لندن - عاصم علي
بعــد الهــزيمـة المدوية وغير المسبوقــة لحزب حاكم في الانتخابات المحلية البريطانية أخيرا، قدم نواب ووزراء من حزب «العمال» البــريطاني مهــلة سنــة لــرئيس الوزراء البريطاني غــوردن براون لإصلاح شعبـيته الهابطة، وإلا فإن الحــزب سيــدرس اجــراء تغيــير فــي القيادة للحؤول دون هزيمة تبدو اليوم حتمية في الانتخابات العامة المقبلة.
وكان رئيس الوزراء البريطاني أقر بمسؤوليته عن هزيمة حزب العمال البريطاني ومجيئه ثالثا في الانتخابات المحلية، وقال لهيئة الاذاعة البريطانية «بي.بي.سي» أول من أمس «انني أشعر بالمسؤولية، ولن يكون هناك أي تبرير لما حصل»، في اشارة الى حلول الحزب الحاكم في المرتبة الثالثة بعد «المحافظين» الذي حصل على حصة الأسد، و«الديموقراطيين الاحرار».
وفيما أكد عدد من الوزراء والنواب أن أمام رئيس الوزراء سنة لمحاولة اصلاح الأوضاع واستعادة حظوظ حزب العمال وشعبيته بعد الهزيمة القاسية التي مني بها، سارع وزراء آخرون الى التشديد على دعمهم الزعيم الحالي للحزب، خصوصا أن براون أمضى أقل من سنة فقط في الحكم.
ورأى هؤلاء الوزراء والنواب وبينهم وزير الخارجية ديڤيد ميليباند المطروح اسمه بقوة لخلافة براون، أن على حزب «العمال» منح رئيس الوزراء الحالي فرصة لإثبات قيادته.
وقال وزير الصحة بين برادشو إن «الناس سينظرون الى الماضي عندما نتخطى هذه الأزمة، ليقولوا إن براون كان الرجل المناسب في المكان المناسب».
أما رئيس الوزراء فبدا واثقا من الأبعاد الاقتصادية لأزمة «العمال» وتحدث عن سلة سياسات ينوي الالتزام بها لانتشال الحزب الحاكم من موقعه المتدني حاليا في استطلاعات الرأي العام، وعلى رأسها مساعدة المتضررين من هبوط أسعار العقارات في عموم المملكة المتحدة، والغاء ضرائب جديدة كانت المجالس المحلية تنوي فرضها على المواطنين.
في المقابل، بدأ حزب «المحافظين» المعارض الأكثر شعبية الآن في المملكة المتحدة، حملة واسعة لدعم عمدة لندن الجديد بوريس جونسون، لاسيما بعدما ربطت وسائل الاعلام بين أدائه وأدء الحزب المرتقب في حال وصوله الى الحكم خلال السنتين المقبلتين.
وهكذا يصل الى لندن يوم الجمعة المقبل عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ لتقديم نصائح الى جونسون بخصوص كيفية ادارة لندن، احدى كبريات مدن العالم، وعدم الوقوع في أخطاء جسيمة خلال الأسابيع الأولى من توليه منصبه.
يذكر أن جونسون تعرض لانتقادات شديدة قبل انتخابه لجهة عدم جديته في الخطابات والتصريحات التي يدلي بها، لا سيما أن نصفها مكون عادة من النكات، كما كان حال خطابه الأول بعد انتخابه عمدة للمدينة.
كما تنقص العمدة جونسون الخبرة الادارية إذ كان صحافيا قبل أن يتولى مقعدا نيابيا لسنتين تقريبا.
وسبق أن نشرت وسائل اعلام بريطانية وعلى رأسها «بي.بي.سي» مقابلات مع شقيقــته ووالــده أدليا خلالــها بتصريحات لم تســاعــد جــونسون أبدا، مثل قــول شقيقتـه إن العمدة الجديد «سيصبــح رئيســا للوزراء» أو «بات يملك لندن كلها»، واشارة والده الى نيته تولي المقعد النيابي الذي سيخليه ابنه.
وفي السياق نفسه هنأ المجلس الاسلامي البريطاني بوريس جونسون على الانتصار وقال محمد عبدالباري الأمين العام للمجلس الاسلامي البريطاني في رسالة وجهها امس الى ليفينغستون «ان مسلمي لندن لن ينسوا دعمك الثابت وشجاعتك في الوقوف الى جانبهم حين كانت السهام والحجارة ترمى في طريقنا من قبل أولئك الذين سعوا الى تفرقتنا».
وأمل عبدالباري، في رسالة أخرى الى رئيس بلدية مدينة لندن الجديد جونسون، «أن يتفق معه الأخير بأن هذه الانقسامات يمكن التغلب عليها ونقل لندن الى مستويات أفضل من التفاهم بفضل القلب الكريم الذي تتمتع به العاصمة وديناميكيتها المتعددة الأعراق»، مشددا على أن ليفينغستون «فعل الكثير لضمان أن يكون المسلمون جزءا لا يتجزأ من الحياة في لندن».
الصفحة في ملف ( pdf )