بيروت - عمر حبنجر
ضاعت جلسة انتخاب الرئيس التي كانت مقررة اليوم بين اصوات المدافع والرشاشات التي انتقلت الى شمال لبنان، وبين التصريحات النارية لفرقاء الأزمة اللبنانية.
وبانتظار ما ستسفر عنه جهود لجنة الوساطة العربية التي تصل بيروت غدا ووسط ترحيب المعارضة بوصولها يستمر اطراف النزاع في الموالاة والمعارضة في إلقاء الاتهامات بالتعطيل والتأزيم ووضع الشروط والشروط المضادة
وفيما اعتبر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ان ما يجري في لبنان ليس معركة لانتصار طرف على طرف، وصف ذلك بأنه «رد فعل على خطأ سياسي فادح ارتكبته حكومة السنيورة البتراء، لذلك ما كان مطلوبا قبل اشهر يعد أمرا مطلوبا الآن، اي في العودة الى طاولة الحوار، من دون زيادة او نقصان، وهذا ليس انقلابا ولا ضربة شمس».
رئيس الحزب الاشتراكي طلال ارسلان أكد أنه تم اخلاء المسلحين من المناطق الجبلية التي شهدت اشتباكات حتى فجر أمس بين مسلحي الحزب التقدمي الاشتراكي ومسلحي المعارضة كما انتشر الجيش وتم اخلاء المراكز الحزبية.
وكان ارسلان الذي فوضه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وحزب الله في إنهاء الاشتباكات يتحدث في مؤتمر صحافي حول المراحل التي وصلت اليها الاجراءات المتعلقة بانهاء الوضع المتوتر في المناطق الجبلية التي شهدت اشتباكات بمختلف انواع الاسلحة والمتوسطة وحتى الثقيلة.
وقال ارسلان انه لم ينجح بعد في «سحب كل القنابل وتفكيك كل الالغام، وقال ان وقف اطلاق النار دخل الى حيز التنفيذ والجيش يدخل الى مناطق الجبل» بيد ان ارسلان حذر من أن أي تمييع في التفويض الممنوح له لترتيب الوضع الامني في مناطق الجبل وتسهيل نشر الجيش اللبناني سيدفع به إلى التخلي عن مهمته.
وكشف ارسلان عن أنه حصل من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على تفويض واضح بأن يتم تسليم المراكز السياسية والامنية لحزبه في مناطق الجبل إلى الجيش اللبناني وأن يتم أيضا تسليم سلاح الحزب الثقيل والمتوسط وسحب أسلحة المسلحين.
وقال «إنه بدأ يشعر بأن هناك تمييعا في التفويض الممنوح» موضحا أنه تسلم بالفعل بعض المراكز الحزبية والامنية للحزب التقدمي الاشتراكي وقام بتسليمها للجيش وأشرف على سحب مسلحي الحزب تنفيذا لوقف إطلاق النار مع أحزاب المعارضة فيما مازال موضوع الاسلحة الثقيلة عالقا.
ورفض أرسلان الذرائع بأن الحزب التقدمي الاشتراكي لايمتلك مثل هذه الاسلحة، خصوصا أنه جرى استخدامها بالفعل في القتال أمس مع أحزاب المعارضة.
ونبه ارسلان إلى أن المعارضة التزمت بما هو مطلوب منها فإما أن ينجح رهان المعارضة على التفويض الممنوح له وإما ان ينهار كل شىء.
وطالب بأن يتم تسليم جميع المراكز العسكرية ومستودعات السلاح الثقيل والمتوسط قبل حلول اليوم لنزع أي فتيل تفجيرى، مشددا على موقعه في صفوف المعارضة وعلى القيام بدوره حاميا لظهر المقاومة، رافضا أي مساس بأمن المقاومة أو أن يكون جبل لبنان عبئا عليها.
وجه الرئيس السابق امين الجميل نداء الى كل المسيحيين، خاصة في المناطق التي لم تصل اليها الفتنة بعد، وطالب الكتائبيين جميعا بمد اليد الى كل الافرقاء في مناطقهم، لاسيما الى القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والى الفعاليات المؤثرة في المنطقة وفي كل قرية او حي للاجتماع في اسرع وقت لوضع خطة عمل محلية لتفادي الفتنة وتحصين مناطقهم امام هذا المخطط الرهيب الهادف الى النيل من كرامة كل منهم.
ودعا الجميل الى وقفة وجدان بكل المناطق المسيحية ونداء من اجل عدم الوقوع في الفتنة والا يسمحوا للمخطط الجهنمي بالنيل من امنهم واستقرارهم ووحدتهم ومن مستقبل وطنهم.
وقال الجميل، في مؤتمره الصحافي، ان ندائي ليس أمنية بل هو طلب ملح لكل من يسمعني لتحصين مناطقنا لنلعب دورنا الوطني بدعم صمود كل المواطنين الشرفاء عن حق.
وكشف الجميل انه اتصل بالنائب السابق سليمان فرنجية، كما تحدث مع سمير جعجع واتصل برئيس مجلس النواب نبيه بري ووضعه بالاجواء، وقال: تحدثت مع فرنجية من اجل حفظ مناطقنا ومع جعجع لاقامة تفاهم وضوابط موضوعية لمنع اي انجرار الى المخطط.
وقال الجميل ان هدف ما يحصل هو قلب المعادلة والنظام وارجاع لبنان الى العصر الحجري، واضاف: لا يفكرن احد بتوظيف انتصار وهي لقلب المعادلة، واشار الى الانتصار «الفخ» الذي حصل لن يغير من قناعتنا.
واصر الجميل على ان يسبق اي حوار تعهد من السيد حسن نصرالله شخصيا امام الرأي العام اللبناني والعربي الاسلامي والمسيحي وامام ايران وسورية والسعودية بألا يستعمل السلاح في الصراع السياسي الداخلي في لبنان بعد اليوم.
شرط الحوار عدم العودة للسلاح
وقال: هذا شرط اساسي، اذا كانوا حقيقة يريدون الجلوس على طاولة الحوار هذا هو شرطنا الاساسي، لا لاستعمال السلاح مجددا على الساحة اللبنانية، والسلاح السياسي من اجل التغيير في المعادلات او في التوازنات، والا فما معنى اي حوار في ظل المسدس؟!
واضاف: قناعتنا لن تتغير، فالحوار هو رائدنا ونصر على انعقاد هذا الحوار في اسرع وقت، لكن يجب ان تكون كل المواضيع على طاولة الحوار بما فيها سلاح حزب الله.
الصفحة في ملف ( pdf )