بيروت - عمر حبنجر
غادر اقطاب الموالاة والمعارضة مع اعضاء اللجنة الوزارية العربية الى الدوحة امس للاجتماع حول طاولة الحوار، مصحوبين بصلوات البطريرك الماروني نصرالله صفير وادعية مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، وتمنيات العلامة السيد محمد حسين فضل الله بأن يبتعد المتحاورون عن حساباتهم الطائفية وارتباطاتهم الخارجية، والبقاء ضمن مستوى لبنان، وطبيعي ان يبقى اللقاء الحواري رهن النوايا، الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى قال امس، «اليوم ينطلق الحوار»، متوقعا عملا جديا ودفعا، آملا في ان يتحقق الاتفاق على موضوع الحكومة وقانون الانتخاب، خلال ايام في الدوحة، مشيرا الى ان الحوارات لن تدخل في النسب وعدد الوزراء، لأن مثل هذا الامر شأن رئيس الجمهورية والاستشارات التي سيجريها.
موسى لانتخاب سليمان
وكشف موسى ان الحوار سيبدأ بحضور اللجنة الوزارية العربية، وتوقع عملا جديا، لأن ما حصل اليوم (امس) «كويس»، وان التعهدات من جانب المعارضة نفذت، ونحن نستثمر في تنفيذ المبادرة العربية، واشار الى انه تم التوافق على العماد ميشال سليمان، لذا يجب التحرك نحو انتخابه، بعد التفاهم على العنصرين الآخرين في الدوحة «وأرجو ان يصار الى ذلك في ايام قليلة».
ورفض موسى التدخل في تفصيل تشكيل الحكومة كيفا وكماً، وقال ان هذا منوط برئيس الجمهورية ومشاوراته، مع الرئيس المكلف الذي يقوم بهذا وليس اللجنة العربية.
بري: الأمور بخواتيمها
بدوره، رئيس المجلس النيابي نبيه بري، رحب بالاتفاق وقال لصحيفة «السفير» انها خطوة جيدة لكن تبقى الامور بخواتيمها.
وسئل بري عما اذا كان متفائلا فأجاب: ان شاء الله، فالاجواء جيدة وسنبذل جهدنا للوصول الى حل لمصلحة اللبنانيين.
وعندما سئل عن مدة الحوار وهل ستكون مفتوحة اجاب: ذلك رهن بما سيحصل في الدوحة، املا في التوصل الى حل سريع وبعد ذلك ننزل الى بيروت وننتخب رئيس الجمهورية الذي سيتولى شخصيا ترؤس جلسات الحوار.
وقد غادر نبيه بري بيروت امس متوجها الى الدوحة للمشاركة في جلسات الحوار الوطني على رأس وفد مؤلف من النائبين سمير عازار وعلي خليل، والمستشارين محمود بري وعلي حمدان وعلي حمد، اضافة الى وفد اعلامي.
وكان الرئيس بري اجرى اتصالا بنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان، كما اجرى اتصالا آخر بالعلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله، واتصل بكل من: الرؤساء سليم الحص، عمر كرامي، نجيب ميقاتي، رشيد الصلح والنائب بهيج طبارة.
رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، الذي سيمثل حزب الله في مؤتمر الدوحة مع الوزير المستقيل محمد فنيش قال في تصريح له امس، اننا لا نذهب الى الدوحة لنعود مختلفين، بل بنوايا صادقة وجدية للتوصل الى حل.
بند السلاح
رحب الرئيس امين الجميل ايضا بالاتفاق وقال لصحيفة «السفير»: اننا اصبحنا الآن امام مفاعيل معركة سياسية، لا نعرف كيف تنتهي، مشيرا الى ان ادراج بند السلاح هو مكسب للاكثرية، مؤكدا الحاجة الى التفاهم على معنى كلمة سيادة.
ولاحقا اعتبر الجميل ألا معنى لأي حل، على مستوى الرئاسة او الحكومة او قانون الانتخاب، اذا لم نتفاهم على مبدأ قيام الدولة، وألا تكون هناك سلطة لأي فريق على حساب السلطة الوطنية، والا يكون كل ما نقوم به مجرد مسكنات.
وقال الجميل متابعا: اذا لم نتفاهم على نوعية العلاقة بين الدولة وحزب الله، فاننا نراوح مكاننا، مشيرا الى انه اتصل بالدكتور سمير جعجع، وان هناك اتفاقا بينهما كما ان الاتصالات مستمرة مع سائر قوى الاكثرية، مستبعدا جدوى اي حل لا يتناول موضوع سلاح حزب الله وعلاقته بالدولة وسيادتها.
عضو كتلة المستقبل النائب الشمالي مصطفى هاشم قال ان تراجع حكومة السنيورة عن قراريها بخصوص امن المطار وشبكة هاتف حزب الله يدخل في اطار سلسلة التنازلات التي بادرت الاكثرية الى تقديمها منذ بداية الازمة السياسية اللبنانية وما زالت تقدمها حتى اللحظة.
واضاف: الآن الكرة في ملعب الفريق الآخر، داعيا اياه الى تحمل الحد الادنى من واجباته الوطنية ان كان يهمه مصلحة لبنان حقا.
الوفد المغادر
من جهته، غادر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وزعيم الغالبية النيابية سعد الحريري على متن طائرة خاصة بالاخير، قبل نصف ساعة من مغادرة الطائرة القطرية.
ومن بين المغادرين: الزعيم الدرزي ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط، ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية د.سمير جعجع، ورئيس الجمهورية الاسبق رئيس حزب الكتائب اللبنانية امين الجميل، ونائب رئيس الحكومة الاسبق ميشال المر، ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، ورئيس كتلة الاصلاح والتغيير البرلمانية ميشال عون ورئيس الكتلة الشعبية النيابية الياس سكاف.