بيروت ـ عمر حبنجر
في اليوم الثالث من الاحداث اللبنانية المتجددة انطلاقا من بيروت، سقط عرض الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على الموالاة الداعي لتراجع الحكومة عن قراراتها، كما سقطت مبادرة النائب سعد الحريري بوضع تلك القرارات بيد الجيش مقابل انتخاب رئيس للجمهورية فورا وبدء الحوار الوطني تحت رعاية هذا الرئيس وبدعوة منه.
ومع سقوط هاتين الفرصتين للحل، استكمل مسلحو المعارضة سيطرتهم العسكرية على بيروت، لاسيما مراكز ومكاتب الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل داخل العاصمة وبعض المناطق، ومن ثم تسليمها للجيش بعد اجراء «جردة» بداخلها.
لكن الحظر الذي خيم خلال ساعات ذروة العنف الليلي وتوج باستهداف دار الفتوى في عائشة بكار ومنزل المفتي الشيخ د.محمد رشيد قباني القريب منها والسراي الحكومي الكبير، حيث يقيم الرئيس فؤاد السنيورة وعدد من الوزراء ومقر وزارتي الداخلية والاعلام في شارع الحمراء ومقر النائب سعد الحريري في قريطم الذي تعرض سوره الخارجي لقذيفة صاروخية «ضاغطة» صباح امس ومنزل النائب وليد جنبلاط في شارع كلينمصو الذي اكد انه لن يغادر بيروت مهما حصل، هذا الخطر تبدد في الصباح الباكر مع تعزيز الجيش وجوده في هذه المناطق والمقرات وابلاغ من يعنيهم الامر ان مقاربة هذه المواقع غير مسموح بها البتة.
وبالرغم من ذلك، سجل اطلاق نار في محيط قريطم وكلينمصو، ووضعت عناصر من حزب الله يدها على مكتب اجتماعي للمستقبل في محلة الزيدانية، القريبة من دار الفتوى.
وفي هذا السياق الامني، ذكرت مصادر امنية ان مسلحين فتحوا مقر الافتاء الجعفري في مدينة صور في جنوب لبنان وبعثروا محتويات مكتب مفتي صور وجبل عامل السيد علي الامين المعارض لسياسات المعارضة الشيعية.
وبدءا من فترة الظهر، بدأ مسلحو حزب الله بالتمدد والتوسع في العاصمة باتجاه المناطق المحيطة، ووصلوا الى منطقة بشامون (قضاء عاليه) حيث تمكنوا وبعد اشتباكات عدة وبأسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف «آر.بي.جي» من السيطرة على مكتب لتيار المستقبل يقع على مثلث المدارس، ووصلت الى المكان قوة كبيرة من الجيش حيث سلمها عناصر حزب الله المكتب وبات في عهدة الجيش اللبناني، ومنذ الثانية عشرة والربع بعد الظهر هدأت حدة الاشتباكات في المكان.
وافيد عن انتشار عشرات المسلحين التابعين لحزب الله على اول منطقة بشامون وعرمون.
على المستوى السياسي الداخلي، غابت الاتصالات المؤثرة وسط ترقب ما سيؤول اليه الاجتماع الوزاري العربي اليوم في القاهرة، حيث سجلت مواقف ابرزها لقوى الاكثرية التي اجتمعت بصورة طارئة في مؤتمر رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب (كسروان) بغياب رئيس الاكثرية سعد الحريري المحتجز في قريطم ووليد جنبلاط المحتجز في دارته بكليمنصو، واكدت على مشروعية حكومية الرئيس فؤاد السنيورة وعلى التمسك بمبادرة سعد الحريري ودعوة المجتمع الدولي للتدخل من اجل حماية المؤسسات الشرعية اللبنانية مع الدعوة لاعلان حالة الطوارئ ليتحمل الجيش مسؤولياته.
لا دعوة لاستقالة الحكومة
وكانت احدى وسائل اعلام المعارضة قالت ان السفير السعودي عبدالعزيز الخوجة قد نقل اقتراحا الى الرئيس السنيورة بالاستقالة ضمن اطار تسهيل الحل، لكن السفير السعودي سارع الى نفي هذه المعلومات.
من جهته، اكد وزير الشباب والرياضة احمد فتفت ان الوزراء متواجدون في السراي الحكومي، معتبرا ان لدى الحكومة تأييدا من الشعب والمجلس.
واكد فتفت في حديث تلفزيوني ان الجيش اللبناني سيدافع عن السراي الحكومي اذا حاولوا اقتحامه، متسائلا: اذا لم يقم الجيش اللبناني بالدفاع عن السراي فمن سيدافع اذن؟! واوضح فتفت ان معظم القتلى هم من المدنيين، وهناك قتيل من المعارضة هو احد حراس رئيس المجلس النيابي نبيه بري، متهما الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله باستغلال قرار الحكومة لاعلان الحرب، معتبرا ان «الرئيس بري اصبح فريقا في الحرب الدائرة».
غير أن مصدرا مسؤولا في المعارضة اكد امس انها ستبقي على اقفال بيروت بما فيها طريق المطار حتى التوصل الى الحل السياسي.
وقال المصدر، طالبا عدم الكشف عن هويته، «ستبقى الطرقات مقطوعة حتى تتراجع الحكومة عن قراراتها ويتفضلوا (الموالاة) الى الحوار»، الذي سبق ان دعا اليه نبيه بري رئيس البرلمان.
واضاف «رفضت الموالاة دعوة بري الى الحوار كما رفضت مطالب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله» الذي اشترط لحل الازمة تراجع الحكومة عن قراراتها والعودة الى الحوار. وقال المصدر «سعد الحريري لم يعط ردا على مطلب نصرالله»، معتبرا ان المبادرة التي تقدم بها الحريري للحل تعني «تمسكه بمطالبه».
جنبلاط: باق في بيروت
بدوره، قال النائب وليد جنبلاط في حديث تلفزيوني ان الجيش يقوم بمهمة حمايته، متمنيا ان «ينتشر لحماية النائب سعد الحريري ونحن نؤمن فقط بالدولة». وقال «لا احد يستطيع ان يسيطر على بيروت ولا احد يستطيع ان يسيطر بشكل احادي على القرار اللبناني، وليست هذه هي الطريقة للتعاطي، وذريعة ان الحكومة تجرأت على السؤال عما يجري في مطار بيروت او ما اذا كانت تلك الشبكات امنية او تجارية، هذه الذريعة التي ادت الى هذا الاجتياح ليست مقبولة».
واضاف «انصح حزب الله الذي يملي ارادته على الجميع بأنه لا يستطيع ان يفرض ارادته على اللبنانيين. انا باق في بيروت مع اهلها، هناك اطلاق رصاص، اتمنى على قوى الامن ان تعالجه، واذا كان هناك من حروب الغاء، فهذا موضوع آخر».
واوضح ان «هناك عرضا قدمه النائب سعد الحريري عن سبل المعالجة للخروج من المأزق الا ان اي جواب لم يأتني شخصيا».
أرسلان اتصل بجنبلاط
وتلقى وليد جنبلاط اتصالا هاتفيا من النائب السابق طلال ارسلان تم خلاله عرض التطورات الراهنة، وابدى ارسلان استعداده لزيارة جنبلاط، مؤكدا له ان اي مس بكرامته او سلامته هو امر مرفوض بالمطلق وهو كالمس بكرامته الشخصية، وشكره جنبلاط على موقفه الوطني المسؤول الذي يعكس اصالته السياسية وحرصه على الوحدة الوطنية، شاكرا له هذه الالتفاته، مؤكدا له انه سيتواصل معه في حال استدعت الحاجة.
في اليوم الثالث من الاحداث اللبنانية المتجددة انطلاقا من بيروت، سقط عرض الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على الموالاة الداعي لتراجع الحكومة عن قراراتها، كما سقطت مبادرة النائب سعد الحريري بوضع تلك القرارات بيد الجيش مقابل انتخاب رئيس للجمهورية فورا وبدء الحوار الوطني تحت رعاية هذا الرئيس وبدعوة منه.
ومع سقوط هاتين الفرصتين للحل، استكمل مسلحو المعارضة سيطرتهم العسكرية على بيروت، لاسيما مراكز ومكاتب الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل داخل العاصمة وبعض المناطق، ومن ثم تسليمها للجيش بعد اجراء «جردة» بداخلها.
لكن الحظر الذي خيم خلال ساعات ذروة العنف الليلي وتوج باستهداف دار الفتوى في عائشة بكار ومنزل المفتي الشيخ د.محمد رشيد قباني القريب منها والسراي الحكومي الكبير، حيث يقيم الرئيس فؤاد السنيورة وعدد من الوزراء ومقر وزارتي الداخلية والاعلام في شارع الحمراء ومقر النائب سعد الحريري في قريطم الذي تعرض سوره الخارجي لقذيفة صاروخية «ضاغطة» صباح امس ومنزل النائب وليد جنبلاط في شارع كلينمصو الذي اكد انه لن يغادر بيروت مهما حصل، هذا الخطر تبدد في الصباح الباكر مع تعزيز الجيش وجوده في هذه المناطق والمقرات وابلاغ من يعنيهم الامر ان مقاربة هذه المواقع غير مسموح بها البتة.
وبالرغم من ذلك، سجل اطلاق نار في محيط قريطم وكلينمصو، ووضعت عناصر من حزب الله يدها على مكتب اجتماعي للمستقبل في محلة الزيدانية، القريبة من دار الفتوى.
وفي هذا السياق الامني، ذكرت مصادر امنية ان مسلحين فتحوا مقر الافتاء الجعفري في مدينة صور في جنوب لبنان وبعثروا محتويات مكتب مفتي صور وجبل عامل السيد علي الامين المعارض لسياسات المعارضة الشيعية.
وبدءا من فترة الظهر، بدأ مسلحو حزب الله بالتمدد والتوسع في العاصمة باتجاه المناطق المحيطة، ووصلوا الى منطقة بشامون (قضاء عاليه) حيث تمكنوا وبعد اشتباكات عدة وبأسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف «آر.بي.جي» من السيطرة على مكتب لتيار المستقبل يقع على مثلث المدارس، ووصلت الى المكان قوة كبيرة من الجيش حيث سلمها عناصر حزب الله المكتب وبات في عهدة الجيش اللبناني، ومنذ الثانية عشرة والربع بعد الظهر هدأت حدة الاشتباكات في المكان.
وافيد عن انتشار عشرات المسلحين التابعين لحزب الله على اول منطقة بشامون وعرمون.
على المستوى السياسي الداخلي، غابت الاتصالات المؤثرة وسط ترقب ما سيؤول اليه الاجتماع الوزاري العربي اليوم في القاهرة، حيث سجلت مواقف ابرزها لقوى الاكثرية التي اجتمعت بصورة طارئة في مؤتمر رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب (كسروان) بغياب رئيس الاكثرية سعد الحريري المحتجز في قريطم ووليد جنبلاط المحتجز في دارته بكليمنصو، واكدت على مشروعية حكومية الرئيس فؤاد السنيورة وعلى التمسك بمبادرة سعد الحريري ودعوة المجتمع الدولي للتدخل من اجل حماية المؤسسات الشرعية اللبنانية مع الدعوة لاعلان حالة الطوارئ ليتحمل الجيش مسؤولياته.
لا دعوة لاستقالة الحكومة
وكانت احدى وسائل اعلام المعارضة قالت ان السفير السعودي عبدالعزيز الخوجة قد نقل اقتراحا الى الرئيس السنيورة بالاستقالة ضمن اطار تسهيل الحل، لكن السفير السعودي سارع الى نفي هذه المعلومات.
من جهته، اكد وزير الشباب والرياضة احمد فتفت ان الوزراء متواجدون في السراي الحكومي، معتبرا ان لدى الحكومة تأييدا من الشعب والمجلس.
واكد فتفت في حديث تلفزيوني ان الجيش اللبناني سيدافع عن السراي الحكومي اذا حاولوا اقتحامه، متسائلا: اذا لم يقم الجيش اللبناني بالدفاع عن السراي فمن سيدافع اذن؟! واوضح فتفت ان معظم القتلى هم من المدنيين، وهناك قتيل من المعارضة هو احد حراس رئيس المجلس النيابي نبيه بري، متهما الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله باستغلال قرار الحكومة لاعلان الحرب، معتبرا ان «الرئيس بري اصبح فريقا في الحرب الدائرة».
غير أن مصدرا مسؤولا في المعارضة اكد امس انها ستبقي على اقفال بيروت بما فيها طريق المطار حتى التوصل الى الحل السياسي.
وقال المصدر، طالبا عدم الكشف عن هويته، «ستبقى الطرقات مقطوعة حتى تتراجع الحكومة عن قراراتها ويتفضلوا (الموالاة) الى الحوار»، الذي سبق ان دعا اليه نبيه بري رئيس البرلمان.
واضاف «رفضت الموالاة دعوة بري الى الحوار كما رفضت مطالب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله» الذي اشترط لحل الازمة تراجع الحكومة عن قراراتها والعودة الى الحوار.
وقال المصدر «سعد الحريري لم يعط ردا على مطلب نصرالله»، معتبرا ان المبادرة التي تقدم بها الحريري للحل تعني «تمسكه بمطالبه».
جنبلاط: باق في بيروت
بدوره، قال النائب وليد جنبلاط في حديث تلفزيوني ان الجيش يقوم بمهمة حمايته، متمنيا ان «ينتشر لحماية النائب سعد الحريري ونحن نؤمن فقط بالدولة».
وقال «لا احد يستطيع ان يسيطر على بيروت ولا احد يستطيع ان يسيطر بشكل احادي على القرار اللبناني، وليست هذه هي الطريقة للتعاطي، وذريعة ان الحكومة تجرأت على السؤال عما يجري في مطار بيروت او ما اذا كانت تلك الشبكات امنية او تجارية، هذه الذريعة التي ادت الى هذا الاجتياح ليست مقبولة».
واضاف «انصح حزب الله الذي يملي ارادته على الجميع بأنه لا يستطيع ان يفرض ارادته على اللبنانيين.
انا باق في بيروت مع اهلها، هناك اطلاق رصاص، اتمنى على قوى الامن ان تعالجه، واذا كان هناك من حروب الغاء، فهذا موضوع آخر».
واوضح ان «هناك عرضا قدمه النائب سعد الحريري عن سبل المعالجة للخروج من المأزق الا ان اي جواب لم يأتني شخصيا».
أرسلان اتصل بجنبلاط
وتلقى وليد جنبلاط اتصالا هاتفيا من النائب السابق طلال ارسلان تم خلاله عرض التطورات الراهنة، وابدى ارسلان استعداده لزيارة جنبلاط، مؤكدا له ان اي مس بكرامته او سلامته هو امر مرفوض بالمطلق وهو كالمس بكرامته الشخصية، وشكره جنبلاط على موقفه الوطني المسؤول الذي يعكس اصالته السياسية وحرصه على الوحدة الوطنية، شاكرا له هذه الالتفاته، مؤكدا له انه سيتواصل معه في حال استدعت الحاجة.
الصفحة في ملف ( pdf )