واشنطن - احمد عبدالله
حقق المتسابق على ترشيح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية باراك اوباما فوزا كبيرا على منافسته هيلاري كلينتون في ولاية نورث كارولينا، فيما تمكنت هيلاري من انتزاع الفوز في ولاية انديانا بفارق ضئيل.
فقد حصل اوباما على 56.2% من اصوات الناخبين الديمقراطيين في نورث كارولينا مقابل 41.5% لمنافسته وفي المقابل منح 51% من اولئك الناخبين اصواتهم لهيلاري في ولاية انديانا فيما حصل اوباما على 49 % من الاصوات.
وبينما توقع كثيرون انسحاب هيلاري إذا ما فاز اوباما في الولايتين فإن نتائج هذه الدورة الانتخابية اجلت حسم المواجهة لبعض الوقت وان كانت منحت اوباما وقودا اضافيا للسعي لانتزاع قرار من الحزب الديموقراطي باختياره مرشحا عن الحزب في المرحلة النهائية من السباق الرئاسي ضد الجمهوري جون ماكين.
رغم ما يمكن ان تؤدي اليه هذه المعركة من مزيد من التشويش مع اقتراب موعد عقد المؤتمر العام له المقرر في اغسطس المقبل الامر الذي يطرح المزيد من التساؤلات حول امكانية الحزب في استرجاع البيت الابيض من الحزب الجمهوري ومنع مرشحه سيناتور اريزونا جون ماكين من الوصول اليه.
واوضحت هيلاري في خطاب ألقته في مدينة انديانابوليس عقب اعلان النتائج انها ستواصل المعركة «وصولا الى البيت الابيض» حسب قولها.
وبذلت هيلاري في خطابها جهدا كبيرا لتصوير الفوز في انديانا بانه «نقطة تحول» في سباق المعركة الانتخابية اذ قالت: «الليلة اتينا من الخلف لنصبح في المقدمة لنمضي بعد ذلك بالسرعة القصوى نحو البيت الابيض»، واشارت هيلاري الى ان منافسها اعتبر ولاية انديانا «ولاية الحسم» في تصريح ادلى به في مرحلة مبكرة من السباق، وان الاستطلاعات كانت تضع الولاية في كفته بفارق كبير قبل شهرين فقط واضافت: «وها نحن قد فزنا بولاية الحسم».
وطلبت هيلاري من مؤيديها مواصلة دعمها بعد ان اشارت الى ان منافسها كان متفوقا عليها من حيث ميزانية حملته في كل من انديانا ونورث كارولينا، وكان اعضاء في حملتها قد المحوا الى انها اقرضت حملتها من مالها الخاص مرة اخرى.
وصرح واحد من اعضاء فريق كلينتون بان حملة المرشحة الديمقراطية «تعد مفلسة» من الوجهة المالية.
وبينما وقفت تشلسي ابنة المرشحة الديموقراطية الى جوارها وهي تبتسم فان الرئيس السابق بيل كلينتون كان ينصت لزوجته بتركيز شديد وشوهد وهو يمسح دمعة من عينيه حين تحدثت هيلاري عن صعوبة الحملة وعن اثرها في توحيد جهود عائلتها الصغيرة وتقريب افرادها.
في المقابل القى اوباما خطابا من نورث كارولينا بعد اعلان النتائج قال فيه ان هذا الفوز يبرهن «ان امامنا فرصة للاختيار، اختيار الا نكون متفرقين واختيار الا نكون خائفين»، وقال اوباما ان هناك محاولات للتفريق بين الاميركيين «فهناك ولايات حمراء (جمهورية) واخرى زرقاء (ديموقراطية) وهناك سود وبيض واغنياء وفقراء وياقات زرقاء واخرى بيضاء»، وتعهد اوباما بتجاوز كل ذلك وحث مؤيديه على التمسك بوحدة الاميركيين خلف شعار تغيير الواقع الذي يعيشونه.
الا ان نتائج امس الاول لم تكن «نقطة تحول» لهيلاري اذ يعتقد المراقبون ان فوز اوباما في ولاية نورث كارولينا بفارق 14 نقطة مئوية وخسارته في انديانا بفارق يزيد قليلا عن النقطة المئوية الواحدة يعد خطوة كبيرة على درب حسمه للمواجهة مع منافسته لاسيما وان فوز نورث كارولينا يعد الفوز الاول له منذ قرابة الشهرين.
فضلا عن ذلك فان حساب اعداد المندوبين الباقين في الجولات التمهيدية الست الباقية حتى مؤتمر دنفر يوضح ان هيلاري تحتاج الى نحو 70 % من مندوبي تلك الولايات الست الباقية ان كان لها ان تتساوى مع باراك اوباما في عدد المندوبين.
ويعد الحصول على هذه النسبة المرتفعة امرا مستحيلا تقريبا.
وقال اعضاء في الفريق الانتخابي لهيلاري انهم يعترفون بان نتائج امس الاول تقل كثيرا عما كانوا يطمحون الى تحقيقه واوضحوا ان هيلاري تتوقع ان تتزايد مطالب قيادات الحزب الديموقراطي لها بالانسحاب.
وكانت هيلاري قد تمكنت من تجريد منافسها من بعض قدرته على التقدم السريع الذي اتسمت به حملته بالتركيز على علاقته بقس كنيسته جيريمياه رايت وتصريحاته المثيرة للجدل وذلك خلال الاسابيع القليلة الماضية، فضلا عن ذلك فقد ركزت هيلاري على مقولة ان اوباما لن يستطيع الصمود امام المرشح الجمهوري جون ماكين بعد الاثر السلبي الذي لحق به جراء تصريحات رايت في محاولة لاقناع المندوبين الكبار بالتحول الى جانبها والوقوف ضد منافسها.
غير ان فوز نورث كارولينا الكبير كان ردا على ما تروج له هيلاري في صفوف قادة الحزب الديموقراطي طبقا لتصريحات ناشطين في حملة اوباما ممن توقعوا ايضا ان يعلن بعض المندوبين الكبار الذين سبق ان اعلنوا تأييدهم لهيلاري انشقاقهم عن معسكرها وانضمامهم الى معسكر اوباما خلال الايام القليلة المقبلة.
وقال مراقبون متخصصون في متابعة العملية الانتخابية الاميركية انه ما لم يتعرض اوباما لفضيحة كبيرة خلال الشهور الثلاثة المقبلة فإن فرصة انتخابه مرشح عن الحزب الديموقراطي في اغسطس المقبل تكاد ان تكون مؤكدة.
الصفحة في ملف ( pdf )