Note: English translation is not 100% accurate
مفتي لبنان محمد رشيد قباني لـ «الأنباء»: علينا التسليم بعملية التغيير التي تقودها حكومة السنيورة
الأربعاء
2006/10/11
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1438
يلعب الرؤساء الدينيون للطوائف في لبنان دورا «تهدويا» في مرحلة التأزم الحاصلة، ويشكل مفتي الجمهورية د.محمد رشيد قباني ضلع المثلث الذي يضم ايضا البطريرك الماروني نصرالله صفير ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام عبدالامير قبلان. وربما من حسن حظ اللبنانيين التقاء اقطاب هذا المثلث على قاسم مشترك، وهو دعم فكرة الدولة وبالتالي مواكبة الاكثرية السياسية والنيابية التي تعبر عنها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة.
وقد تطور هذا الموقف من دعم توجهات الفريق الحاكم في السراي الكبير الى توجيه انتقادات سياسية مباشرة لقوى المعارضة، فقبل المواقف «الجامدة» التي طالعنا بها سماحة مفتي لبنان، كان مجلس المطارنة الموارنة سباقا الى رفض طروحات المعارضين وعلى رأسهم العماد ميشال عون، سواء أكان لجهة التغيير الحكومي، ام لجهة مواجهة العملية التغييرية الواسعة التي تقودها الحكومة. لا بل ان المفتي قباني الذي نادرا ما تطرق الى القضايا السياسية بصراحة مطلقة، تحدث عن «حرب اقتلاع» للآخرين من جانب رموز النظام الامني المتلهف للعودة الى السلطة، معتبرا ان اللبنانيين لن يغفروا ولن يتساهلوا في عودة ذلك النظام الذي يتحمل مسؤولية اغتيال رجل القيم الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كادوا له كيدا.
في لقائنا معه استهل سماحته حديثه بابداء الشكر والتقدير للمبادرات الكويتية الخيرة حيال لبنان، وانتقل الى حديث اللحظة السياسية اللبنانية والمجابهة الحاصلة بين الاكثرية والاقلية في مجلس النواب والحكومة داعيا الى وقف المهاترات واستخدام السيئ من المفردات، وقال: بداية على الجميع ان يسلم بعملية التغيير الحاصلة قبل الحديث عن موضوع الاغلبية والاقلية، فيقول البعض تارة ان هناك اغلبية وهمية ويقولون تارة إنها اغلبية مؤقتة، هذا ليس بالكلام مطلقا، فالأقلية لن تكون محذوفة بل ستكون موجودة بالحكومة وغيرها، ولكننا الآن امام حرب اقتلاع، فالنظام الامني السابق يقتلع الموجودين، فلا ينبغي لرئيس الجمهورية ان يقول ما قاله عن اقتلاع واحد تلو الآخر، هذا كلام لا يجوز، ولكن هؤلاء من اتباع النظام الامني السابق أيا كانوا يريدون ايقاع البلد في فتنة. يجب ان يسلم بالاكثرية وبالاقلية، فالكلام عن الاقلية الوهمية والاقلية المؤقتة هو كلام يضر بالبلد.
هذه النغمة التي نسمعها كثيرا لا تنفع البلد، بل على العكس ترقّد مسيرة الحكومة، فحكومة الرئيس السنيورة تمثل كل لبنان، والعماد ميشال عون هو الذي رفض الدخول فيها، والمعروف ان سبب رفضه الدخول في الحكومة يعود الى موضوع المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي يمثل القيم والمكرمات والشهامة والقوة، فقد كادوا له في حياته كثيرا وبلغت قمة الكيد قبيل مقتله بيوم او بيومين، حيث وزع الزيت على المحتاجين وكان ذلك بعد ان وزع حصصا غذائية في رمضان قبلها بأربعة اشهر ولم يتمكن من ان يوزع الزيت مع الحصص الغذائية لانه لم يكن موسمه فتأجل موضوع التوزيع الى ذلك التاريخ، فاعتبروه أنه يستفيد من هذه التوزيعات انتخابيا، فانظر كيف تدنى مستوى الحديث بهذه الامور حتى بلغ تلك الدرجة من الكيد وصلت الى منع الخير عن الناس فكانت صفة العهد السابق كما قال الله تعالى (مناع للخير معتد أثيم)، حتى وصل الأمر الى القضاء، وأي قضاء هذا الذي يوقف من يقوم بتوزيع المساعدات على المحتاجين، وحين تحدثنا الى المدعي العام عدنان عضوم آنذاك وأبدينا استغرابنا الشديد من توقيف هؤلاء، أجابنا عضوم بأن هذا التوزيع غرضه انتخابي، علما أنه من المعروف ان مكتب الرئيس الحريري كان يوزع في كل عام مساعدات، وكان من قبل في الثمانينيات قد علّم على نفقته 33 ألف تلميذ من جميع الطوائف.
وأضاف: أنا أعتقد ان الذين كادوا للرئيس الحريري في حياته وقبيل استشهاده لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بمقتله. ان موضوع اغتيال الرئيس الحريري لم ينته مطلقا حتى تكشف الحقيقة، فالمسألة ليست قضية شخص، ولكنها قضية رجل يمثل كل القيم.
يتبع...
اقرأ أيضاً