بدت هيلاري كلينتون في صورة المرأة التي لا تستسلم ابدا، وكانها قد استعادت قوتها امس الاول، بعد فوزها الساحق في الانتخابات التمهيدية للترشح عن الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية في مواجهة باراك اوباما في ولاية وست فرجينيا.
وبهذا يكون اوباما قد مني بأسوأ خسارة في الانتخابات التمهيدية التي جرت امس الاول، اذ فازت منافسته كلينتون بمعدل 2 الى 1 في ولاية وست فرجينيا وقبل اقل من ثلاثة اسابيع من نهاية موسم الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي.
غير ان احتفال هيلاري كلينتون بالفوز على منافسها سناتور ايلينوي كان ملونا بطعم المرارة بسبب التقدم الكبير لباراك اوباما عليها قبل ثلاثة اشهر من انعقاد مؤتمر الحزب الديموقراطي العام لاختيار مرشحه الى الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
الاستمرار في المنافسة
ويصر كلا المرشحين الديموقراطيين على الاستمرار في المنافسة على الترشح عن الحزب فقد اكدت عضوة مجلس الشيوخ كلينتون بعد اعلان نتائج وست فرجينيا «انا اكثر تصميما من اي وقت مضى على الاستمرار في هذه الحملة الى ان يحظى كل شخص بالفرصة للتعبير عن رأيه».
واضافت «السباق لم ينته، هناك من كان يريد ان ينتهي السباق هنا، وكانوا يقولون توقفي، الامر صعب جدا، الجبل شاهق، لكننا نعلم من خلال الكتاب المقدس ان في امكان الايمان ان يزيح جبلا».
وتابعت «بعد الفوز الرائع هذا المساء، من الواضح ان الخبراء كانوا على خطأ باعلانهم ان السباق انتهى»، وشددت لانصارها «لن اتخلى عنكم».
وتثير صلابتها اعجابا حتى بين خصومها، وقد جددت وعدها بمواصلة السباق حتى نهاية عمليات الانتخاب التمهيدية في الثالث من يونيو، غير ان المعركة ستكون صعبة، بينما تعاني كلينتون من ديون تبلغ عشرين مليون دولار.
وامتنعت كلينتون عن انتقاد اوباما، مشيرة الى انها «معجبة به بعمق».
غالبية جديدة
من جانبه فان اوباما تقبل نتائج الانتخابات في وست فرجينيا ويتطلع الى الجولة المقبلة من الانتخابات التمهيدية في ولاية اوريغون التي ستجرى في الاسبوع المقبل والى الحملة الانتخابية الرئاسية العامة التي سيواجه بها مرشح الحزب الديموقراطي منافسه الجمهوري جون ماكين.
ومن المتوقع ان يفوز اوباما في ولاية اوريغون كما كان من المتوقع فوز كلينتون في كنتاكي خلال الانتخابات الاولية التي ستعقد يوم الثلاثاء المقبل.
وشدد اوباما في تجمع انتخابي لمناصريه في ميسوري على ان «هذه هي فرصتنا لبناء غالبية جديدة مكونة من الديموقراطيين والمستقلين والجمهوريين الذين يعرفون انه من غير الممكن القبول بأربع سنوات اضافية للرئيس جورج بوش».
وقال ان «هذه هي اللحظة المناسبة لطي صفحة الانقسامات والتشتت التي تعتري الحياة السياسية في واشنطن».
وفازت كلينتون بغالبية ساحقة في ولاية ويست فرجينيا بلغت نسبة المقترعين البيض 95% حيث حصلت على اصوات انصارها من فئات الناخبين المختلفة من النساء وكبار السن والأقل تعليما والطبقة العاملة من البيض.
وحصلت كلينتون التي تسعى الى ان تصبح اول امرأة تترأس الولايات المتحدة الاميركية على ما يقرب من 60 % من الاصوات في ولاية ويست فرجينيا وتقدمت علــى منافسهــا اوباما بنسبة 65 % مقابل 28 %.
وسينقسم المندوبون الـ 28 في ولاية ويست فرجينيا بين كلينتون واوباما وفقا لتصويت شعبي حيث يقدر عدد المندوبين الذين حصل عليهم اوباما بنحو 1874 مقارنة بنحو 1702 مندوب لكلينتون اذ يتعين على احدهما الحصول على 2025 مندوبا للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي خلال المؤتمر الوطني الخاص بالحزب الذي سيعقد في دنفر في شهر اغسطس المقبل.
الصفحة في ملف ( pdf )