تقدم، كانت زيارة بكركي واجبة، وكان لقاء سيدها ضرورة، رغم امتناعه عن الادلاء بتصريحات او اجراء مقابلات صحافية، كما اكد امين سره الاب الجليل ميشال عويط. في حالون «الصرح» وبعد قداس الاحد، كان اللقاء، حيث بادرنا غبطته بتوجيه التحية الى صاحب السمو الامير، والى الحكومة الكويتية والشعب الكويتي الذين ساندوا لبنان في الاوقات العصيبة، ومعظم اوقاتنا عصيبة مع الاسف.
هذه التحية افسحت المجال لسؤاله عن دعوة تلقاها لزيارة الكويت منذ فترة بعيدة، ومتى يفكر بتلبيتها، فأجاب بحركة استيضاح بيده واستفهام: ان شاء الله نزور الكويت، عندما تسنح الفرص، فالكويت والدول العربية وقفوا الى جانب لبنان، وتابع يقول: سأكون مسرورا بهذه الزيارة.
وسط الصخب السياسي في لبنان الآن، تعبر نسمات هادئة من خلال حركة عباءات رجال الدين، هذا الواقع دفعنا الى سؤال غبطته، عن اهمية هذه المبادرات، وعما اذا كان في حسبانه الدعوة لـ «قمة روحية» جديدة، السؤال ايضا شمل الرأي بدور رجال الدين.
قال غبطته: دور رجال الدين السعي للتهدئة والتقريب بين الناس، وقد عقدنا ما تسمونه بـ «القمة الروحية» هنا اخيرا، ونحن نسعى للخير الوطني العام، لكن الامور تبقى بأيدي اصحاب المصالح السياسية، الذين لا تهمهم الا مصالحهم.
وقلنا له: بعض اهل البيت (المقصود البيت الماروني) وبالذات العماد ميشال عون والوزير سليمان فرنجية منزعجون من موقف مجلس المطارنة المعارض لتشكيل حكومة اتحاد وطني، فسأل صاحب السؤال:
وماذا قلنا في بيان مجلس المطارنة؟ فقيل له: رفضتم حكومة الوحدة الوطنية التي يطالب بها العماد ميشال عون وحزب الله، فأجاب: نحن قلنا اذا كانت هذه الحكومة تريد تفشيل المحكمة الدولية.
ولماذا هم غاضبون، اذا كانوا ضد تفشيل المحكمة ايضا؟ هنا ضحك وقال: اسألهم. واوضح البطريرك صفير ان الحديث يكثر عن الانقسامات في البلاد، والراهن ان هذه الانقسامات سياسية وليست طائفية، فهناك مسيحيون ومسلمون في هذا الاتجاه، وهناك مسلمون ومسيحيون في الاتجاه الآخر، اذن المشكلة سياسية وليست دينية. غبطته، وقد تجنب بشدة تسمية الاشياء باسمائها، اكد على ضرورة طي صفحة الماضي الاليم، كما ركز في عظة الاحد من بكركي على انهاض الوطن من كبوته.
وهو يعتبر ان الوطن هو العائلة الكبرى، فاذا تباعد بعض ابنائه عن بعضهم لغايات ومآرب فستكون النتيجة مزيدا من الخراب والدمار، ولا احد يجهل كم نحن في امس الحاجة الى طي صفحة الماضي ومواجهة الاوضاع المستجدة بجدية، والحد من هجرة الشباب الذين هم امل الغد ومستقبل الوطن.
البطريرك الماروني الذي يدرك حجم اخطار الهجرة على اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا يشك بامكانية عودة هؤلاء المهاجرين.
ويقول في هذا الصدد: ما من احد يمكن ان يتنصل من مسؤولية هذه الهجرة، وبخاصة الذين رفعتهم ثقة الشعب الى مقام المسؤولية.
اقرأ أيضاً